كلمة سعادة السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان بالقاهرة أثناء إحتفالية جريدة الاهرام بإصدار العدد ٥٠٠٠٠
معَالِي دَوْلَةِ رَئِيسِ اَلْوُزَرَاءِ مُصْطَفَى مَدْبُولِي رَاعِيَ هَذِهِ اَلْمُنَاسَبَةِ
أَصْحَابَ اَلْمَعَالِيَ اَلْمُوَقَّرُونَ
مَعَالِي اَلْأُسْتَاذِ / عَبْدُ اَلصَّادِقْ اَلشُّورْبَجِي رَئِيسُ اَلْهَيْئَةِ اَلْوَطَنِيَّةِ لِلصِّحَافَةِ
اَلْأُسْتَاذَ / عَبْدُ اَلْمُحْسِنْ سَلَامَة رَئِيسِ مَجْلِسِ إِدَارَةِ مُؤَسَّسَةِ اَلْأَهْرَامِ
اَلْأُسْتَاذِ / عَلَاءْ ثَابِت رَئِيسِ تَحْرِيرِ اَلْأَهْرَامِ
اَلْحُضُورِ اَلْكَرِيمِ
اَلسَّلَامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةِ اَللَّهِ وَبَرَكَاتِهِ،،،
يَسُرُّنِي وَزُمَلَائِي مِنْ سِفَارَةِ سَلْطَنَةِ عُمَانَ وَوِزَارَةِ اَلْإِعْلَامِ اَلْعُمَانِيَّةِ أَنْ نُشَارِكَكُمْ هَذِهِ اَلْمُنَاسَبَةِ، مُنَاسَبَةُ صُدُورِ اَلْعَدَدِ خَمْسِينَ أَلْفَ مِنْ اَلْأَهْرَامِ .
اَلْحُضُورُ اَلْكَرِيمُ
نَلْتَقِي اَلْيَوْمُ، كُنَّا نَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ أَكْثَرَ بَهْجَةً فِي نُفُوسِنَا اِحْتِفَاءً بِهَذِهِ اَلْمُنَاسَبَةِ، إِلَّا أَنَّ مَا نَشْهَدُهُ مِنْ ظَرْفٍ اِسْتِثْنَائِيٍّ فِي ظِلِّ تَصْعِيدٍ حَادٍّ لِلْحَرْبِ اَلْإِسْرَائِيلِيَّةِ عَلَى قِطَاعِ غَزَّةَ فِيمَا يُمْكِنُ أَنْ يُطْلِقَ عَلَيْهَا حَرْبُ إِبَادَةٍ، مَعَ صَمْتٍ دَوْلِيٍّ بَلْ وَمُشَارَكَةِ بَعْضِ اَلدُّوَلِ بِالسِّلَاحِ وَالْعَتَادِ فِي اِنْتِهَاكَاتٍ جَسِيمَةٍ لِلْقَانُونِ اَلدَّوْلِيِّ وَالْقَانُونِ اَلدَّوْلِيِّ اَلْإِنْسَانِيِّ اَلَّذِي تُمَارِسُهُ قُوَّاتُ اَلِاحْتِلَالِ اَلْإِسْرَائِيلِيَّةِ فِي عَجْزٍ تَامٍّ لِلُّغَةِ فِي وَصْفِ اَلْجَحِيمِ اَلْمُسْتَمِرِّ اَلَّذِي يَصُبُّ مَوْتًا وَدَمَارًا عَلَى أَهْلِنَا فِي غَزَّةَ …
تَحِيَّةُ تَقْدِيرٍ لَمِنْ يَنْشُدُ اَلْحُرِّيَّةَ وَالتَّشَبُّثَ بِالْأَرْضِ فِي ظِلِّ هَذِهِ اَلْحَرْبِ اَلْهَمَجِيَّةِ لِيُسَجِّلُوا بِأَحْرُفٍ مِنْ نُورِ عِزَّة وَكَرَامَةُ اَلْأُمَّةِ.
اَلْحُضُورُ اَلْكَرِيمُ
أَغْتَنِمُ هَذِهِ اَلْفُرْصَةِ لِأُعَبِّرَ عَنْ خَالِصٍ اَلتَّهَانِي لِمُؤَسَّسَةِ اَلْأَهْرَامِ بِهَذِهِ اَلْمُنَاسَبَةِ اَلْعَزِيزَةِ اَلَّتِي تُؤَكِّدُ رِيَادَةَ وَتَفَرُّدَ صَحِيفَةِ اَلْأَهْرَامِ لَيْسَ فَقَطْ عَلَى اَلسَّاحَةِ اَلْمِصْرِيَّةِ، بَلْ عَلَى اَلسَّاحَتَيْنِ اَلْعَرَبِيَّةِ وَالدَّوْلِيَّةِ، فَالْأَهْرَامُ اَلَّتِي خَرَجَتْ لِلنُّورِ قَبْلَ 138 عَامًا فِي 6 أُغُسْطُسَ 1876 كَانَتْ أَوَّلَ صَحِيفَةٍ فِي اَلْعَالَمِ تطَبعُ “عَدَدًا تَجْرِيبِيًّا” قَبْلَ صُدُورِهَا، وَنَحْنُ إِذ نَحْتَفِل بِهَذِهِ اَلْمُنَاسَبَةِ اَلْمَرْمُوقَةِ أُذَكِّرُكُمْ وَأَذْكُرُ نَفْسِيٌّ بِأَنَّ صَحِيفَةَ اَلْأَهْرَامِ وَضَعَتْ فِي خُطَّتِهَا مُنْذُ اَلْعَدَدِ اَلتَّجْرِيبِيِّ اَلْأَوَّلِ أَنَّ تَوَزَّعَ نَسْخُهَا وَأَعْدَادُهَا وَتُخَاطِبُ اَلْقَارَىءْ وَالْمُثَقَّفُ فِي جُزْءٍ مِنْ بِلَادِي آنَذَاكَ “سَلْطَنَةَ زَنْجِبَار”، وَيَتَّضِحَ هَذَا مِنْ خُطَّتِهَا لِلتَّسْوِيقِ وَالتَّوْزِيعِ فِي 22 دَوْلَةٍ عِنْدَمَا قَالَتْ فِي اَلْعَدَدِ اَلتَّجْرِيبِيِّ اَلْأَوَّلِ “إِنَّ اَلْأَهْرَامَ سَوْفَ تُوَزَّعُ فِي 22 بَلَدًا هِيَ مِصْرُ وَالشَّامُ وَالْعِرَاقُ وَتُرْكِيَا، وَقِيمَةُ اَلِاشْتِرَاكِ بِالْفِرَنْكِ ثَلَاثَةَ وَعِشْرِينَ فِرَنْكًا فِي مِصْرَ وَالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَسَائِرِ اَلْبِلَادِ اَلْعُثْمَانِيَّةِ، وَثَمَنُهَا فِي أُورُوبَّا وَالْجَزَائِرِ وَتُونِسَ وَزَنْجِبَار وُكْلَكْتَا ثَلَاثِينَ فِرَنْكًا”
لَقَدْ كَانَتْ صَحِيفَةُ اَلْأَهْرَامِ مُنْذُ عَدَدِهَا اَلتَّجْرِيبِيِّ مَصْدَرًا لِلْخَبَرِ اَلصَّادِقِ، وَالرَّأْيُ اَلْمُخْلِصُ وَالْأَمِينُ، كَمَا كَانَتْ عَلَى اَلدَّوَامِ “اَلْعُنْوَانِ اَلْعَرِيضِ” لِمَسِيرَةِ اَلْوَطَنِ اَلْعَرَبِيِّ، عَاشَتْ مَعَهُ أَفْرَاحَهُ وَأَتْرَاحَهُ، وَلَمَعَتْ بِهَا أَقْلَامً وَتَخَرَّجَ مِنْهَا عُظَمَاءَ قَادُوا مَسِيرَةُ اَلْفِكْرِ وَالثَّقَافَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ، فَقَدْ كَانَتْ اَلْأَهْرَامُ وَمَا تَزَالُ دَفْتَر لِلْأَحْوَالِ اَلْمِصْرِيَّةِ وَالْعَرَبِيَّةِ وَرُوزْنَامَةِ اَلْحَيَاةِ اَلْمُعَاصِرَةِ بِكُلِّ تَفَاصِيلِهَا.
إِنَّ تَارِيخَ صَحِيفَةِ اَلْأَهْرَامِ هُوَ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ عَظَمَةِ مِصْرَ اَلَّتِي لَا تَسْكُنُ فَقَطْ فِي عَالَمِ اَلْعُصُورِ اَلْقَدِيمَةِ، فَتُرَاثُهَا اَلثَّقَافِيُّ مَصْدَرٌ دَائِمٌ لِلْإِلْهَامِ، وَهِيَ شَاهِدٌ صَادِقٌ عَلَى أَبَدِيَّةِ اَلْإِنْجَازَاتِ اَلْكُبْرَى لِلْإِنْسَانِيَّةِ، كَمَا أَنَّ رُوحَ مِصْرَ اَلْمُتَوَقِّدَةِ وَالْمُتَأَصِّلَةِ فِي تُرَاثِهَا اَلتَّارِيخِيِّ وَالثَّقَافِيِّ وَالِاجْتِمَاعِيِّ وَالسِّيَاسِيِّ اَلْغَنِيِّ تَدْفَعُ اَلْأُمَّةُ اَلْعَرَبِيَّةُ نَحْوَ اَلْمَكَانَةِ اَلَّتِي تَسْتَحِقُّهَا بِوَصْفِهَا مَنَارَةً بَيْنَ كُلِّ دُوَلِ اَلْعَالَمِ، فَمِصْرُ سَوْفَ تَظَلُّ أُمَّةٌ رَائِدَةٌ تَنْبَعِثُ رُوحُهَا مِنْ اَلْمَاضِي لِلْمُسْتَقْبَلِ، فَالنَّسِيجُ اَلْمِصْرِيُّ اَلنَّابِضُ بِالْحَيَاةِ وَالْفُنُونِ وَالْأَدَبِ وَالْمُوسِيقَى يَعْكِسُ قُدْرَةَ أَرْضِ اَلْكِنَانَةِ عَلَى تَسْخِيرِ اَلتَّأْثِيرَاتِ اَلْمُتَنَوِّعَةِ وَتَحْوِيلِهَا إِلَى تَعْبِيرٍ فَرِيدٍ عَنْ اَلْإِبْدَاعِ.
اَلسَّيِّدَاتِ وَالسَّادَةَ
إِنَّ اَلْعَلَاقَاتِ اَلْعُمَانِيَّةَ اَلْمِصْرِيَّةَ تَتَمَيَّزُ عَلَى مَدَارِ اَلتَّارِيخِ بِالْخُصُوصِيَّةِ وَالتَّفَرُّدِ وَالثَّبَاتِ وَالْعُمْقِ، فَكِلا اَلْبَلَدَيْنِ حَافظا عَلَى عَلَاقَاتٍ خَاصَّةٍ وَرَاسِخَةٍ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ 3500 عَامًا مُنْذُ عَهْدِ اَلْمَلِكَةِ اَلْمِصْرِيَّةِ حَتْشِبْسُوتْ، كَمَا أَقَامَ اَلْبَلَدَيْنِ عَلَاقَاتٍ دِبْلُومَاسِيَّة مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ 50 عَامًا إِيمَانًا مِنْ جَلَالَة اَلسُّلْطَانْ قَابُوسْ بْنْ سَعِيدْ “طَيّبَ اَللَّهُ ثَرَاهُ”، “بِالْمَكَانِ وَالْمَكَانَةِ” اَلَّتِي تَحْظَى بِهَا مِصْرُ فِي عَقْلِ وَقَلْبِ كُلٍّ عُمَانِيٍّ، وَتَجَدَّدَتْ هَذِهِ اَلْخُصُوصِيَّةِ مَعَ اَلْعَهْدِ اَلْجَدِيدِ، وَحَضَرَهُ صَاحِبُ اَلْجَلَالَةِ اَلسُّلْطَانُ هَيْثَمْ بْنْ طَارِقْ “حَفِظَهُ اَللَّهُ وَرَعَاهُ”، وَخَيْرَ شَاهِدٍ عَلَى عُمْقِ اَلرَّوَابِطِ اَلَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ اَلْقِيَادَةِ فِي سَلْطَنَةِ عُمَانَ وَجُمْهُورِيَّةِ مِصْرَ اَلْعَرَبِيَّةِ هَذِهِ اَلزِّيَارَاتِ وَالِاتِّصَالَاتِ اَلَّتِي لَا تَنْقَطِعُ بَيْنَ اَلْقِيَادَةِ فِي اَلْبَلَدَيْنِ.
