د.سمير المصري يكتب.. { بين العيب المجتمعي والإهانة هل يمكن للمرأة طلب الزواج من الرجل ؟ }
رسالة من بريد القراء ….
أنا سيدة مطلقة عندى ٤٠ سنة وعندى ٣ أولاد ، لي زميل معانا فى الشغل عنده ٤٩ سنة رجل شيك ومحترم جدا وجاد فى تعاملاته ، أعزب حتى الآن ،
كلنا عارفين إن ده بسبب والدته مريضة بأمراض مزمنة، بعد ما ساعد فى تزويج اخوته ساء وضع امه الصحى ، قرر يتفرغ لها ويرعاها علشان يقدر يوفر لها مصاريف العلاج . علي فكرة … الكلام ده احنا عارفينه من بره مش هو الى حكاه … وبدون الدخول فى أى تفاصيل تانية أنا عرضت عليه الزواج وفهمته انى مش عايزة منه حاجة ، وهساعده فى خدمة امه ومصاريف علاجها كمان .
كان الرد انه شكرنى على حسن ظنى بيه ، وفهمنى إنى معملتش حاجة حرام لكن هو واخد قراره من زمان والعمر ضاع ، وحتى لو قدر الله شئ آخر لا يمكن يقبل يتزوج من أجل الماديات والمساعدة فى المصاريف … والجو ده !
طبعا… مش مهم تعرفوا رد فعلى المهم دلوقت اننا عرفنا انه هيسيب الشغل وبيدور على شغل تانى ، رغم انه اخد وضعه فيه ، ومستحيل هيلاقى شغل تانى بنفس المميزات والراتب .
صاحبتى بتقولى ان غالبا أنا السبب وهيسيبلك المكان كله علشان الإحراج هل فعلا ده الى ممكن يكون بيدور فى دماغه؟
حاسه بالذنب وطيب لو ده صح أقنعه ازاى انه ميسيبش الشغل وهل ممكن أقدر أفتح معاه موضوع الزواج تانى ولا خلاص كده..بجد مش عارفة أخد قرار ومش عارفة حتى أتكلم معاه ازاى علشان ميسيبش الشغل ولا اقوله ايه؟
هل يمكن للمرأة طلب الزواج من الرجل ؟
قد يكون طلب الرجل الزواج من الفتاة، والتقدم لخطبتها أمرا بديهيا وطبيعيا جدا، لكن ماذا لو بادرت الفتاة لطلب الزواج من الرجل، وصارحته برغبتها في الارتباط به إذا أعجبت بأخلاقه، والتزامه، ووجدته فارس الأحلام أو ما ترضاه كزوج دينا، وأخلاقا.. هذا ما قد لا يرضاه المجتمع، ويدرجه ضمن طائلة العيب، بل ويثور على الفتاة، ويصفها بأبشع النعوت من … الجريئة، والمنحلة.
فالمرأة في نظرهم لا تخرج عن إطار التهذيب المجتمعي والحياء والخجل الأنثوي، والقيام بمثل ذلك هو وقاحة، وانحراف عن حدود المجتمع، وغير مقبول، إذ عبرت عن مشاعرها ورغبتها في الارتباط.
وهناك من يذهب إلى أبعد من ذلك ليراه تقليلا من قيمة المرأة ، وإهانة لها ، باعتبار الرجل هو المبادر الوحيد في العلاقات، وبناء العائلة، وهذا يدخل ضمن قوامته .
وقد يشعر الرجل بفقدان رجولته إذا كانت المرأة المبادرة. مع أن المجتمع بات يتقبل فكرة المرأة العاملة المعينة للبيت والأسرة، وصار الاعتماد على دخل المرأة كضرورة ملحة خلقتها الظروف المحيطة، إذ أن مساهمتها في إعالة عائلتها لا تقل أهمية عن مساهمة الرجل.
من جهة أخرى، للمرأة الحق في اختيار شريك حياتها، لكن هذا الحق ينحصر في قبولها للخاطب أو رفضه، وليس المبادرة في طلب الارتباط مع من تراه مناسبا كشريك لحياتها.
ومع أن رجال الدين، والفقهاء لا يرون ضررا في ذلك، ويستدلون في ذلك بالسيدة خديجة رضي الله عنها، وطلبها للزواج من النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وذلك لم ينتقص من قيمتها، وظلت عزيزة بين قومها، وكما أن هذا الأمر لا يختلف عن طلب الفتاة لأقاربها أو صديقاتها بذكر سيرتها أو اسمها في حالة طلب خاطب من معارفهم أن يبحثوا له عن زوجة مناسبة، وهذا نوع من طلب الارتباط من الرجل لكن بطريقة غير مباشرة.
ولكن تجد ….
هناك نساء يرفعن شعار المساواة مع الرجل باستثناء طلب الزواج