الأستاذ الدكتور هاني عيسى الفقي يكتب..الإسكندرية – المشكلة والحل
بمناسبة اقتراب فصل الشتاء والتغيرات المناخية الحادثة بالعالم أجمع، مازالت الإسكندرية وكل مدننا الساحلية تعاني تغيرات المناخ والسيول والأمطار، ولم تستطع الإمكانات المحدودة المحلية التي تواجه بها المحليات والجهات المسئولة في المحافظات الساحلية إنهاء الأزمة، ومع إزدياد عدد النوات وكميات الأمطار والثلوج تعطلت مصالح الناس وأعمالهم وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها وأصبح السؤال، ماهو مستقبل الإسكندية المدينة العريقة وكافة المدن الساحلية إذا إستمر الحال على ماهو عليه الآن؟۔
هذه رسالة تناقش واقع الإسكندرية ومستقبلها تحديداً ۔۔۔۔ إن مايحدث في عروس البحر المتوسط وغيرها من المدن الساحلية الآن شئ جديد عليها وهي ظروف طارئة فوق إحتمال وقدرات المواطنين وتتطلب وقفة سريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة أن التغيرات المناخية تهدد كل شئ۔
ومن خلال دراستي لظروف مدينة الإسكندرية بشكل خاص وحصر إتجاه وحجم شبكات الأمطار وكمياتها والتغيرات الحادثة عالمياً في المناخ، كان لي بعض المقترحات العاجل منها والمستقبلي لإنقاذ هذه المدينة العريقة وغيرها من المدن الساحلية۔
أولاً وبشكل عاجل يتم الإتفاق على دراسة تعميم تصميم وتشكيل أسقف مائلة لكافة المباني أسوة بدول أوروبا وكافة الدول التي تتزايد بها كميات الأمطار وتكثر بها الثلوج ۔۔۔۔ هذا يؤدي إلى عدم تراكم الأمطار والثلوج بشكل أفقي على الأسطح وما يحمله هذا التراكم من أوزان على المباني نفسها ۔۔۔۔ هذه الميول تؤدي إلى سرعة صرف مياه الأمطار۔۔۔۔ على أن يتم دراسة تعديل إشتراطات البناء وطلب تراخيص البناء لوضع بند الأسقف المائلة للأسطح۔۔۔ ما يؤدي إلى خلق طابع جديد للمدينة الساحلية مثلها مثل مدن البحر المتوسط ويتم الإتفاق بشأن ألوان هذه الأسقف المائلة طبقاً لكل منطقة وحي۔
ثانياً ضرورة تخصيص شبكات خاصة لصرف مياه الأمطار تكون مستقلة تماماً عن شبكات الصرف الصحي مع توسعتها تحت الأرض بأقطار كبيرة تتناسب مع حجم مياه الأمطار بجوار وتحت الأرصفة عن طريق الحفر بالدفع النفقي بنفس نظرية طريقة حفر مترو الأنفاق، مما لا يعيق حركة المرور أعلاه۔ على أن يتم الإستفادة من مياه الأمطار وإعادة توظيفها وإستخدامها من خلال خزانات خاصة بعد معالجتها في أغراض الحياه المختلفة۔
ثالثاً ضرورة إزالة المباني التي صدر لها قرار إزالة وتدعيم المباني التي صدر لها قرارات تدعيم على أن يتم تنفيذ هذه القرارات بكل قوة وحزم وذلك تحت إشراف المحليات والمهندسين الإستشاريين بمدينة الإسكندرية التي تزخر بمئات المهندسين الإستشاريين الأكفاء المتخصصين في هذه المجالات۔ وأن يكون التدعيم عن طريق أصحاب العقارات أو عن طريق المشاركات المجتمعية ولتكن حملة قومية مثل حملة حياه كريمة۔
رابعاً وهو الحل المستقبلي، وهو الإتجاه شمالاً جهة البحر نفسه وعلى بعد كيلو متر تقريباً أو على الجزر الممتدة على ساحل البحر بعد الرفع المساحي البحري على طول إمتداد الساحل وتحديد أماكن الإرتكاز لتنفيذ أساسات هذه المدينة الشريطية وبناء إمتداد عمراني حصين في البحر يكون بمثابة حائط صد لهجمات الأمواج المتلاحقة وإيقاف النحر المتزايد للسواحل، فضلاً عن مميزاته في حل مشاكل المرور بطريق الكورنيش ۔۔۔۔ بالطبع هو حل مكلف جداً ولكن لابد منه مستقبلاً حيث أننا جميعاً لابد وأن نفكر في حلول خارج الصندوق وغير تقليدية خاصة في المدن القائمة بالفعل والتي يصعب معها فقط قرارات الإزالة، وعلينا جميعاً بدء دراسة هذا الحل ومحاولة تقليل التكلفة ۔۔۔ على أن يتم تعميم هذه الحلول في كافة المدن الساحلية۔
هذا بالإضافة إلى أن قضية التغير المناخي هي قضية كونية عالمية تخص العالم كله وليست قضية محلية ومن ضمن حلولها دراسة خفض الإنبعاثات الحرارية التي ترفع من درجة حرارة الأرض۔
أ۔د۔ هاني عيسى الفقي
أستاذ وإستشاري التخطيط الحضري