د.سمير المصري يكتب.. وجهة نظر
حينَ تتزاحم حولنا الأحزان ، وتصفعنا الحياة من كل الأماكن ، نفقد قدرتنا على البكاء ، نكتفي بوضع أيدينا على رؤوسنا ، والتحديق في كل الأشياء حولنا ، بعيون صامتة تشبه غيمة سوداء ، تكدّسَ بها الماء..تنتظر الوقت المناسب لتُمطِر ، أو تبحث عن مكان تكون فيه وحيدة لتسيل دموعها دونَ أسئلة تُربكها..كيف نرى الاشياء .؟
فهل ما تراه أنت يراه الآخرون بنفس الأبعاد والتقديرات ؟
هل ما تفهمه أنت يفهمه غيرك بنفس القدر … ؟
إنها وجهات النظر التي تبني حسب الرؤيا من زاوية معينة فإن غيرت زاوية الرؤى ا… تغيرت مؤكد الحقائق والمواقف .
تروى لنا الأقصوصة أحداث الروايا التى تقول .
جلست الزوجة على مكتب زوجها وأمسكت بقلمه وكتبت :
في السنة الماضية ، أجريت لزوجي عملية إزالة المرارة ، ولازم الفراش عدة شهور ، وبلغ الستين من عمره ؛ فترك وظيفته المهمة في دار النشر التي ظل يعمل بها ثلاثين عاماً ،
وتوفي والده في تلك السنة ، ورسب إبننا في بكالوريوس كلية الطب لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب إصابته في حادث سيارة .
وفي نهاية الصفحة كتبت :
” إنها سنة سيئة للغاية !!”
دخل عليها زوجها يريد أن يجلس على مكتبه ، ولاحظ شرود زوجته ، فإقترب منها ، ومن فوق كتفها قرأ ما كتبت!
فترك الغرفة بهدوء ، من دون أن يقول شيئاً.. لكنه بعد عدة دقائق عاد وقد أمسك بيده ورقة أخرى ، وضعها بهدوء بجوار الورقة التي سبق أن كتبتها زوجته..
فتناولت الزوجة ورقة الزوج ، وقرأت فيها :
في السنة الماضية.. شفيتَ من آلام المرارة التي عذّبتني سنوات طويلة … وبلغت الستين وأنا في تمام الصحة …
وسأتفرغ للكتابة والتأليف بعد أن تم التعاقد معي على نشر أكثر من كتاب مهم..
وعاش والدي حتى بلغ الخامسة والتسعين من غير أن يسبب لأحد أي متاعب ، وتوفي في هدوء من غير أن يتألم..
ونجا إبننا من الموت في حادث السيارة ، وشفي بغير أية عاهات أو مضاعفات.
وختم الزوج عبارته قائلاً :
” سنة أكرمنا الله بها وقد إنتهت بكل خير “.
الخلاصة
لاحظوا.. نفس الأحداث لكن بنظرة مختلفة..
دائماً ننظر إلى ما ينقصنا ؛ لذلك لا نحمد الله على نعمه …..
وننظر إلى ما سلِبت الحياة منا ونُركّز عليه …
لذلك نقصّر في حمده على ما أعطانا..
قال سبحانه وتعالى :
“وإنّ ربَّكَ لذو فضلٍ على الناسِ ولكنَّ أكثرَهم لا يشكرون”
اللهم إجعلنا من الشاكرين الذاكرين وعند البلاء من الصابرين.
ليتكم تشكروا الله لتدوم النعم .