صفاء كروش تكتب..شفافية شرنقة
أشعر فى غيابك بأفول نجم الهوى، وكأنك بترت باحتجابك مورد الحياة، بسمتك الرائقة أماتت روح البهجة بمغيبها، كنت أكذب عندما أخبرتك أنك لا تعني لي سوى القلق.
أما الآن فلأقل الحقيقة ولو للحظة غافلة مني، أنك كنت مع القلق تسلب الروح والوجدان لعالم لم تتعثر قدماي فيه قبلك؛ وهذا ما أرعبني، وكان الهروب أسلم طريقًا للنجاة.
ولكنها نجاة الجليد من اللهيب، أرأيت كم كنت قاسيًا!، لم تشفق على فتاة في خدر العذرية تنامت مشاعرها ولم تغادر وسادتها وضاقت بها شرنقتها، لتختنق من كل الأنحاء، وتتخبط ليصيبها دوار نهائي في سجن أبدي.
معك.. كانت أوصالي ترتعد خشية أن تفصح عن غنج وأغاني دلال حبيسة جدران النفس الخائفة المتمردة على كل القيود، ولأنها تعلم بحسها الغالب على مناطق الزمن بتاريخه ووجوده؛ تعلمت أن تقرأ النفوس وإلى المصب تكشف ينابيعه الأصيلة من الزائفة؛ فهجرتك قبل أن تشهر سلاحك المؤجل بالفرار، فكان القرار، وإن كان قاسيًا علي فهو الأقل وطأة وغلظة إذا جاء من رخاوة العدم.
بقلمى صفاءكروش