د.سمير المصري يكتب.. محدثين نعمة ..وثراء مفاجئ
أكثر الناس يتمنون « الغنى » ، أنهم يرون فيه احترام الناس ، ولما يسهله المال الوفير من صعوبات الحياة وهم محقون في ذلك .
المال «زينة الحياة الدنيا» ، وبسبب المال أصبح التباغض والتنافس أمرا طبيعيا بين البشر .
أكثر الحروب نشبت بسبب الصراع على الثروات وقد جرت السنّة الإلهية في عباده ان المال لا يأتي لكل من يطلبه ، وإذا جاء فإنه يأتي رويداً ، وعلى مهل ، ويتراكم ، ويزداد مع مرور الوقت . قال تعالى :
« وما ننزله الا بقدر معلوم »
ويبدو أن الحكمة الربانية في ذلك هي كون الإنسان قد لا يتحمل الثراء المفاجئ .
كم سمعنا عن أناس أصابهم داء الكبر ، وداخلتهم العنجهية ، بسبب مفاجأة الثراء لهم حتى أصبحوا مثلاً لإساءة التصرف لكونهم محدثي نعمة .
هذا ما كنت أعرفه عن ضرر الثراء المفاجئ ، وما تاكدنا منه خلال الفترة الأخيرة …
تقول القصة :
إن السلطان أحمد بن طولون سلطان مصر والشام أواخر القرن الثالث الهجري كان يسير في طريق من الطرق في أحد الأيام الباردة فمر بصياد معه ولد ، فرق لهما وامر غلامه فدفع إليه ما معه من الذهب فصبه في حجره ومضى.
أما الصياد فقد اشتد فرحه بالمال فلم يتحمل قلبه الفرح الشديد فمات مكانه.
أحمد بن طولون كان من خيار الملوك . .
عاد السلطان ابن طولون يتفقد حال الصياد فوجد الصياد ميتاً والصبي يبكي عند رأسه ، فقال من قتله ؟
فقال الصبي مر بنا رجل « لا جزاه الله خيراً »
فصب في حجر أبي شيئاً فقتله ،
ولو أعطيناه ذلك بالتدريج لما قتله . فحرض الصبي على ان يأخذ الذهب فأبى ، وقال :
والله لا آخذ شيئاً قتل أبيّ .
الخلاصة
الثراء المفاجئ جرار ذهب حقيقية ، أم وهمٌ مكنوز في عقول الحاسدين ،
الثراء المباغت ، واقعة قابلة للحدوث أحيانا، فكم من شخص تبدلت أحواله المادية بين عشية وضحاها، غير أن الأمر غير العادي، هو كثرة الشكوك التي تلاحق مثل هؤلاء الأشخاص، من حسد وأقاويل وشائعات قد تمس الأخلاق أحيانا.
وتزداد الأقاويل ، عندما يرتبط الثراء المفاجىء بالبساطة التي يأتي بها المال، فتنطلق إشارات الاتهام والتوقعات، وعبارات من قبيل “لقي كنزا”.
كفاني آلله وكفاكم شر الثراء المباغت ،
دمتم بخير وأمان الله تعالى وبركاته ،،،