دكتور العشماوي عبدالكريم احمد الهواري يكتب..حكمة الصمت( قصة)
تراها تخرج بين أقرانها صامتة كحكيم علمه الزمان من معانيه الكثير ، لم تفلح توسلات أخواتها أن يخرجا بها للحياة الصاخبة حيث الصياح والضحكات والجري والقفز والسباحة في المياه النقية في مشروع المياه أمام المنزل الذي ينتظرهم كل صباح ويجلس معهم طوال النهار حتي يودعونه أخر النهار بعد أن أنهكهم التعب ويعودوا لمنازلهم مرتخين الأجساد من كثرة المجهود وما أن يصلوا حتي يروا رفيقتهم جالسة في مكانها في الجانب الجنوبي من حوش المنزل الريفي البسيط تداعب جسمها بحركات بسيطة وترمقهم بنظرات صامته فيها من السحر والبساطة ما يجعلهم يخجلون ويكفون عن صياحهم ، تأخذهم وتتقدمهم إلي حيث المبيت للصباح وهي في استكانة لا تحدث أحدا ، ما مر بها من محن كان كفيلا أن يصنع بها نحو ذلك ويزيد وعندما كانت في ليلة حارة تزداد رطوبتها شيئا فشيئا فإذا بها تسمع صوتا غريبا تعلم منه بعض الشئ من حواديت أمها. حيث سردتها لها وهي صغيرة بان شيطان سريع الحركة يأتي ليقتل الجميع في لحظات سريعة غير عابئ ببكاء الصغار أو توسلات الكبار وهنا انتفضت لتري ذلك الشيطان كأنه هو نفس الملامح ماكر في حيلته وتصرفه فإذا بهذا الثعلب يأكل كل الاوز والطيور ولا يبقي شيئا سوي رأس منفصلة مفتوحة العينين ملقاة علي الأرض بجوار جسد منهوشة بعض من أعضائه رأس وجسد صاحبة حكمة الصمت التي كانت تحس بنهايتها فاستسلمت دون مقاومة كما عاشت دون حياة.