آراء حرةسمير المصري

د.سمير المصري يكتب.. مع خالص احترامي للحرامي



  


   أوعي تفتكر ان ربنا هيحاسب بس الحرامي اللي سرق منك الموبايل في الشارع مثلا ،، ؟          

 أو تفتكر إن الحرامي اللي سرق منك فلوسك ؟   

   

  لا ابدا ده هيحاسب الحرامي اللي كسر فرحتك ، 

والحرامي اللي سرق حلمك ، ويحاسب الحرامي اللي وقع بينك وبين حبايبك ، والحرامي اللي اخد مكانك في الشغل وانت احق بيه ، 

وهيحاسب الحرامي اللي سرق الأمان منك ، والحرامي اللي خدعك علشان مصلحته ، والحرامي اللي استغل انك طيب وعفوي ، 

وهيحاسب كمان الحرامي اللي خدعك بمشاعر مزيفة ، والحرامي اللي جاب سيرتك بكلام محصلش . 

 

وهيحاسب الحرامي اللي قدامك بشكل….ومن وراك بشكل تاني خالص . 


الحرامية كتييير اوي في حياتنا ، لكن ربنا عادل وبيرد الحقوق لأصحابها مهما طال الزمن ، فهو يمهل ….ولا يهمل. 

  

 مفيش حرامي قدر يهرب بسرقته ، يهرب من الدنيا يلقي الحساب في الآخرة ، مش لازم يتحاسب في الحاجة اللي سرقها …. هيتحاسب في اي حاجة تانية ، لكن عمره مايهرب من سرقته ابدا ، 

  وبعدين كفاية اووووووي انه عارف نفسه ….حرامي ، 

                      

 طيب يعنى إيه حرامى …… ؟ 


البعض منا يعتقد أن ” الحرامى ” – بس هو اللي بيسرق “محفظة فلوس” إنسان فى أشد الحاجة لما فيها – أو يسرق حذاء من داخل “مسجد” ، أو اللي يسرق رغيف عيش علشان ياكل عيل صغير عنده ، أو اللي يسرق ساعتك” ….


وعلشان مفيش حد يظن أنى أبرر ، أو أتعاطف مع الحرامى أو اللص ، هناك من هو أشد منه جرماً ، وأخطر منه على “المجتمع” .

 

 كان عندنا مثلا لصوص الأوطان اللي سرقوا كل شيئ – سرقوا “البسمة” من وجوه البشر ، سرقوا الفرحة من وجوه “الأطفال” ، سرقوا “قوت الشعب” ، سرقوا الأمان وزرعوا الرعب فى “قلوب الأبرياء” !!


سرقوا كل شيئ حتى أحلامهم فى بلادهم – هؤلاء هم اللصوص الحقيقيين – إستباحوا أموال الناس ، إستباحوا أملاكهم ، إستباحوا قوت الناس ، سرقوا العمر منهم ، هؤلاء هم الحرامية هم لصوص الأوطان ….


“مصر” ثقيلة عليهم وعجزوا عن حملها ، فظلت “مصر” كما هى ( القاهرة – قاهرة المعز ) ، قاهرة كل من أراد أن ينال منها ، وكم دولة خرجت منها تحمل أذيال الخيبة والخزى والعار !


 الحرامي من يسرق المال ، أو الأشياء التي يستنفع منها فقط .


 أصبح اليوم هناك حرامي يسرق منك الوقت قي إنجاز المعاملة ، فهناك من يتعمد تأخير معاملتك والمماطلة فيها تصل إلى أشهر، وربما سنين من دون وجه حق. ونرى ذلك في بعض الوزارات والإدارات ، ولا أستثني أحداً، وليس هناك اهتمام من قبل المسؤولين المؤتمنين على خدمة الناس .


إما الواسطة أو بلط البحر ، وهناك من لا تستطيع الوصول إليهم لقوة مراكزهم لتشتكي أو حتى تشرح لهم وضعك إذا واجهت الظلم ، وهناك حقوق دستورية تكفل للمواطن حقه في الدفاع عن نفسه ، فلا نريد كلاماً تكتبه الأقلام وتنطقه الأفواه.


 « مع خالص احترامي … للحرامي».. الذي يسرق الفرحة من قلوب الناس وسعادتهم ليرضي غيره، ولا تعرف من أين أتى ومن دون سابق إنذار ومن دون تبرير. 


« مع خالص احترامي … للحرامي».. الذي يسرق من شخص منصباً كان ينتظره سنين طويلة بعد جهد واجتهاد وإخلاص بالعمل، ثم يفاجأ بأن المنصب الذي كان يطمح إليه ذهب إلى شخص آخر لا يستحقه.. فالحرامية السرَّاق هم أشكال وألوان نشاهدهم في كل مكان وزمان.



   الخلاصة 


 اللي يسرق فلوسك … حرامي ، 

و اللي يسرق ممتلكاتك … حرامي ، 

واللي يسرق أرضك … حرامي ،

واللي يسرق عرضك …. كمان حرامي ،

و اللي يسرق جهدك وتعبك … وشقاك ، حرامي ، 

واللي يحرمك من كرامتك وحياتك الكريمة … حرامي ، 

واللي يسرق أفكارك وأبحاثك ومؤلفاتك حرامي أيضاً ،

 كل هؤلاء هم حرامية بجد … والأشد خطراً علينا وعلى مجتمعاتنا .

السادة الحرامية … مع خالص إحترامي … ان استطعتم الهروب من عدالة الأرض فلن تهربوا من عدالة السماء.


     غدا صباح مصري جديد … 

                                     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى