توب ستوري

ماري ميخائيل تكتب .. عامي السابع والعشرون





إنه اليوم الأول الذي أدخل به عامي السبعة وعشرون ربيعاً ، كل سنة في تاريخ الاحدى عشر من نوفمبر أودع عاماً من حياتي وأدخل عاماً جديد.


ما زلت أحزن لأنني كبرت سنة.

لقد أصبحت شابة ولكنني أعلق طفولتي زينة معي أعلق ذكرياتي سنسال في عنقي ويبهرني قوس قزح بعد كل مطرةٍ تهطل و ما زلت أنتظر الصيف لأذهب لمدينة الملاهي مع أصدقائي ونأكل حلوى غزل البنات والآيس كريم بنكهة الشوكولا و الفانيلا.


لقد أصبحت شابة وأدركت أنني أزداد نجاحاً وكبرت وكبر طموحي معي فأحلامي التي حلمتها منذ الصغر تحققت ، وأدركت أن الحياة أكبر بكثير من أن أقضيها أمسح دمعتي على أحد لم يدرك قيمتي إن كان حبيب أو صديق/ة وعرفت أن الإنسان يكبر بنجاحه وصعوده للقمة التي سقط مرات عديدة للوصول إليها بعد تعب وجهد.


لقد أصبحت شابة ولا زلت أكره يوم الأربعاء في منتصف الأسبوع لأني فقدت جدي به وصديق أبي الذي يحبني ، أكرهه لأني واجهت به كل الأشياء السيئة.


لقد أصبحت شابة ولا زلت أكره اللون الأحمر لأنه يلفت الجميع ولا يلفتني أبداً وأكره القهوة ولا أتلذذ بنكهتها ولا أربطها في عشقي للقراءة والكتابة مثلما قنعتنا مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الظاهرة بين حب القهوة وحب الكتب ، فأنا هكذا لا تلفتني الأشياء المحببة للجميع. 


لقد أصبحت شابة وأدركت أن الجلوس مع كتبي المفضلة أجمل بكثير من الجلوس مع أصحاب الجلسات الكاذبة والسطحيين الذين لا تغريهم إلا مظاهر الحياة أحياء دون جوهر نظيف فأنا أنثى لا تستهويني وتغريني المظاهر ولا الاهتمامات المادية بل تعجبني معنوية الأشياء مثل ابتسامة أطفال الشوارع💔ورائحة الكاردينيا لطالما بقيت زهرتي المفضلة وأحب لون الزهر لأني أشعر عندما أرتديه أني طفلة ناضجة.

أحب نفسي وتناقضاتي واهتماماتي التي لا تلفت إلا من تشبه روحه روحي.


لقد أصبحت شابة وعرفت أن أصدقائي الحقيقيين هما كراستي و قلمي اللتان كبرتا معي منذ عمر السادسة عشر واللتان أكتب بهما هذا النص في يومي الأول من عامي الجديد وأهدي هذا النص لنفسي.


كل عام وأنا أزداد جمالاً جوهرياً وثقافة وطموح ونضج وأحلام وردية لا نهاية لها.

كل عام وأنا مكللةٌ بتاج من نجاح إلى نجاح.

كل عام وأنا أكبر وأكبر وتكبر معي أحلامي.


كاتبة سورية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى