شريف سمير يكتب .. عجائب “كورونا” السبعة (٦)
العجيبة السادسة .. “السائل الشفاف” سر “ثراء” تشاد!
فى عنفوان الأزمة، يُولد التحدى من رحم “البيئة الفقيرة” .. وكان للحكومة الطموحة فى تشاد رؤيتها الجريئة فى مواجهة النقص العالمى من مُطهرات الأيدى، فقررت استخدام المنشآت المحلية القائمة فى إطلاق إنتاج وطنى من “الكحول” وتحويل هذا السائل الشفاف السحرى إلى سلعة رائجة تدر الملايين من الدولارات.
وبعد أن فجَّرت جائحة “كورونا” موجة غير مسبوقة من الطلب على منتجات التطهير والتعقيم، تعرضت سلاسل التوريد فى أنحاء العالم لضربة موجعة .. وأكد إدمون دينجامهودو مسئول البنك الدولى فى العاصمة التشادية نجامينا أن البشر كانوا ينتظرون فى طوابير لساعات فى بعض الأحيان لشراء مُطهِّر كحولى .. ووصل الأمر ببعضهم إلى حد عبور الحدود لإحضار مخزون وافر من “الكحول”، ومع تعثر المهمة تكاتف المسئولون والعلماء فى وقت قياسى، وتوَّجوا جهودهم وتعاونهم المثمر بتجهيز مختبر بدعم من المؤسسة الدولية للتنمية من أجل التصنيع السريع والفعال لمطهرات الأيدى .. وهنا انطلق أول إنتاج محلى من الكحول فى تشاد، وشهدت البلاد فى منتصف أبريل ٢٠٢٠ قدرة المنشأة على إنتاج ما يقرب من ٩٠٠ لتر من مطهرات الأيدى يوميا تحت إشراف ما بين ٢٠ و ٢٥ عاملا فنيا بالإشراف على الإنتاج ومراقبة الجودة والتغليف.
– فى المحن .. لا يوجد بلد غنى، وآخر فقير .. وإنما يوجد عقل ثرى، وضمير ضرير!.
شريف سمير