حديث المنافقين … و ماذا يفعل ذو مروءة .. ؟
إن النفاق زيف أخلاقي ، يبرهن على قيمة الأخلاق الصحيحة ، وتحمّل النفاق أصعب على أصحابه من الصراحة
فإذا كان قانون الفيزياء يقول أن الضغط يولد الانفجار ، فقانون الاجتماع يقول أن الضغط يولد النفاق الاجتماعي ، النفاق هو الذي يجعل الناس سعداء ، أما الحقيقة فتجعلهم يشعرون بالحزن .
يبدو أن العصر الحديث يحتاج لكمية أكبر من النفاق كي يرضى الناس وهذا شيء مؤسف ، فهل الطلاقة في الحديث علامة أكيدة على النفاق ؟
المنافق الحقيقي، هو الذي لا يُدرَك خِداعُه لأنه يكذب بصدق ، إن درهم نفاق يساوي حفنة من الطموح ، إن شر النفاق ما داخلته أسباب الفضيلة ، وشر المنافقين قومٌ لم يستطيعوا أن يكونوا فضلاء بالحق، فصاروا فضلاء بشيء جعلوه يشبه الحق.
الرذيلة الوحيدة التي يعطونها للفضيلة في إنجلترا هي النفاق ، فآية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب ، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد أخلف ، من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه، فذلك المنافق بعيه .
أعلموا أن نفاق القارئ أسوأ من نفاق الحاكم ، وأن الفرق بين المجاملة والنفاق هو الفرق بين كلامي وكلامك ، من عمل ما ليس من طبعه ولو كان صواباً تعرض لخطرين اولهما خطر النفاق … والآخر هو خطر الإخفاق ، فلا يعلو صوت على النفاق و هذه هي مأساتنا ….
أكره الفخر ، أحتقر النفاق الدنيء ، وأحتقر الوشايات والأقاويل والنمائم ، ولا تلبس قناعاً في حفلة مقنعة .
ليس النفاق انحطاطاً للفضيلة ، بل هو بالأحرى في قسم كبير منها ، شرطاً لها ، تواصوا يا عشاق الجمال وتواصلوا، وإذا كان النفاق وقحاً فلتكن الصراحة باسلة ،
لا تبالغوا في المجاملة حتى لا تسقطوا في بئر النفاق ، ولا تبالغوا في الصراحة حتى لا تسقطوا في وحل الوقاحة .
إن الذنب الوحيد الذي لا يمكن غفرانه هو النفاق ، فتوبة المنافق هي في حد ذاتها نفاق آخر ، فالمنافق قوله جميل وفعله الداء الدخيل .
المنافق الحقيقي هو الذي لا يُدرَك خداعُه لأنه يكذب بصدق ….
سأل رجل صاحبه لماذا هواء الفجر نقي ؟
فقال لأنه يخلو من أنفاس المنافقين ، فاحذروا أهل النفاق ، فإنهم الضالون المضلون الزالون المزلون قلوبهم دوية وصحافهم نقية .
كل ما يوجع النفوس الحساسة في هذا العالم هو سوء التفاهم والنفاق . وما هلكت الدول ولا الممالك ولا سفكت الدماء ظلماً ، ولا هتكت الأستار بغير النمائم والكذب والنفاق.
النفاق في الحب أكثر أنواع النفاق شيوعاً، والمنافقون باسم الحب ما أكثرهم. المنافق هو من يمتاز بحلو وعذب الكلام ليقنعك بأنه صادق وقادر على القيام بأي شيء. في مستنقع الأكاذيب لا تسبح سوى الأسماك الميتة. ولأنهم اعتنقوا الكذب ديناً يتهمون الصادقين بالإلحاد. لا يكذب المرء إلا من مهانته، أو عادة السوء، أو قلة الأدب. ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً، إن الكذوب لبئس خل يصحب.
ذو الوجهين منافق في العلاقات الاجتماعية ، كاذب ومخادع في علاقاته ومبادئه ، متلوّن في مواقفه ومشاعره ،
فالمخادع ذئب يبكي تحت أقدام الراعي ،
اعلم ان الوحدة خيرٌ لك من أن تكون بين زحام المنافقين ، وبضاعة المنافقين في إخفاء كفرهم هو الحلف الكاذب ، والكذب كالرمل يبدو ناعماً عندما نتمدد عليه ، وثقيلاً عندما نحمله
إن النفاق وهو زيف أخلاقي ، يبرهن على قيمة الأخلاق الصحيحة ، ومأساة الكذاب ليست في أن أحداً لا يصدقه وإنما في أنه لا يصدق أحداً ،
فالرمادي لون بائس جداً ، مطابق تماماً لكمية البؤس التي تسكن أرواح المنافقين .
نحن ملزمون أن نتعامل مع المنافقين ، هذا هو الصنف المتوفر وبكثافة في مجتمعنا ، لا تؤمن بإخلاص الأشخاص الذين يظلمونك ليحسنوا من صورتهم أمام الآخرين ، واحذر منهم وإلا ستلدغ من الجحر مرات ومرات .
الخلاصة
النّفاق أخ الشرك ، فمن عمل ما ليس من طبعه ولو كان صواباً تعرض لخطرين ، خطر النفاق وخطر الإخفاق ، واعلم ان فساد العلماء من الغفلة ، وفساد الأمراء من الظلم ، وفساد الفقراء من النفاق
المنافق هو من يمتاز بحلو وعذب الكلام ليقنعك بأنه صادق، وقادر على القيام بأي شيء تطلبه منه .
النفاق الاجتماعي في زماننا هو التلون في العلاقات، وعدم الوضوح في المواقف والمبادئ والأحاديث لغرض الإفساد أو الانتفاع الشخصي .
النفاق في الحب أكثر أنواع النفاق شيوعاً ، والمنافقون باسم الحب كثيرون { أنا منافق … إذا أنا موجود } ،
هذا حالهم اليوم وغداً وربما بعد الغد ، ولكن مهما ارتفعوا للقمة سيبقون في ظلمات الأنفاق .
فالمنافق لسانه يسرّ ، وقلبه يضرّ ، المنافق قوله جميل وفعله الدّاء الدّخيل ، المنافق لنفسه مداهن وعلى النّاس طاعن.
غدا صباح مصري جديد بمشيئة آلله تعالى
حديث حول أهل النفاق ….
