دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..الحرب في غزة حرب إبادة جماعية وتدمير شامل وتطهير عرقي وتهجير قسري
لم نعد بحاجة إلى التأكيد بأن ما يجري في غزة هي حرب ابادة جماعية وتدمير شامل وتطهير عرقي وتهجير قسري في افظع صوره واشكاله وبلا هوادة او توقف ..هولوكوست صهيوني بشع و مروع ضد شعب عربي اعزل دون أدنى مبالغة..شعب يقف وحيدا في مواجهة الة حرب شيطانية لا تكف عن الدوران ليل نهار بكل طاقة العنف الكامنة فيها والتي لم تعد قوة في العالم قادرة علي وقف اندفاعها … ولا يخفى أن المقاومة الفلسطينية المسلحة مهما حاولت وقدمت ، فان لقدراتها حدودا قصوى لن يمكنها تجاوزها في مدينة صغيرة ومكشوفة كغزة ولا تساعد بطبيعتها على عمليات مقاومة عنيفة و طويلة وممتدة كما في غيرها من حالات المقاومة. وفي مواجهة التوحش الاسرائيلي ، يدفع المدنيون الفلسطينيون ضريبة دم هي الأعلى تكلفة في العالم ..هذا بالإضافة إلى ما يتعرضون له من حصار صارم ومن إرهاب وتجويع ومن اغلاق مستمر لكل منافذ النجاة من هذا الجحيم من العذاب والمعاناة في وجوههم .. والعالم كله يتفرج عليهم ، وهو في احسن الاحوال يرثي لهم ولا يملك تكثر من عبارات الرثاء والمواساة يقدمها لهم تاركا الأمر بعده لاسرائيل تقطع فيه بما تراه مناسبا من القرارات ولينتهي دوره هنا.. كما أن من توهم الفلسطينيون انهم حلفاءهم المقربين في لبنان وايران خذلوهم وقت الجد وأداروا لهم ظهورهم وتركوهم يواجهون جبروت القوة العسكرية المتوحشة وحدهم مكتفين بتقديم عبارات الدعم اللفظي المعهودة… وأما ردود الفعل العربية فهي في مجملها عاجزة ومزرية وتقدم أسوأ مثال للعالم حول التطبيق العملي لمفهوم التضامن العربي في ظروف الكوارث والأزمات الطاحنة التي تسحق البعض منهم ولا يجدون من اخوانهم العرب سوي القمم العربية الفاشلة والقرارات الشكلية الهزيلة التي تبقي علي ضعفها مجرد حبر علي ورق…مكتفين بإرسال بضع شاحنات من الغذاء وكان هذا هو كل الدور الذي يمكنهم أن يتحركوا به في العالم لمساعدة غزة في ظروفها الكارثية التي تمر بها على أيدي هؤلاء التتار الصهاينة الجدد .. وكذلك جاء رد فعل دول منظمة التعاون الإسلامي حيث لا حس ولا خبر وإنما صمت مطبق وتجاهل تام وكان ما يجري في غزة لا يعنيهم . وعلى ذلك ، فإنه لم يعد للكلام في غياب الفعل الرادع والمؤثر اي قيمة او معنى ، ولم نكن نتخيل يوما اننا سوف ننحدر إلى ما نحن فيه من تخاذل وضعف وهوان ومن استخفاف العالم بنا ومن عدم احترامه لنا ومن انحيازه إلى جانب أعدائنا الصهاينة رغم فظاعة جرائمهم التي تفوقوا بها على النازيين وعلى كل اعداء الانسانية على مر العصور…وتبقى غزة وحدها تواجه طوفان القتل والإبادة والدمار الشامل الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا ..
دكتور / محمد علي الطوبجي