شريف سمير يكتب .. عجائب كورونا السبعة (٤)!
العجيبة الرابعة .. المعجزة الكينية فى قلب العشوائيات “العاطلة”!
أكثر هدية تستطيع أن تمنحها لأى إنسان ويسعد بها دون تردد .. وظيفة .. وتحديدا وقت الأزمات مع انعدام الدخل وتضاعف الأعباء .. وأرغمت محنة كورونا الجميع على التزام المنزل، وسمحت لقطاعات العمل بالتسريح وتوفير العمالة ترشيدا للنفقات وتذرعا بالحالة الاقتصادية الحرجة .. فظهرت مجموعة براقة ذات بشرة سمراء فى كينيا ركزت جهودها وطاقاتها على خلق وظائف فى ٢٧ تجمعاً بـ ٨ مقاطعات فى أنحاء البلاد.
وقال دون دانتى – وهو قائد شبابى فى أحد التجمعات العشوائية – إنه بفضل البرنامج تحت رعاية وتمويل البنك الدولى، انحسرت الجرائم الصغيرة أو الجنح والاعتماد على الآخرين وأصبحت البيئات نظيفة .. وعلى صدى المشروع وشعبيته الجارفة، توسعت الحكومة الكينية فى مد نفوذه ورقعته باستخدام تمويل من حسابها الخاص لتوفير فرص عمل إلى ما يقرب من ٣٠٠ ألف عامل فى ٤٧ مقاطعة.
وتفوقت التجربة على نفسها، فأنشأت الحكومة الكينية البرنامج الوطنى للنظافة الصحية بعنوان :”وظائف فى حينها”، ويهدف إلى إيجاد فرص عمل مجدية للناس الأكثر تأثراً لاسيما الشباب فى مهن تساعد على تحسين أوضاع بيئاتهم.
وتشمل أنشطة هذه البرامج إزالة الشجيرات، والتبخير، والتعقيم، وإضاءة الشوارع، وتجميع القمامة، وإزالة انسدادات مواسير الصرف.
ولم يجد بايرون ماشو أحد سكان تجمع “كيبيرا” العشوائى سوى التعبير عن شعوره بالامتنان للبرنامج الإنسانى الذكى الذى أتاح للشباب الكينى القدرة على إعالة أسرهم وتسديد فواتيرهم، والأكثر أهمية ميلاد جيل أقل خمولا وفراغا مع انشغالهم بالعمل اليومى، وبما يُقلص من معدلات الجريمة والانحراف وضياع المستقبل!.