دكتور العشماوي عبدالكريم احمد الهواري يكتب…..أيام نعيشها
كانت ليالي كالحة السواد تخفي بين أحضانها قيما تحس ولا تعلم ولكن الليالي شابت وضاع مع مشيبها كل بريق للقيم هل هذا بفعل الحضارة التي خدعنا بها فأصبحنا كالثيران تجر السواقي الخاوية من مصادر الإرواء المعنوي ولا نتكلم سوي عن المادة التي تلاحقنا في نومنا قبل يقظتنا المادة بكل جفاءها وخشونتها علي النفس ،هل ستعود القيم والمعاني الجميلة ذات الإنسانية التي تخلو من تفكير في المقابل جراء أي عطاء لقد عشنا زمنين مختلفين القرية بجمالها وعطائها بدون مقابل بداية من الطبيعة حتي الإنسان وعشنا في المدينة الجافة والمنزوعة الحياة والحياء التي لا تقدر سوي المال فوجدنا أن المال لا يزيد عن أوراق براقة تفقد بريقها مجرد تملكها كالصحيفة المقرؤة لا تحب ان تتناولها ثانية هل هذه هي المتعة التي يتوق لها الفرد منها يا لها من غريزة عجيبة يجمع الإنسان مالا يريح ذاته ويترك القيم التي فيها كل راحة له، هل هذا فقدان لطعم الأشياء ،هل يمكن ان يرجع الزمان ليفرح الواحد منا بأقل الأشياء عند امتلاكها حتي لو كانت قلم او كتاب كان يفرح بها وهو لا يعرف في سنوات عمره الصغيرة طريقة الاستخدام ولكن ذاته تفرح لأنها تعلم مدلولات ذلك ،كنا نذهب للصحاري القفار كأنها الجنان والآن نذهب للجنان فإذا هي قفار هل تاهت ذاتنا بين قطارات الحياة فلم تعد تدرك مكامن الجمال في الحياة.
دكتور العشماوي عبدالكريم احمد الهواري يكتب…..أيام نعيشها