روضة الجبالي تكتب..ضياء الأمل في ظل الفراق
في هدوء السكون، ترقص ذكريات الأمس
على أوتار الزمن بلحن مؤلم،
وفي هذه اللحظات الساحرة، تتجسد الوحدة حولي
كظل مظلم يعلق بين جدران الصمت.
تتجلى ذكرياتك كأشباح تتردد
في كل زاوية تتلألأ بضوء الذكرى.
أمواج ذكرياتنا تغمرني كموجة
من المحيط، تجرفني بقوة إلى أعماق الألم.
رحلت كنجم وحيد يتلألأ في سماء مظلمة،
تاركًا وراءك أثرًا مشعًا من الحنين والشوق،
فتركتني وحدي بين شظايا ذكرياتنا
وأحلام محطمة.
هل تراني؟ أم أن الزمن فتق بيننا
الأمل والحلم؟
الوحدة تحيط بي في هذا العالم البارد.
كلمات الفراق تجتاح قلبي وتسكن فيه،
وتتجلى الآهات، وأجد نفسي أبحث
عن ملجأ في دفء ذكرياتنا،
لكنني أدرك بألم عميق أن كل زمان
ماضٍ يأخذ بي إلى أعماق الماضي حيث
يتجدد الألم ويستحكم الفراق.
مع كل هذا الألم والحزن، يظل صوت
صمتي مليئًا بالرضا، وينبعث من
قلبي إيمان قوي بأن الله سيعوضني
بما هو أجمل، سينير دربي بفرح
وأمل جديدين، فأبقى أثق بقدرته على
إعادة بناء الأحلام المحطمة ورسم الابتسامة
على شفتي.
فالحياة مستمرة، والزمن لا يتوقف،
وعلي أن أسير قدمًا بثقة ورضا، وأواصل
البحث عن النور في أعماق الظلام،
فقد يكون هناك في نهاية النفق
بصيصًا من الأمل ينتظرني.
وأشعر بأن الفرج قريب، فإنَّ الله حسبي
ونعم الوكيل، وسيمنحني قوةً لتحمل
الصعاب وسيهديني إلى طريق النور
والسعادة في النهاية.
روضة الجبالي، تونس