فاينانشيال ميرور: العلاقات المصرية القبرصية تحافظ على استقرار شرق المتوسط
ذكر موقع “فاينانشيال ميرور” الإخباري القبرصي، إن كون العلاقات القبرصية المصرية في أعلى مستوياتها حاليا، هو تقييم يمثل حقيقة لا جدال فيها.وأكد الموقع – في تقرير عبر موقعه الإلكتروني اليوم الأحد- أن مصر تنخرط بشكل كبير في تأمين السلام والأمن الإقليميين من خلال الحفاظ على مبادئ القانون الدولي ولعل أفضل الأمثلة هي اتفاقية التعاون الثلاثي بين قبرص واليونان ومصر والاتفاقيتين الأخريين الموقعتين بين اليونان ومصر.
وشدد التقرير على أنه مهما حدث، فإن العلاقات القبرصية المصرية في ازدهار وستستمر في التعزيز بين الجانبين، مشيرا إلى أن قبرص تحتاج -أكثر من أي وقت مضى- إلى شركاء لديهم التزامات مبدئية.
وقال إن موقف القاهرة وسياساتها الرافضة للاحتلال والإصرار على حلول تفاوضية سلمية، فضلا عن رفضها الواضح لفرض الأمر الواقع الذي يتجاهل القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن هي السمات المميزة لشريك مثل مصر يشاطر قبرص في رؤية حل قابل للتطبيق وموحد للبلد.
وفي ظل كل هذه الأمور، يمكن الوصول بسهولة إلى نتيجة مفادها أن قبرص ستكسب الكثير من الاستثمار في شراكتها الاستراتيجية مع مصر، ومن المؤكد أن مثل هذه الشراكة ستسهم في تحقيق الاستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط لصالح المنطقة وأوروبا والعالم قاطبه.
وأضاف: يجب أن نعود بالزمن إلى الوراء لتتبع تاريخ علاقات قبرص مع مصر الفرعونية، ففي كتابه الثاني للتاريخ، ذكر المؤرخ اليوناني هيرودوت أن الفرعون أماسيس كان أول رجل استولى على قبرص وأجبر الجزيرة على دفع الجزية، ومع ذلك هناك قصة أخرى وردت في مراسلات الفرعون أخناتون مع ملك ألاسيا القبرصي تخبرنا أن الجزية التي تم دفعها كانت بادرة امتنان للمصريين على هزيمة الهكسوس مما سمح للقبارصة بمواصلة أنشطتهم التجارية في المنطقة.
وتابع التقرير أنه بعد استقلال قبرص عام 1960، خلقت الصداقة القوية للأسقف مكاريوس مع الرئيس جمال عبد الناصر، الأجواء التي عززت الصداقة والتفاهم الصادقين بين شعبينا.
وبشكل عام – في الإطار الأوسع لشرق المتوسط – فإن دور مصر له أهمية قصوى بسبب التحديات والتطورات الأخيرة في المنطقة.
فقد طور البلدان شبكة تعاون في هذا الإطار في مختلف المجالات ويأتي في المقام الأول مجال الطاقة الذي كان بمثابة حافز لهذا التعاون.. مشيرا إلى أن حقول الغاز المكتشفة حديثا في المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية اكتسبت مؤخرا أهمية كبيرة، وذلك نظرا لعواقب الحرب في أوكرانيا التي كان يتعين على أوروبا مواجهتها.
ومن ثم يتعين ربط إمكانات الطاقة القبرصية بإمكانيات مصر قبل إعادة تصديرها إلى أوروبا، وأشار التقرير إلى أنه من بين الأمور التي تبشر بالخير هو أنه تم توقيع اتفاقية بين قبرص ومصر لربط أفروديت، وهو أكبر حقل غاز قبرصي، بمحطات التسييل المصرية.
وأوضح أن توقيع مذكرة التفاهم بين قبرص ومصر واليونان لمشروع توصيل الكهرباء يحمل في طياته إمكانات هائلة لتوصيل شبكات الكهرباء ليس فقط من الموقعين الثلاثة ولكن أيضا من القارتين معا، وبالتالي تنويع مزيج الطاقة وتعزيز استقلال الطاقة في أوروبا.
ووصف التقرير دخول مصر في شراكة مع دول المنطقة (قبرص وفرنسا واليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين) عام 2019 في منتدى غاز شرق المتوسط، ومقره القاهرة بأنه كان أمرا مفيدا للغاية إذ يجمع هذا المنتدى الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات المالية لمناقشة تشكيل سوق غاز إقليمي تنافسي.
واعتبر فاينانشيال ميرور أن المشاكل العاجلة الناجمة عن تغير المناخ وضرورة اتخاذ إجراءات لمواجهتها منح فرصة أخرى للتعاون بين قبرص ومصر للارتقاء بأولوياتهما الوطنية إلى المستوى الإقليمي والدولي.
ولفت إلى أنه خلال مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 27)، ترأس رئيسا قبرص ومصر القمة لتقديم مبادرة تغير المناخ لشرق المتوسط والشرق الأوسط بقيادة نيقوسيا، مؤكدا أنه من خلال التعاون فقط يمكن تنفيذ توصيات خطة العمل الإقليمية للمبادرة.
واستكمالا لأوجه التعاون بين مصر وقبرص، تطرق التقرير القبرصي إلى مجال الدفاع، وذلك من خلال المشاركة في التدريبات العسكرية المشتركة وتبادل الزيارات العسكرية رفيعة المستوى وتوقيع الاتفاقيات الثنائية. واختتم قائلا إن فثمة إمكانات عالية للتعاون الاقتصادي على أساس مجموعة واسعة من الامكانات في التجارة والاستثمار.