د.عبير حلمي تكتب.. قصة عذراء
طفلة صغيرة يتيمة ، توفى والدها وعمرها ست سنوات
ثم توفيت والدتها وعمرها ثمانية أعوام، وعاشت تخدم الجميع رغم صغر سنها بالهيكل الذي نُذرت إليه من عمر ثلاث سنوات في صمت و وداعه دون أدنى تذمر وعندما بلغت الثانية عشرة من عمرها، خطبت لشيخ عجوز كعادة اليهود في ذلك الحين ليكون المسؤول عنها ولتخدمه كنذيرة للرب طوال أيام حياتها عذراء بتول ،
ولكن ذلك الشيخ الحكيم عرف أنها حامل وبالطبع شك بها ، ولم يرد أن يُشهرها أي يفضحها فقرر تخليتها سِرّاً لعدم فضيحته وفضيحتها .
فكيف أكون بهذه الشيبة الصالحة هذا العمر كله وكيف أوتمن على فتاة صغيرة مازالت طفلة ويحدث هذا ؟!!!
ومتى وكيف حدث؟ . هذا ما دار بعقله من أفكار وتساؤلات،
ولكن من لطف الله بذلك الرجل الأمين ..ظهر له ملاك الرب ليطمئن قلبه،
وقال : يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ.
فإنها أشرف نساء العالمين كقولك القرآن الكريم عنها:
قال الله تعالى: {وإذ قالت الملائِكَةُ يامريمُ إنَّ الله اصطَفَاكِ وطَهَّرَكِ واصطَفَاكِ على نساءِ العالمين)
بالفعل حقًا أنها مريم المُكّرمة من قبل الرب ،
إذ قالت الملائِكَةُ يامريمُ إنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ منهُ اسمُهُ المَسِيحُ عِيسى ابنُ مريمَ وَجِيهاً في الدُّنيا والآخرةِ ومن المُقرَّبِين(سورة آل عمران)
فهي العذراء دائمة البتولية منْ أطاعت الملاك حينما ظهر لها معطيا لها السلام …..
وَقَالَ: “سَلَامٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ”
فأجابت العذراء بكلمات قليلة ولكنها عميقة جدااااااا
” هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك ”
وهنا تتجلى أعظم الصفات وهي صفة الطاعة لله بدون جدال أو نقاش وبدون أن تحاول تبرر نفسها فيما ظن فيها من قِبل يوسف النجار الشيخ الوقور الحكيم ،
وبعد فترة من الزمن جاء أمر من أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ الملك للبلاد في ذلك الحين ،
أن يكون هناك تعداد للسكان فأمر بالاكتتاب ويذهب كل مواطن إلى بلده ليُسجل بها فذهب يوسف النجار ومعه مريم العذراء وهي حامل ومعهم سالومي امرأة فاضلة نسيبة العذراء مريم وهنا يأتي موعد ولادة العذراء في بيت لحم ولا يوجد لهم بيت أو مقر و لجأ يوسف النجار إلى إيجار مذود للبقر لتلد فيه مريم وكعادتها تسلم أمرها لله غير معترضة ولا متضجرة أو غاضبة ولم تقل كيف لي أن ألد بمذود حقير؟
وبالفعل تلد على يد سالومي الشيخة الوقورة من شهدت على دوام بتولية العذراء،.
وهنا يسمع ويرى الجميع مشهد سماوى عجيب ملائكة حول الطفل المولود يسبحوا ويقولوا
«الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ»
ويتأكد الجميع من الرؤية الأولى
ظهور الملاك جبرائيل للعذراء ببشارة الفرح ثم ليوسف النجار ببرأة العذراء من أي إتهام ،
وهكذا تكررت المشاهد التى تؤكد تفاسير لكل حرف مكتوب بالعهد القديم على يد اشعياء النبي وكثير من أنباء العهد القديم للشعب اليهودي وانتظار المسيا المخلص ،
النبوة الأولى: “هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابنًا وَتَدْعُو اسمهُ عِمَّانُوئِيلَ” (إش7: 14).
ذلك العذراء هي مريم ابنة يواقيم وحنه الباريين أمام الله ذلك العذراء من حملت جميع الصفات الحسنة من محبة وخدمة واتضاع وتواضع ووداعة واحتمال وصبر وطاعة وصلاة
من قالت وقد تحقق ما قَالتَهُ بالفعل ويحدث إلى الآن فهي كلمات بمثابة رؤية للغد و لنهاية الدهور .
تسبحة مريم العذراء بحسب انجيل لوقا فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ،
وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي،
لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي،
لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ،
وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.
صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ.
أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ.
أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ.
عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً،
كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ».
فهي حقاااا قصة عذراء.