دكتور سمير المصري يكتب..دنيا جديدة
الندم هو الشعور الذي يجعلنا نتمنى أن نعيد حياتنا مِن أولها لكي نتراجع عن أمر ولو كان تافه او صغير كنا قد فعلناه … لَكنه كفيل بأن يشغل بالنا إلى وقت أطول مما نتخيَل ، فلا تحزن إذا ضاقت بك الحياة فربما اشتاق الله سبحانه وتعالي خالق الكون ، وخالقك لسماع صوتك وأنت تدعوه . نحن لا نرى الكثير ممّا حولنا في الدنيا ، لماذا لا نتأملها ؟ .أن الارتفاع فوق مطامع الدنيا يحتاج الي فكر مختلف ، يحتاج إلى جناحي نسر ، وليس إلى جناحي فراشة ، إنك أنت النقص كله مع لذات الحياة ، ولكنك أنت الكمال كله مع آلامها وعذابها ، ومشكلاتها . لا يجب ان تعتب على الدنيا وأحكامها ، ولكن اجتهد أن تحكم نفسك ، فلا يوجد في الحياة أهم من الإحساس بأنّ هناك في ركن ما من الكرة الأرضيّة من يحبنا ويهتم بامورنا ، . ومع ذلك للأسف الدنيا لا تسمع لنداءاتنا الداخلية ، هكذا الدنيا للأسف هي لا تسألنا عن رأينا عندما تنوي ارتكاب الحماقات الكبرى معنا ، ولا تاخذ رأينا ، ولا تستشيرنا ، انها تقرر فتفعل دون الرجوع الينا ، رايك غير ذي اهمية لما تفعله بنا الدنيا ، وليس هذا فقط بل انها لا تداوى .أننا قد لانستطع البكاء ، والناس الذين لا يستطيعون البكاء هم أكثر كائنات الدنيا شقاء ، انها أقدار وستجري مثلما كتبت فالحمد لله ، فكما قلنا …. لن تكبر دون أن تتألم ولن تتعلم دون أن تخطئ ولن تنجح دون أن تفشل ولن تحب دون أن تفقد هكذا هي الحياة .سوف تمضي بنا الأيام ، ويتحرك الزمن ،وقد نتخلى عن أشياء أدمناها، ستترك أشخاصا ، ونحتفظ باخرين ، ونلغي حلماً، ويوماً ما سنجلس على رصيف الذكرى …وقد لا نصدق أنّنا لا نزال نعيش من دونها … فلماذا نبحث عن سعادتنا في الآخرين ؟
ابحث عنها وإلّا ستجد نفسك وحيداً وحزيناً ، ابحث عنها داخل نفسك وستشعر بالسعادة حتى لو بقيت وحيداً مهما بلغت درجة إتقانك ، انك لن تستطيع التمثيل مدى الحياة ، فنحن في هذه الدنيا في امتحان صعب ، وفي أي لحظة قد يتم سحب ورقتك وينتهي الوقت الذي خصصه الله لك ، من فضلك ركز في ورقتك ، واترك ورقة غيرك . ما هذه الدنيا إلا بدار بلاء وابتلاء كبير ، فهل هناك ثمة واعظ حق لكل الواعظين الجهلاء ، وهل ترتقي الأنفس ، ان أصعب وأشد واكبر الأحزان هو أن تتذكر أيام السعادة والهناء عندما تكون في أشد حالات التعاسة والشقاء والألم ، نحن نعلم جيدا أن حقائق الحياة مزيجا من الدموع والابتسامات ، وأن أشد الناس كآبة من لا يعرف سبب كآبته . فلا تهتم بشأننا أيّها الزمان.. فالأمور على ما يرام.. ولا تقلق بما يحدث لنا فأننا لا زلنا ادنعيش في خداع وجراح من أقرب الناس.. فلا تقلق لأنّ الأمور تسير على ما يرام .. أتعرف لماذا ؟
لأنّ حياتنا هكذا ، فإذا سألوك يوماً عن إنسان أحببته فلا تقل سراً كان بينكما، ولا تحاول أبداً تشويه صورته الجميلة لقد أحببته في يوما ما ،ليتك تجعل من قبلك مخبأً سِرياً ، غامض لكل أسراره وحِكاياته ، فالحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر واحساس ، ان القلب المملوء حزنا كالكأس الذي يطفو علي سطح جدول يسير ماءه ببط شديد ، يلمع سطحه عندما تصدمه أشعة الشمس … ولكن يصعب حمله.
الخلاصة
الخلاصة في ابيات شعر قد حفظناها عن ظهر قلب ، نرددها بقلوب مليئة بالألم والتحديات …أن الدّهر يومان ذا أمن وذا خطر ، والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ، وتستقرّ بأقـصى قـاعه الدرر ، وفي السّماء نجوم لا عداد لها ، وليس يُكسف إلّا الشّمس والقمر أننا نعيب زماننا والعيب فينا ، وما لزمانا عيب سوانا ، ونهجو ذا الزّمان بغير ذنب ، ولو نطق الزّمان لنا هجانا ، وليس الذّئب يأكل لحم ذئب ، ويأكل بعضنا بعضاً عيانا.دع الأيام تفعل ما تشاء ، وطب نفساً إذا حكم القضاء ، ولا تجزع لحادثة اللّيالي ، فما لحوادث الدّنيا بقاء ، وكن رجلا على الأهوال جَلدا وشيمتك السّماحة والوفاء ، وإن كثُرت عيوبك في البرايا وسَرَّك أن يكون لها غطاء ، تستّر بالسّخاء فكلّ عيب يغطّيه كما قيل السّخاء ولا ترَ للأعادي قطُّ ذُلّاً ، فإنّ شماتة الأعدا بلاء . ولا ترج السّماحة من بخيل فما في النّار للظمآن ماء ، ورزقك ليس ينقصه التّأني ، وليس يزيد في الرّزق العناء ، ولا حزنٌ يدوم ولا سرورٌ ولا بؤس عليك ولا رخاء ، إذا ما كنت ذا قلبٍ قنوعٍ فأنت ومالك الدّنيا سواء ،