يذوبون كالشمع
تمر السنين رويدا رويدا
والايام تمضي من العمر فردا
ونحسب أنّا كأول عهدٍ
بها حينما كان في العمر مدا
فتحلو وفيها من المُر حظا
وتقسو وفيها من الحلو عدا
ولكنها حين تمضي أرها
تعد الأماني وتزدادُ نهدا
وتنهال فينا عذابا وتُهدي
لنا بالتمني فنزداد جُهدا
وهذا هو العمر يمضي سنينا
لها في خدود المسنين خدا
يذوبون كالشمع حبا وشوقا
وحينا يذبون هجرا وبُعدا
ومن عاش في الزيف تلقاه فردا
يعاني المآسي ويزداد حقدا
ومن لاذ بالله في كل أمرٍ
يرى النور حقا فيزداد زهدا
تمهل فما العمر إلا ممرٌ
به الشوك والورد لا شك يُهدا
فسالم لمن سالم اليوم تنجو
من الهم والدمع والحزن عقدا
وبادر إلى الصفح والعفو تلقى
بديع السماوات يرضيك وعدا
يجازيك خيرا وفيرا وتحيا
بخيرٍ وتزداد فضلا وسُعدا
فطوبى لمن عاش حُرا كريما
مع الناس موفور حظا وودا
وطوبى لمن عاش بالعلم يُعطي
ويفتح عقولا بها الجهل صدا
فما العلم إلا رداءً جميلا
يداري ويشفي لمن ذاب حِقدا
رعى الله من كان بالعمر يقضي
لياليه في الله شُكرا وحمدا
