ماريا غازي تكتب.. عَشْتَارُ تُرَاقِصُ دَرْوِيش الْهَوَى . . !
فلنلتقي فِي مَقْطُوعَة مُوسِيقِيَّةٍ هُنَاك ،
حَيْثُ لَا أَحَدَ بِإسْتِطَاعَتِه الْوُصُول إلَيْنَا حَتّى الْأَوْتَارْ !
فَلْنَكْسِرْ قَيْدَ الذِّكْرَى اللَّعُوب
و لِنُجَدِدَ بِحُبِنَا أَجْمَل اللَّحَظَاتِ و أَلْطَف الْأَقْدَارْ
أهواك لِأَنَّك هَوَيْتَنِي امْرَأَةً بِمَا فِيهَا !
أُنُوثَة و حَنَانٌ و ضِحْكَة طِفْلَة تُسَابِقُ الزَّمَان ، و أَحْيَانًا عَقْلًا جَبَّارْ ..
مَا قَضَيْتُ بَعْدُ ، مَا قَضَيْتُ حَقِّي مِنَ السَّعَادَةِ ..
لَا تَرْحَلْ و تَتْرُك طيفك يَجُوب الدِّيَارْ
مَضَيْتَ تخطو عَلَى ظِلِّ وَلَهِي ، عَلَى قَلْبِي وَ سَافَرْتَ
هَلْ تَعُودُ إلَّا لِأَعْشَاشِهَا الأَطْيَارْ ؟
يَا طائري قَلْبِي مُعَلَّقٌ بِوَتِينِكَ
كُلَّمَا خَفَقْتَ بجناحاتك و امْتَدَّتِ الْمَسَافَاتُ ، ظَلَّ شَوْقِي مُعَلَّقًا بِكَ وَ مُحْتارْ
أَ يَرْتَحِلُ بَعِيدًا عَنْ حَيَاتِهِ مَعَك ؟
أَم يَظَلُ أمَام الْأَقْفَاص يُحَدِّث اللَّيَالِي بِسَالِف الْأَخْبَارْ ؟
هَبْ لِي بَعْدَ سَفَرَك عَيْنًا تَقِرُ !
هَبْ لِي لَهْفَة . . . تَعْرِفُ كَيْف تَهْدَأُ أمَام احْتِيَاجِكَ لَا تَنْهَارْ !
أهواك و الرَّجَاء سمائي
حُبْلَى بِطِيب الْأَمَانِيّ . . نُجُومٌ و أَقْمَارْ
عَلَى وَجَعِي اللَّيْلَةَ و كُلَّ لَيْلَةٍ كَيْف أصْطَبِر ؟
تراودك بِالنَّظَر عُيُونِي لَهَا لِسَانٌ يَأْبَى أَنْ يَسْكُتَ . . . شِعَارُه ، دَمْعٌ مِدْرارْ
و عَبَرَاتٌ مختنقة . .
و آهات تعانقها أَنْفَاسُكَ فِي الزَّوَايَا ، ألَّا كُفِي يَا جُدْرَانُ و يَا أَسْطُحُ و يَا مَرَايَا و يَا سِتَارْ !
سأضرب لَك مواعيدا باللقيا ، فِي موانيء الشَّوْق
كَي أَرَاك و أَغْرَقْ ، و أَنَا السفين الْأَخْرَقْ فِي حُبُّك و أَنَا الْبَحَارْ
عَلَى شاطيء الصَّبَابَة . . . فَتَاة تَجْلِسُ
قِيلَ لَهَا هَذَا مَوْعِد اللِّقَاء ، فاحملي مِنْدِيلًا أَوْ خِمَارْ
حَمَلَتْ هِيَ مِنْ فَرْطِ صبابتها سِلَالًا . .
سِلَالُهَا مَلْىء بِحُبّ تفاصِيلِكَ . . . عَلَّكَ تَذْكُرُْ شَيْئًا مِنْهَا وَ تعافر النِّسْيَان بِاكْبَارْ
مَا اِبْتَعَدْتَ مَع الرَّحِيل ، إلَّا و أَتَيْتَ . . .
فِي خَيَالِهَا فَارِسٌ أَنْتَ ، مِغْوارْ
لَا عَلَى صَهْوَة جَوَادٍ ، إنَّمَا تعتلي عَرْشَ أَمَانِهَا
فَتُنَصِبُكَ مَلِكًا ذَا صِدْقٍ و وَفَاء . . . . . فَيَا عَشْتَارْ
. . . . يَا عَشْتَارُ ، راقصي دَرْوِيش الْهَوَى
و انثري شَيْئًا مِنَ الشَّذَى و اكتمي الْأَسْرَارْ
و إسألي ذَاك الْعَابِد الْمُتَصَوِّفَ . . !
لِمَّا قَدَرٌ لِي عَلَى الْمَدَى ؛ لَحَظَاتُ فَرَحٍ . .
و سَنَوَات تُقَارِبُ الْفَنَاء ، مِن مَدَاهَا مَا عَبَّرَتْ إلَيْهَا أسْفَارْ ؟؟
و لَا أَرَخَتْهَا كُتُّبٌ ، و لَا زارتها رِحَال
هِي أَنَا . . . فَقَط أَنَا مَنْ لَمَسْتُهَا.. فَحَنَوْتُ بلهفة صَادِقَةٍ وَ جِئْت أَكْتُبُهَا أشْعَارْ
أَ أَجَدْتُ وَصْفَهَا يَا تُرَى ؟
أَم عاندتني الْأَحْرُف و جَفَّتْ فِي انتظاراتي أَيْضًا ، الْأَحْبَارْ ؟
أفقدني شَغَفِي لِمَعْرِفَة الْإِجَابَة بَعْض وعيي
فَنَظَرْتُ بِقَلْبِي ، قَلْبِي فَقَط . . . دُون سِتَّارْ
عَرَفْتُ أَنَّ كُلَّ ذَرَّات الْكَوْن تَجَلَّتْ فِي رَقْصَة عِشْقٍ سَرْمَدِيٍ
و أدْرَكْتُ أنَّ أصداءها تَطَالُ العَاشِقِينَ فَتَعْرِفُهُمْ مِن مَلامِح الِانْتِظَارْ
أَسْمَاء خَالِدَة فِي طُهْرِ هَوَى عُذْرِي
كَانَ اسْمِي عَلَى صَحِيفَةٍ كُتِبَت حُرُوفُهَا بِالْجِمَارْ
قَدَرُنَا اللِّقَاء صَرَخْتُ . . . . . ثُمَّ رَفَعْتُ يَدِي
و قُلْت : رَبَّ قَلْبِي ، وَحْدَك سَتَسُوقُ عَشْتَارْ . . . لِحُسْن الْقَرَارْ
وَحْدَهُ النَّبْض دَلِيلَي ، و بَيِّنَتِي عَيْنَيْك مَا حَيِيتُ و كُلّ الْخِيَارْ ..
كاتبة جزائرية