عبير سليمان تكتب.. كفراشة
كفراشة…
ذهبت باتجاه الضوء
غرتها بهرجة الحياة….
لم تعلم أن ذاك الضوء وهم
لم تعلم أن فيه الممات….
طفلة….
ما أن بدأت تباشير ريعانها
حتى اقتادته
للموبقات…..
ما همها ماعاشته في كنف
زينها
بأجمل الصفات….
أب فقير
وأم رؤوم
وإخوة …وأخوات…..
طعنتهم والطعنة تؤذي
من يدين قاسيات….
وطارت الفراشة
طارت ولم تعلم
أن للأيام ليال جاحدات…..
ليال تقتص من روحها
فتمنيها الموت باللحظات….
لم تعلم ان مصيرها يوما
كخرقة بالية
مرمية بالطرقات……
بغت على روحها وآذتها
وهذا ما يفعلنه الغانيات….
جميلة كانت.
كغصن ورد غض
والآن تسكنها العبرات…
أمست كغصن مقطوع.
تلفظ روحها مع النهدات…
لا يقرب منها عزيز
ولا من عاشت معه الحكايات…
غريبة عن نفسها التي
أرهقتها بالخيبات….
تطلب الموت ولا تراه
فتحياه على فترات….
لا الدنيا تصفو لها ولا
من باعتهم بالرخص
في الأيام العصيبات…..
فتلك الفراشة حفرت
قبرها قبل ان رحلت
بإتجاه الضوء
في الليالي السافرات……
شاعرة سورية