دكتور سمير المصري يكتب...صباح مصري (عين البصيرة)
أنظر بعين البصيرة إلى حقيقة الدنيا فإنها من الأمور الهامة التي تعينك على تجاوز أي مرحلة من مراحل حياتك، أنظر إلى حقيقة الدنيا فهي فعلاً لا تزن جناح بعوضة، فلو كانت الدنيا تعادل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء، ولا حتي أطعمه لقمة خبز، فالدنيا هموم وغموم، وأتراح وأحزان، الحلال فيه حساب، والحرام فيه عذاب، إذا أقبلت بلت، وإذا أينعت تعت، وإذا أدبرت برت، فأي فضل ترى لمن كانت هذه حالتها…دنيا؟!
إن من المعين على العلاج … الإيمان والرضا بالقضاء، { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، و {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} صدق الله العظيم،
لله سبحانه وتعالى حكمة في كل ما يفعله جل شأنه، فلا يملك العبد إلا الصبر ….،
فليس لي على مر القضا من حيلة غير الرضا…. أنا في الهوى عبد وما للعبد أن يعترض …
إن ما ينبغي أن تراعيه، أن تبارك إذا رأيت خيراً على أحد بأن تقول اللهم بارك فيه ولا تضره كما قاله الرسول الكريم، إحفظوا هذا الدعاء إن فيه البركة والحفظ من الحسد والحاسدين والحاقدين، نسأل الله أن يحفظكم من كل شر ومكروه، وأن يقدر لكم الخير حيث يكون، وأن يرضيكم به بتوفيقه سبحانه وتعالى …
إن العداوة، والتعزز، والكبر، والتعجب، والخوف من فوت المقاصد المحبوبة، وحب الرئاسة، وخبث النفس وبخلها كلها من أسباب الحسد، فإن الحاسد إنما يكره النعمة على غيره لأسباب، إما لأنه عدوه، لكونه كارهاً له بسبب إساءته إليه … أو إساءته إلي من يحبه. وقد يكون من حيث يعلم أنه يستكبر عليه بالنعمة، وهو لا يطيق إحتمال كبره وتفاخره لعزة نفسه، ويقصد به التعزز.
وقد يكون في طبع الحاسد أن يتكبر على المحسود، وممتنع ذلك عليه لنعمته. ويقصد به التكبر، وإما أن تكون النعمة عظيمة، والمنصب عظيما، فيتعجب من فوز مثله بمثل تلك النعمة، ويقصد بذلك التعجب، وقد يخاف من فوات مقاصده بسبب نعمته، بأن يتوصل بها إلى مزاحمته في أغراضه.
وإما أن يحب الرئاسة التي تبنى على الإختصاص بنعمة لا يساوى فيها، وإما ألاَّ يكون بسبب من هذه الأسباب، بل لخبث النفس وشحها بالخير لعباد الله تعالى.
هناك شيء لا يستطيع الحقود أبداً رؤيته، وهو أن الحقد يقتله وينهيه، عندما يستقر الحقد في القلب لا يترك فيه مكانا لأي شعور جميل، فكما تأكل النار الحطب يأكل الحقد صاحبه، وهو كالحسد، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم “إياكم والحسد؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”.
الخلاصة
إن من آذاه شخص بسبب من الأسباب، وخالفه في غرض بوجه من الوجوه، أبغضه قلبه، وغضب عليه، ورسخ في نفسه الحقد. والحقد يقتضي التشفي والإنتقام. فإن عجز المبغض عن أن يتشفى بنفسه، أحب أن يتشفى منه غيره .
ربما تظن أن ذلك دليل على كرامة النفس فمهما أصابت عدوك بلية فرحت بها، وظننتها مكافأة له من جهة الله على بغضه، وأنها لأجله. ومهما أصابته نعمة، ساءك ذلك؛ لأنه ضد مرادك. وربما يخطر لك أنه لا منزلة لك عند الله، حيث لم ينتقم لك من عدوك الذي آذاك، بل أنعم عليه.
الحسد يمسك البغض والعداوة ولا يفارقهما. وغاية التقي أن لا يبغي، أن يكره ذلك من تلقاء نفسه، فأما أن يبغض إنساناً فيستوي عنده سعادته وحزنه، وهذا امر غير ممكن، فهناك من الحسد بالعداوة، وهناك من الحسد بسبب البغض، وربما يؤدي هذا إلى التنازع والتقاتل، إن إستغراق العمر في إزالة النعمة بالحيل والسعي خلف هذه الأمور والسعاية وراء هتك السر هي أمور لا يقبلها عاقل أو رشيد …. ولايقبلها الله تعالى،
غدا صباح مصري جديد ،،،،
#دسميرالنصري
دكتور سمير المصري يكتب…صباح مصري (عين البصيرة)