إبداعات أدبية

دكتور العشماوي عبدالكريم احمد الهواري يكتب…..القط كمال (قصة قصيرة)

 ننام في ليل تزداد برودته كلما مشي قاطعا طريقه واصلا إلي بر النهار ننظر في ملامح بعضنا البعض وهي تتغير مع الكلمات المصورة لواقع صعب التخيل كلمات ضاحكة لصاحبة قلب ميت كما كنا نسميها لم نعرف أي قلب هذا  هل بين الإنسانية من تملك مثل قلبها رغم خوفنا من كلماتها القوية الضاحكة التي لا تراعي صغر السن ولكن كانت تحتوينا ونتلذذ بهذا العذاب الجميل من الكلمات التي ترجف القلب وتزيد في خفقاته تغير من نومنا واتجاهات وجوهنا وعيوننا حسب الكلمات وكانت عيوننا ترسم بدقة بالغة بألوان زاهية جميلة تفوق أوان المقابر الملكية الفرعونية ونغمات تفوق ما أحدثه بتهوفن من إحساس بالحياة ، طرنا مع الكلمات وسافرنا معها حيث الأشجار والظلال والظلام والعجز والحياة والموت ننظر بعيوننا تجاهها وتجاه الحجرة المظلمة الموجود بها بصيص من نور فانوس احمر سوداني لا يخرج منه نورا  إلا كما يتنفس المعتل أو الجالس علي فراش الموت منتظرا قضاء اجله. أرواحنا تأثرت بالكلمات وعبر عنها الجسد الذي لا يقوي علي الحركة في ليل ساكن من شدة البرد حوله.

 أرجلنا تتحرك ترتخي وتشد وتنحني مع وتيرة الكلمات كل منا يحاول أن يخفي خوفه تحت ملامح تتغير يغطيها جلد صبغه الشتاء بلونه الجاف ذي الطبقة السميكة كأنه خاتم لشعار مملكة الشتاء ختمه بمداد لا يستطيع محوه سوي أيام صيف طويل تأكله بالسنة حرها فيخفو شيئا فشيئا

نعم كان ذلك الاسم الآدمي (كمال)الذي تطلقه علي قط والدنا كما كان يسميه كان يداعبنا ونصادقه في خيالنا وتمنينا أن نراه ونلعب ونلهو معه كان من كلماتها قط رمادي اللون بنقط سوداء نراه رؤي العين وهو يتحرك في البيت وينام مع والدنا وهو يضع كفه علي رأسه وظهره ينحني بجسده السمين تحت كف والدنا ويغمض عينيه وينتظر أن يضع الوالد قطعة من اللحم من منابه أمامه كان يشاركه كل شئ حتي خيل لنا أن القط أخ لنا بكل ما تحمل من معاني ولكن انقطعت أحلامنا حين أشارت العمة أن كمال أصابه العمي ولم يعد يبصر وتألمنا وأحسسنا به وهو يتخبط في جدران المنزل انطفأت حياة كمال الذي كان يتسلق وينطلق في المنزل رأيناه وهو لا يملك من أمره شيئا ولم يستطع رؤية والدنا الذي هو والده ورأينا حزن والدنا عليه وكانت كلمات العمة القاسية حينما فكرت ان تنقذ كمال والوالد من تلك الصعاب  فقررت أن تضع كمال في جوال  من الخيش القديم الملقي بجوار (كنبة) الوالد وتذهب به إلي الجبل القريب وتتركه وقدره وقلنا كلنا في صوت واحد حرام عليكي ويزداد حزننا عندما نعلم أن الوالد بكي عليه ولم تخبره بمكانه تحت ضغوط إلا في المساء حينها اتشح بجلبابه الصوف الثقيل ملفوفا بعباءته واخذ بطاريته التي تعمل (بالحجارة ) لتنير له في ليالي الشتاء باحثا في الجبل عن كمال وكنا نسمع مناداته في الجبل عن كمال ولكن كمال كان يسمع صوت والده ولم يجبه مفضلا عدم تحميل الوالد ظروفه التي كفنت عينية.

 

 

 

دكتور العشماوي عبدالكريم احمد الهواري يكتب…..القط كمال (قصة قصيرة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى