آراء حرة

د.رانيا فتيح تكتب.. جميعنا يحتاج ضربة حجر



 هل تحتاج الي حجر؟ 


 بينما كان أحد رجال الأعمال يقود سيارته الغالية الثمن الجديدة في أحد الشوارع ، ضُرِبت سيارته بحجر كبير من على الجانب الأيمن ، نزل ذلك الرجل من السيارة بسرعة ليرى الضرر الذي لحق بسيارته ومن هو الذي تجرأ على فعل ذلك .


وإذا به يرى ولداً يقف في زاوية الشارع و تبدو عليه علامات الخوف والقلق .


إقترب الرجل من ذلك الولد وهو يشتعل غضباً ، فقبض عليه دافعاً إياه الى الحائط وهو يقول له : يا لك من ولدٍ غبي ، لماذا ضربت سيارتي الجديدة بالحجر…؟

هل تستطيع أنت وأبوك دفع ثمن إصلاحها…؟


إبتدأت الدموع تنهمر من عيني ذلك الولد وهو يقول : أنا متأسف جداً يا سيدي لكنني لم أدري ما العمل فلي فترة طويلة وأنا أُحاول لفت إنتباه أي شخص كان لكن لم يقف أحداً لمساعدتي.


ثم أشار بيده الى الناحية الأُخرى من الطريق بيده ، وإذ بولد مرمي على الأرض ، ثم تابع كلامه قائلاً : إن الولد المرمي على الأرض هو أخي فهو لايستطيع المشي بتاتاً فهو مشلول بكامله ، فقد كنا نسير وهو جالساً في كرسي المُقعدين ، إختل توازن الكرسي وإذا به يهوي في هذه الحفرة ، وأنا صغير ليس بمقدوري أن أرفعه مع أنني حاولت كثيراً ، أتوسل إليك ياسيدي هل لك أن تساعدني على رفعه فإنه بالحفرة من مدة على تلك الحال وهو خائف جداً ثم بعد ذلك أفعل بي ما تريد .


لم يستطيع ذلك الرجل أن يمتلك عواطفه وغص حلقه فقام برفع ذلك الولد المشلول من الحفره وأجلسه في الكرسي ثم أخذ منديل من جيبه وأبتدأ بتضميد جروح الولد المشلول من جراء سقطته في الحفرة .


و بعد إنتهائه قال له الولد الصغير : والآن إفعل بي ما تريد من أجل السيارة.


أجابه الرجل : لا شئ يابني لا تأسف على السيارة فلن أُصلح سيارتي الجديدة وسأُبقي تلك الضربة تذكاراً عسى أن تكون تذكرة لي ولا يضطر أحد غيرك بأن يرميني بحجر للفت إنتباهي .


فتبسم الولد فرحاً .

               

 إننا نعيش في هذه الأيام كثرت الإنشغالات والهموم فالجميع يسعى لجمع المقتنيات ظناً منهم بأنه كلما إزدادت مقتنياتهم إزدادت سعادتهم .


و بينما ينسون الله كلياً إن الله يمهلنا بالرغم من غفلتنا لعلنا ننتبه فيُنعم علينا بالمال والصحة والعلم .

ولا نلتفت لنشكره ، فيبعث لنا إشارات لكن ليس من مجيب فالله ينبهنا بالمرض أحياناً وبالامور القاسية لعلنا ننتبه ونعود لجادة الصواب .


تذكر ،،، ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر رحمة الله ، إن الانسان يسعى لإمور كثيرة فسياراتنا مُؤمَنْ عليها ، وبيوتنا مؤمنة ، وممتلكاتنا الثمينة لها تأمين ، لكن هل حياتنا مؤمنة ، فهل أنت منتبه…؟


هل تعي ما هو الهدف من الحياة الدنيا إن شاء الله تكون واعي ، وإن لم تعي

فلربما تحتاج إلى حجر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى