في حياة كل شخصٍ شغف يدعى (شغف البدايات) ؛ بداية لعلاقة ، بداية مشروع ، بداية دراسة ،بداية لسكن جديد و منطقة جديدة أول مرة ينتقل إليها . أو بداية سفر إلى دولة نتعرف على تاريخها وحضارتها ومعالمها السياحية …. الخ.
شغف البدايات يخطفنا ويسيطر علينا حب الاستطلاع وحب زيادة المعرفة وحب التقارب بفعل الشغف المقترن أحيانا بالإعجاب ليصل إلى حد الإنبهار .شغف البدايات يظهر على كل إنسان في بداية التعارف على أي شيء سواء كان مكان أو إنسان أو حدث اجتماعي أو مهني .يجعل الإنسان متأثرا بنسبة كبيرةجدا وقد يصل إلى أقصى الحدود ، وقد يبدو الأمر في البداية عاديا جدا وطبيعي ثم ننتقل لمرحلة التعلق الشديد ، ولكن بعد فترة نجد هذا الشغف يبدأ في الإضمحلال شيئا فشيئا .وهنا يا عزيزي قد تكون صائبا تماما في الحكم ويتأكد لك ذلك مع الوقت وإتمام التجربة . وقد تكتشف مع كامل الحزن والأسف إن الأمور لم تكن كما هي ببدايات الشغف والتعلق الكبير . والنصيحة هنا ( درب نفسك على احتمال المكسب والخسارة ).ولتكن لديك قناعة إنك لم تكن الإنسان الأول أو الأخير من لهم الانجذاب لشغف البدايات . ولم تكن أول منْ اكتشف عدم وجود ذلك الشغف على الإطلاق بمجرد الاعتياد في اللقاء أو التعود على العمل أو المذاكرة أو اعتياد المناظر الطبيعية في مكان ما بل الحقيقة والواقع يؤكدان ذلك تماما ويصل بك إلى واقع أخر تماما وهو عكس شغف البدايات على الاطلاق. وممن هنا نود نصيحة كل شاب وفتاة مقبلين على الزواج أو الإرتباط ، أن يحذروا شغف البدايات ويكملوا العلاقة القائمة على عدم المصداقية والمصارحة والشفافية .اترك مساحة من الوقت و التقارب ليتضح لك ماهو مخفي من انفعالات و سوء تصرفات والوجه المخفي في بعض الأحيان ،اترك نفسك والتجربة مع قوة الملاحظة وكامل الاقتناع (دوام الحال محال).منْ يحبك ويقتنفع بك بكافة ظروفك وأحوالك وفي أصعب الظروف والمحاكات مستحيل يكون تحت تأثير شغف البدايات.منْ يكون واضح الشكل والملامح والطباع دون تصنع يقود العلاقة إلى بر الأمان دون أن يشعر أو يخطط لذلك ،إنصاف الحقائق مع شغف البدايات ونهاية الحقيقة تكتشف بعد فوات الأوان.