إِنَّ اَلْمُتَأَمِّلَ فِي أَسْمَاءِ كُلِّ مَنْ اِرْتَبَطَ اِسْمُهُ بِالْأَهْرَامِ يَجِدُ تَنْوِيعُةٌ وَخَلْطَةُ سِحْرِيَّةٌ فَرِيدَةٌ مِنْ رِجَالِ اَلْفِكْرِ وَالْأَدَبِ وَالثَّقَافَةِ وَرِجَالِ اَلسِّيَاسَةِ وَالْمُؤَرِّخِينَ وَالشُّعَرَاءِ وَرِجَالِ اَلدِّينِ وَالْعُلَمَاءِ وَالصَّحَفِيِّينَ وَالْكُتَّابِ وَالْفَنَّانِينَ . . . هَذَا اَلتَّنَوُّعِ كَتَبَ لِلْأَهْرَامِ اَلْبَقَاءَ وَالتَّفَرُّدَ كُلُّ هَذِهِ اَلسَّنَوَاتِ . . وَأَصْبَحَتْ مُؤَسَّسَةٌ تَكْتُبُ اَلتَّارِيخَ وَتُرْسِي اَلتَّقَالِيدُ اَلْعَرِيقَةُ دَفْعَ اَلْبَعْضِ إِلَى تَسْمِيَتِهَا بِالْجَرِيدَةِ اَلْمُحَافَظَةِ وَكُلَّمَا زَادَ عُمْرُهَا أَرْسَتْ مَزِيدًا مِنْ اَلتَّقَالِيدِ وَالتَّمَيُّزِ وَالْإِبْدَاعِ.
وَجَمَعَتْ عَلَى صَفَحَاتِهَا كَافَّةَ اَلْآرَاءِ وَالْأَفْكَارِ بِكُلِّ تَنْوِيعَاتِهَا وَعِنْدَمَا نَتَحَدَّثُ عَنْ اَلْعَلَاقَاتِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلْعَرَبِيَّةِ تَجِدُ اَلْأَهْرَامُ حَاضِرًا فِي تَوْثِيقِ هَذِهِ اَلصِّلَةِ فَعَلَى صَعِيدِ اَلِارْتِبَاطِ وَالْعَلَاقَةِ اَلْعُمَانِيَّةِ مَعَ اَلْأَهْرَامِ، قَدْ أَكَّدَتْ وَثَائِقَ اَلصِّحَافَةِ اَلْعُمَانِيَّةِ اَلصَّادِرَةِ فِي اَلْمَهْجَرِ فِي شَرْقِ أَفْرِيقْيَا حَيْثُ اَلتَّوَاجُدُ اَلْعُمَانِيُّ فِي زَنْجِبَار بِأَنَّ عَدَدًا مِنْ كِتَابِ اَلصِّحَافَةِ اَلْعُمَانِيَّةِ كَانُوا ضِمْنَ كِتَابِ اَلْأَهْرَامِ وَاسْتَمَرَّتْ هَذِهِ اَلْعَلَاقَةِ عَبْرَ مَسِيرَتِهَا اَلطَّوِيلَةِ وَفِي اَلْعَصْرِ اَلْحَدِيثِ مُنْذُ سَبْعِينِيَّاتِ اَلْقِرَانِ اَلْمَاضِي وَهَذِهِ اَلْعَلَاقَةُ مُؤَطَّرَةً بِشَكْلٍ يُهَيِّئُ لِعَمَلٍ مُسْتَدَامٍ بَيْنَ اَلْأَهْرَامِ وَوِزَارَةِ اَلْإِعْلَامِ بِسَلْطَنَةِ عَمَّانَ وَالْمُتَابِعِ لِهَذِهِ اَلْعَلَاقَةِ فَسَوْفَ يَجِدُ قِيَامَ جَرِيدَةِ اَلْأَهْرَامِ يَنْشُرُ وَتَوْثِيقَ أَهَمِّ اَلْأَحْدَاثِ اَلْعُمَانِيَّةِ، وَهَانَحْنْ عَلَى اَلْوَفَاءِ مُسْتَمِرُّونَ تَأْكِيدًا وَوَفَاءً لِلْأَهْرَامِ بِمُسَاهَمَتِنَا بِالِاحْتِفَالِ بِهَذِهِ اَلْمُنَاسَبَةِ اَلْعَزِيزَةِ عَلَيْنَا جَمِيعًا . نَتَوَاجَدُ بَيْنُكُمْ اَلْيَوْمِ وَنَحْتَفِلُ مَعًا بِالْعَدَدِ اَلْخَمْسِينَ أَلْف. مُتَذكّرينَ الهرم الرابع بقمّته إذ يُعْتَبرُ اَلدَّوْرُ اَلسَّادِسُ فِي اَلْمَاضِي قِمَّةَ هَذَا اَلْهَرَمِ، فِيهِ مِشْعَلْ اَلتَّنْوِيرِ جَمَعَتْ كِبَارُ اَلْأُدَبَاءِ وَالْمُفَكِّرِينَ وَالْمُثَقَّفِينَ مَثَّلَ نَحِيبُ مَحْفُوظْ وَتَوْفِيقٍ اَلْحَكِيمِ وَثَرْوَتْ أَبَاظَة وَزَكِي نُجِيبْ مَحْمُودْ وَلِوِيسْ عَوَضْ وَإِحْسَانِ عَبْدِ اَلْقُدُّوسْ وَيُوسُفْ إِدْرِيسْ وَمُحَمَّدْ حَسَنَيْنْ هَيْكَلُ وَغَيْرِهِمْ فَكَانَتْ شُعَاعًا لِلتَّنْوِيرِ.
اَلْحُضُورُ اَلْكَرِيمُ
وَعَلَى مُسْتَوَى اَلتَّعَاوُنِ اَلْإِعْلَامِيِّ وَالصَّحَفِيِّ نُؤَكِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّتِهِ فِي تَطْوِيرِ اَلْكَوَادِرِ وَتَبَادُلِ اَلْخِبْرَاتِ بَيْنَ اَلْأَهْرَامِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ اَلصَّحَفِيَّةِ فِي بِلَادِي، خَاصَّةً فِي مَجَالَاتِ اَلتَّدْرِيبِ وَالذَّكَاءِ اَلِاصْطِنَاعِيِّ، وَأَثَرَ اَلثَّوْرَةِ اَلتِّكْنُولُوجِيَّةِ عَلَى صِنَاعَةِ اَلْإِعْلَامِ وَمُحْتَوَاهُ وَالِاتِّفَاقِ عَلَى تَنْظِيمِ دَوْرَاتٍ تَدْرِيبِيَّةٍ فِي مُخْتَلِفِ مَجَالَاتِ اَلْعَمَلِ اَلْإِعْلَامِيِّ فِي اَلْبَلَدَيْنِ. فَالْعَالَمُ يَشْهَدُ مُنْذُ سَنَوَاتٍ تَطَوُّرًا سَرِيعًا يَتَمَثَّلُ فِي سَيْطَرَةِ اَلتِّكْنُولُوجْيَا وَالتِّقْنِيَّاتِ اَلْحَدِيثَةِ عَلَى كَافَّةِ مَنَاحِي اَلْحَيَاةِ. عَلَيْهِ نَرَى ضَرُورَةُ خَلْقِ مُنَاخٍ إِعْلَامِيٍّ وَصَحَفِيٍّ عَرَبِيٍّ قَادِرٍ عَلَى اَلرُّقِيِّ وَالتَّأْثِيرِ فِي ظِلِّ هَيْمَنَةِ إِعْلَامٍ ثَبُتَ مُؤَخَّرًا أَنَّهُ بَعِيدًا عَنْ اَلْحِيَادِيَّةِ كَمَا نُشَاهِدُ فِي أَحْدَاثِ غَزَّةَ مِنْ إِضْفَاءِ اَلْكَذِبِ وَحَجْبِ اَلْحَقِيقَةِ.
اَلسَّيِّدَاتُ وَالسَّادَةُ
وَأَخِيرًا اَلشُّكْرَ وَالتَّقْدِيرَ لِلْأَهْرَامِ بِرُمُوزِهَا مِنْهُمْ مِنْ رَبَطَتْنَا بِهُمْ عَلَاقَةٌ مِهْنِيَّةٌ وَمِنْهُمْ مِنْ تَرْبُطُنَا بِهُمْ صَدَاقَةٌ وَمِنْهُمْ مِنْ تَعَلمنَا عَلَى يَدَيْهِ، عَلَى دَوْرِهِمْ فِي تَوْثِيقِ اَلْعَلَاقَاتِ اَلتَّارِيخِيَّةِ بَيْنَ اَلْقَاهِرَةِ وَمَسْقَطَ، وَالْمُتَتَبِّعُ لِذَلِكَ سَوْفَ يَجِدُ أَنَّهَا عَلَاقَاتٌ مُتَجَذِّرَةٌ تَسْتَنِدُ إِلَى تَارِيخٍ طَوِيلٍ وَوَاقِعٍ تَتَشَابَهُ أَدَوَاتِهِ وَأَهْدَافَهُ بَيْنَ اَلشَّعْبَيْنِ وَالْقِيَادَتَيْنِ، فَمُنْذُ أَيَّامِ اَلْفَرَاعِنَةِ ظَلَّ اَلِانْسِجَامُ وَالتَّشَاوُرُ وَالتَّفَاهُمُ وَالتَّنْسِيق وَالتَّعَاوُن اَلْمُشْتَرَك أَسَاسُ اَلرُّؤْيَةِ اَلَّتِي يَتَبَنَّاهَا كُلُّ طَرَفٍ تُجَاهَ اَلطَّرَفِ اَلْآخَرِ، وَهُوَ مَا يُؤَكِّدُ قُدْرَةَ سَلْطَنَةِ عُمَانَ وَجُمْهُورِيَّةِ مِصْرَ اَلْعَرَبِيَّةِ عَلَى بِنَاءِ مُسْتَقْبَلٍ مُشْتَرَكَ تَسْتَفِيدُ مِنْهُ اَلْمِنْطَقَةُ اَلْعَرَبِيَّةُ وَكُلُّ اَلْإِنْسَانِيَّةِ، وَسَوْفَ تَكُونُ أَدَوَاتُ اَلتَّعَاوُنِ اَلثَّقَافِيِّ وَالْإِعْلَامِيِّ وَفِي مُقَدِّمَتِهَا جَرِيدَةَ اَلْأَهْرَامِ خَيْرَ “رَافِعَةٍ” لِهَذِهِ اَلْأُمْنِيَاتِ اَلطَّيِّبَةِ اَلَّتِي تَخْتَلِجُ بِهَا مَشَاعِرُنَا جَمِيعًا . . . خَالِص اَلتَّهَانِي لِكُلِّ اَلْعَامِلِينَ فِي صَحِيفَةِ اَلْأَهْرَامِ وَكُلِّ اَلصِّحَافَةِ اَلْمِصْرِيَّةِ . . .
وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةِ اَللَّهِ وَبَرَكَاتِهِ