مصر القاهرة – القلم الرياضي
تشهد الفترة الأخيرة جدلًا واسعًا بسبب الإصابات الكثير التي التهمت اللاعبين على مستوى العالم، بجانب البطولات المستحدثة التي تقوم الاتحادات الرياضية بتشكيلها بهدف ربح المزيد من رعاية تلك البطولات.
وأصدر الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين “FIFPRO” وشركة “Football Benchmark” تقريرًا بشأن الأحمال البدنية التي يتحملها اللاعب خلال الموسم.
وشهد التقرير السنوي الذي أصدره الاتحاد تواجد محمد صلاح لاعب المنتخب المصري وليفربول، وعلي معلول لاعب المنتخب التونسي والأهلي.
وتحدث التقرير عن المشاكل التي قد تحدث للاعبين بسبب ضغط المباريات المتزايد، خصوصًا خلال الفترة الأخيرة وبالتحديد بعد تغيير موعد كأس العالم الأخير، وتعديل قانون الوقت بدل الضائع خلال نفس البطولة.
أدت زيادة معدلات الوقت بدل الضائع في كأس العالم إلى زيادة الأحمال البدنية على لاعبي المنتخبات، من ما جعلهم أكثر عرضة للإصابة.
في حين أنه من المعتاد أن يعاني اللاعبين من الإرهاق الجسدي والعقلي بعد بطولة مكثفة مثل كأس العالم، فإن عدم وجود فترة راحة واستشفاء كافية خارج الموسم أدى إلى تضخيم المخاوف، بسبب إجراء البطولة قبل توقف يناير.
فيفا قامت بتعديل التفسير المعتاد للوقت الضائع في بطولة 2022 لزيادة وقت اللعب الفعلي للكرة في حين أن هذا قد يكون جيدًا للمشهد العام، لا ينبغي إغفال الآثار المحتملة على الحمل البدني.
أدى تطبيق السياسة الجديدة إلى متوسط وقت ضائع يبلغ حوالي 11.6 دقيقة في قطر (باستثناء المباريات التي وصلت إلى الوقت الإضافي)، هذه زيادة بنسبة 60٪ تقريبًا مقارنة بالنسخة السابقة في روسيا ومرتين أكثر مما كان يُرى تقليديًا في العقود الماضية.
إذا تم تبني هذا التغيير في السياسة على نطاق واسع، يحتاج منظمو المسابقات والاتحادات الرياضية إلى النظر في تأثير تمديد وقت اللعب عندما يتعلق الأمر بتخطيط المباريات.
لوضع هذا في سياقه، تم إجراء تحليل على اللاعبين الذين شاركوا في ٦٠ مباراة على الأقل خلال موسم 2021-2022 وشاركوا أيضًا في المسابقات الدولية للمنتخبات.
كان هؤلاء اللاعبون سيلعبون أكثر بحوالي 4.8٪ خلال الموسم بأكمله إذا تم تطبيق أوقات إضافية متوقفة في ذلك الوقت، في معظم الحالات، يعادل هذا حوالي ثلاث مباريات كاملة من الدقائق التي تم لعبها، مما يزيد من العبء على لاعبي كرة القدم.
وبالنظر للاعب مثل محمد صلاح الذي يشارك باستمرار مع ليفربول والمنتخب المصري، نجد أنه لو تم تعميم فكرة الوقت بدل الضائع على كل المباريات، فإن موسمه سيزداد بمقدار 4.6، أي أنه سيلعب 2.7 مباراة زائدة.
وقد انعكست الآثار الضارة لمتطلبات الحمل البدني الزائد في ردود اللاعبين على استطلاع FIFPRO بعد بطولة كأس العالم.
20% من اللاعبين أفادوا بأنهم يشعرون بمستويات عالية للغاية من الإرهاق العقلي مقارنة بما يشعرون به عادة في هذا الوقت من الموسم (يناير) مع شعور 23% آخرين بمزيد من الإرهاق العقلي من المعتاد.
44% من اللاعبين عانوا من إرهاق جسدي شديد أو متزايد مقارنة بما يشعرون به عادة في هذا الوقت من الموسم (يناير).
53% من اللاعبين أفادوا بإصابة أو شعروا بأنهم أكثر عرضة للإصابة بسبب ضغط الجدول الزمني.
ومع وصول المطالب الجسدية والعقلية المفروضة على اللاعبين إلى مستويات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، هناك حاجة متزايدة إلى مقاييس دقيقة وشاملة لعبء عمل اللاعبين.
استجابةً لذلك، أنشأت FIFPRO مؤشر عبء عمل اللاعبين (PWI) “العبء البدني” كجزء من منصة مراقبة عبء عمل اللاعبين (PWM).
كان الهدف هو دعم المناقشات حول عبء عمل اللاعبين بمقياس بسيط وسهل التفسير وقابل للمقارنة يلتقط أهم الجوانب التي يحتاج اللاعب المحترف إلى التعامل معها.
تم تطوير مؤشر عبء عمل اللاعبين بشكل مشترك من قبل FIFPRO و Football Benchmark وتم التحقق من صحته من قبل خبراء في العلوم الرياضية وتحليل الأداء، ويتكون من أربعة أعمدة، ويمثل الإجمالي للاعب في وقت معين المتوسط المرجح للأعمدة الأربعة.
لكل لاعب، يتم تقديم PWI على مقياس يتراوح من 0 إلى 100، عندما تصل درجة PWI للاعب إلى 80%، فهذا يشير إلى أنه يقترب من الحد الأقصى لعبء العمل الموصى به من قبل الخبراء.
ويقوم مؤشر العبء البدني للاعبين على أربع أسس هي:
عدد دقائق اللعب: عدد المشاركات والدقائق التي لعبها اللاعب خلال الموسم.
وقت الراحة: وقت الراحة والاستشفاء المسموح به بين المباريات خلال الموسم، يتم التركيز بشكل خاص على الفترات الطويلة من المشاركة في المباريات المتتالية.
فترات السفر: تشكل مؤشرات السفر الجوي الدولي عبر الحدود.
فترات راحة الموسم: الوقت الذي يقضيه اللاعب خارج بيئة النادي أو المنتخب الوطني تمامًا.
وبناء على متوسط تلك المؤشرات، نستطيع أن نحسب ما إذا كان هذا اللاعب يتعرض لحمل بدني كبير ويحتاج لراحة أم لا.
وبحساب تلك المتوسطات للاعب مثل علي معلول لاعب الأهلي والمنتخب التونسي، نجد أن متوسط العبء البدني للاعب يصل إلى 82.1%.
وبالتالي كما ذكرنا أن متوسط 80% فيما فوق فإن هذا اللاعب يتعرض لحمل بدني كبير ويحتاج للراحة في أسرع وقت حتى لا يتعرض لانخفاض في المستوى أو الإصابات الكبيرة، ولذلك فلاعب مثل معلول يتعرض لعبء بدني كبير في الفترة الأخيرة.
وأعربت FIFPRO عن قلقها بشأن الآثار المترتبة على عبء العمل المرتفع على صحة اللاعبين. وقالت المنظمة إن “الجدول الزمني المزدحم والمتطلبات البدنية والعقلية العالية التي يواجهها لاعبو كرة القدم المحترفون تضع صحتهم وسلامتهم في خطر.”
وفي نهاية التقرير دعت FIFPRO إلى اتخاذ إجراءات لتحسين حماية صحة اللاعبين والوصول لأعلى المستويات خلال المباريات، مثل:
تقليل عدد المباريات التي يلعبها اللاعبون في موسم واحد.
توفير مزيد من الوقت للراحة والاستشفاء.
تحسين ظروف السفر والإقامة للاعبين.
المصدر: وكالات.يالاكورة
