تاريخ أشهر محطة في الأسكندرية (محطة الرمل)
من منا لم يذهب يوماً إلى محطة الرمل، وكم من مرات كانت محطة الرمل هي المقصد الأول عند زيارة الإسكندرية…محطة الرمل بمابينها المميزة، وأصواتها التي تنقلك إلى تاريخ وددت العيش فيها…لكن ماقصة هذه المحطة التي فازت بقلوب الجميع وكيف أضحت لها تلك الشهرة الواسعة دون غيرها…….
قرية “الرملة”
ستصدم حين تعرف أن محطة الرمل كانت تعتبر منطقة عسكرية أشبه بالصحراء، تملؤه الكثبان الرملية، وكان وراء هذه الكثبان قرية صغيرة اسمها “الرملة” يقطنها عدد قليل من السكان،
في عام 1858م، أمر والي مصر محمد سعيد باشا بتركيب محطة لتنقية المياه (وابور مياه)؛ ومن ثم دخول الماء إلى المنازل لينتشر العمران وتصبح قرية “الرملة” بعدها جزءًا من مدينة الإسكندرية…
مع مرور الوقت إحتاجت القرية للمواصلات وتم مد خطوط السكة الحديد لنقل الأفراد على متن القطار وأصبحت محطة الرمل هي محطة استقلالهم القطار، وعليه، اكتسبت المنطقة تسمية ومن هنا جاء إسم”محطة الرمل”.
ومع تدشين ترام الإسكندرية ظهرت المحطة نفسها وكان المهندس الإيطالي الشهير أنطونيو لاشياك قد وضع تصميما أنيقا لها عام 1887، ومنذ تشييدها وهي تضج بالحياة.
حيث تم إفتتاح العديد من المحال التجارية، مثل الجرائد والكتب، ومع مرور الوقت ازداد عدد السكان فيها، وشهدت على إثر ذلك نهضة عمرانية، تتمثل أبرز معالمها في العمارات ذات الطراز المعماري الفلورنسي، ويحتوي ميدان محطة الرمل على العديد من المعالم التاريخية الخاصة بالمنطقة، كساحة يتوسطها ترام الإسكندرية المركزي، الذي يعكس الإرث الإيطالي، الذي يُمثل الجالية الإيطالية التي كانت تسكن المنطقة قديمًا، بأعداد كبيرة
ومن أهم المعالم في محطة الرمل:
- عمارة فينيسيا الصغيرة: صمم هذه العمارة المهندس والمصمم المعماري المصري من أصول إيطالية جياكومو أليساندرو لوريا، وبسبب الزخارف القوطية التي تعلوها وطرازها الإسلامي الأندلسي، فازت في العام 1929 بجائزة أجمل واجهة في المدينة.
- مسجد القائد إبراهيم: وهو من أشهر مساجد مدينة الإسكندرية، يتميز هذا المسجد بمئذنته الشاهقة الارتفاع، حيث قام وقام المهندس المعماري الإيطالي ماريو روسي بتصميمه وتم بناءه عام 1948م
- فندق سيسل الإسكندرية: ستتعرف عليه من شرفاته ذات التصميم الأنيق وذلك لأن هذا الفندق أيضاً من تصميم المهندس لوريا، لكن هذا الفندق تم بناءه على الطراز الفلورنسي. وتجاور الفندق مقاه شعبية، بعضها يعود إلى أفراد الجالية اليونانية، ومواقف لعربات الحنطور الفولكلورية
- تمثال سعد زغلول: من إسمه يُمثل هذا التمثال الزعيم المصري سعد زغلول، وهو عبارة عن تمثال من البرونز ستجده أمامك بين طريق الجيش وشارع عمر لطفي. شاخصاً نحو البحر، حيث قام النحات المصري الأشهر محمود مختار بنحته عام 1938، تتوسطه حديقة غناء تتسم بالبساطة والجمال، كانت من قبل تحتضن مسلتي كليوباترا قبل نقلهما إلى بريطانيا والولايات المتحدة.
- الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية: وهي من أجمل المباني التجارية المتاخمة لمحطة الرمل من تصميم المعماري الفرنسي فيكتور لارانجير ويعود تاريخها إلى عام 1922 وترجع مكانتها لأنها أول غرفة وطنية أسست في العالم العربي.
- مقر منظمة الصحة العالمية: يعود إلى القرن التاسع عشر، ومقر القنصلية الإيطالية. ويمتد شارع محطة الرمل موازيا للترام، وعلى جانبيه محال متنوعة، وفيه نادي ضباط القوات المسلحة المواجه لمسجد القائد إبراهيم، وكان من قبل نادي الضباط الإنجليز.
- أماكن الترفيه:
- مجمع دور السينما في الإسكندرية، ومنها سينما «راديو» وسينما «رويال»، وسينما فريال
- مسرح «الهمبرا» ومسرح محمد عبد الوهاب ومسرح شهرزاد
- مطاعم ومقاهي كاليثيا وأثينيوس ومون سنيور.
- شارع سعد زغلول: حيث المكان الأمثل للتنزه والتسوق فهو يتميز الشارع بفخامة مبانيه، ففي بدايته يقف فندق «متروبول» العتيق، تجاوره أشهر المقاهي والمطاعم اليونانية الأصل ومنها «تريانون» و«ديليس»، و«البن البرازيلي»، ومن المحال التي خلفتها آلة الزمن «عمر أفندي» و«شيكوريل». ولا تزال بصمات الجالية اليونانية ماثلة هنا في صيدلية «جوانيديس»، ومحل «مينرفا» ومحال الملابس، «برستيچ» و«فوغ» و«كلارك»، والبازارات التي تبيع التذكارات الفرعونية. كذلك يزخر الشارع بمكتبات أكل عليها الدهر وشرب، مثل مكتبتي «دار المعارف»، و«جارو»، وحلواني «بودرو» اليوناني.
- ويتفرع من شارع سعد عدة شوارع، من أهمها: شارع الكنيسة المرقسية، أقدم كنائس أفريقيا والشرق الأوسط
مشاهير عشقوا محطة الرمل
من أهم مشاهير محطة ترام الرمل الشاعر اليوناني الشهير قسطنطين كفافيس الذي كان يقطن بمحيط محطة الرمل، وتحول بيته لاحقاً لمتحف وأطلق علي الشارع الذي كان يقطن به اسم شارع كفافيس.كذلك الأديب البريطاني إي إم فورستر،والقائد البريطاني الماريشال برنارد مونتغمري، وزارها نجم الروك العالمي ألفيس بريسلي، والروائية البريطانية العالمية أغاثا كريستي، والشاعر الفرنسي جان كوكتو وأقام فيها الفنانان التشكيليان الأخوان أدهم وسيف وانلي وأسطورة الملاكمة العالمية محمد علي (كلاي)، والنحات البريطاني هنري مور والمغنية والممثلة الفرنكو أميركية جوزفين بيكر. والمغني اليوناني – السكندري ديميس روسوس، والأديب العالمي نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والملكة نازلي، وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب، ونجيب الريحاني وأم كلثوم والشاعر أمل دنقل، والأميرة فوزية وليلى مراد وعبد الحليم حافظ أيضاً الروائي البريطاني لورانس داريل صاحب «رباعية الإسكندرية». وغيرهم الكثير
المصدر: الموسوعة المصرية ، ويكيبيديا
تاريخ أشهر محطة في الأسكندرية (محطة الرمل)