ناهد كمال تكتب..حواء تبحث عن آدم (قصة قصيرة)
عندما تولد الفتاة، كل عائلة تستقبلها بطريقتها فبعض العائلات يحتفوا بها والبعض الآخر تكون عبء عليهم . هدى فتاة ولدت في بيت ليس به سوى الرجال فمن أول وهلة يعتقد البعض أنها ملكه في تلك البيت ولكن ما حدث كان شيء سيء .
كان أباها يعاملها بشدة وقسوة وحين تحتمي بأخيها تجده أسوء منه ، وكأن هؤلاء الرجال من زمن العبودية . حاولت تأخذ حقها ولكن بلا جدوى كنت تسمع كلمات من أمها تعطي لها أمل بأنها سوف تجد يوماً ما رجل ينسيها هؤلاء الرجال وظلت تتحمل سوء المعاملة لحين الخروج من الجب وتعلقت بالأمل وظلت تحلم بهذا الشهم الحنون السند وما أجمل
الأحلام حين تأخذنا من هموماً كُبلنا بها وانهكتنا وتحقق الحلم وأتي في صورة فارس وتم الزواج واعتقدت هدي أن هذه الحياة السيئة التي عاشتها مع رجالا ولدت وتربت معهم قد انتهت بقدوم آدم من الاساطير ليخلصها من ظلم لم تعرف له سببا لكن أتت الرياح بما
لا تشتهي السفن. وما هي إلا شهور قليلا عاشتها في حلم وانقلبت حياتها حين تخلت الشركة التي يعمل بها زوجها عنه للأسباب الاقتصادية التي تمر بها البلاد وجلس في البيت ولم يسعى للعمل مرة أخرى وسائت الأحوال بينهم ودأبت المشاكل بينهم لأتفه الأسباب ووصلت إلى السباب والشتائم ومد الأيدي وبكت ليلا طويلا على القهر الذي عاودها من جديد ووقفت تسأل نفسها هل أعود لبيت أبي الذي لم ينصفني يوماّ أم أظل في بيت رجل اشتراني ببعض جنيهات ووثيقة زواج أصبحت قيدا بينهما يمتلك زمام حياتي هل أقبل المعاناة في صمت أو أرفض هذه الحياة و نبذ من مجتمع ذكوري يرى أن المرأة ما هي إلا خادمة أم كانت أو زوجة أو أخت وإن طلقت يقام عليها الحد ولا يلتفت أحد لما تقاضيه ونظرت طويلا إلى طفلتها التي لم تتم شهرها الأول وقالت يا بنيتي ليتكِ ما أتيتِ إلى هذا العالم الكريه المتعفن بأفكار الجاهلية وتناسي أن المرأة الآن أصبحت تحمل أعباءً أكثر من الرجل وبكل غرور وغطرسة لا يعترف الرجل بما تقوم به المرأة ويراه حق فرض عليها وليس لها حق الاعتراض ودارت بعينها حولها ورفعت طفلتها بين يديها وقالت
يا ابنتي لا تحلمين مثلي بآدم يأتي من الأساطير فحواء تظل تبحث عنه ولا تراه إلا فارس في الأساطير