د.سمير المصري يكتب.. قبلة الحياة … قبل اتخاذ قرار الطلاق!!
تسريح بإحسان … وليس تسريحا بانتقام
قبل الطلاق يعيش كلا الزوجين مرحلة تضارب المشاعر والعواطف والضغوط النفسية والتربوية، أما لحظة حدوث الطلاق فإن المشاعر السلبية تكون أكثر، ومنها الشعور بالرفض والظلم والخداع وأنه ضحية زواج ظالم، وفي كل الأحوال فإننا ننصح بعدة امور تساعدنا في تجاوز ألم الطلاق ،
اشكي بثك وحزنك إلى الله ، فالله خـير معين ونصير ،
فالطلاق مثل الحرب ، تسبقها وساطة ومحادثات دبلوماسية، فاختر الشخص المناسب الذي يجري محادثات سلام من أجل إنهاء حرب الطلاق، من غير أن يستخدم أسلحة الدمار الشامل.
ما يُحزننا أن الطلاق أصبح منتشرًا في مجتمعاتنا خاصة طلاق الصغار ، فنسبهم عالية وأعدادهم كثيرة ، ولا توجد في مجتمعاتنا مؤسسات تقيهم من الوقوع في الطلاق ، وتساعدهم في تحقيق الطلاق الناجح لو لزم الأمر ،،،،
نحن بحاجةٍ لثقافة تسريح بإحسان ، وليس تسريح بانتقام ،
فمن أسباب الطلاق الصادم انكارك له ، وحرصك على الأبناء ، وهو ما يسبب جراحاً عميقة مؤلمة ستصيب الأبناء .
الطلاق العاطفي له كثير من السلبيات منها زيادة الضغوط على الزوجين وهو ما يزيد من المشاعر السلبيَّة لكل منهما تجاه الآخر ، ويؤدي الي فقدان كل من الزوجين الفرصة لبدء حياة جديدة ، كذلك هو يصدر صورة سلبية مشوهة للأبناء عن الزواج .
زيادة المشكلات وتطورها من اهم الاسباب لشجار متواصل أمام الأبناء ، علي أثرها يعقد الطفل مقارنات مستمرة بين أسرته المتفككة والحياة الأسريَّة التي يعيشها باقي الأطفال ما يولد لديه الشعور بالإحباط ، أو قد يكسبه اتجاها عدوانياً تجاه الجميع وبالأخص أطفال الأسر السليمة.
عليكي أن تعترفي بهذه المشكلة ، وأن تكون هناك مكاشفة ومصارحة بشانها ، ويجب ان تلجئي للمختصين من خبراء العلاقات الزوجيَّة لطلب النصائح والمشورة ، فلا يوجد إنسان كامل ، فالكمال لله وحده فعليك أن تكوني أكثر صبراً وتحملا لعيوب زوجك لتستمر الحياة الزوجيَّة حتى حلِّ المشكلة.
حاولي تطبيق النصائح المقدَّمة إليك والإصرار على انجاح الحياة الزوجيَّة ، وإن لم ينجح الأمر فالطلاق الفعلي هو الحلُّ، وهو أنسب القرارات للزوجين والأبناء ، وأن يكون التعامل بينكما حضارياً إكراماً للفترة السابقة لكما من حياتكما الزوجيَّة وحرصاً على مصلحة ومشاعر الأبناء.
لا تهتمي لنظرات المجتمع السلبيَّة لك ، فالمجتمع هو أنت وأنا وإن بدأنا نحن بتغيير نظرتنا السلبيَّة فسيبدأ المجتمع كله ، فالمجتمع لا يقدِّم لك حلولا ولا مساعدة وقت الأزمة ، لذا فلا يجب أن يكون هو العامل الأساسي في تحديد خياراتك ، واعلمي أن صحة أبنائك النفسيَّة هي الأهم وليس أن يقال إنَّ والديهم متزوجين أو مطلقين .
الخلاصة
تؤثر هذه الظاهرة على الدور الأساسي الذي يجب أن يقوم به الأب والأم داخل المنزل وهو التربية ، فيقارن الطفل بين أسرته المتفككة والحياة الأسريَّة التي يعيشها باقي الأطفال
يولد هذا شعورا بالإحباط لدى الطفل ، ومن هذا الاحباط تنتج سلوكيات عنيفة لديه ، واضطرابات نفسية وسلوكية لشخصيته ،
وأيضاً تسبب هذه الظاهرة هروب الاطفال من المنزل والمدرسة، ويفقد الطفل مفهوم القدوة، ويلجأ إلى البيئة الخارجية من أجل البحث عن قدوة، مما يسبب كارثة نفسية واجتماعية في حياة الطفل .
غدا صباح مصري جديد ،،،،،