على أنغام أندلسية رقصت هذه المقطوعة الأدبية بقلم الشاعرة المغربية الأندلسية نادية عمران
حرية الليلة
تشا تشا تشا
شفق أحمر سيجمعنا
أمزجي الألوان بمشطة شعرك
أتركيني أتمتع بجمالها ، طيري
بين المقابر و المدن العامرة
الليلة قيامة حب و رقص
فكي أيدي من جدائل ممنوعة
رشي سحرك ، أعقدي و أنفثي
ثلاتا و عشرا
عوديني بتعويدات الرقص
فجميع الطابوهات الليلة
يا فاتنتي بمفتاح عينيك ستنحل
عودك الفتان صكوك غفران
صلاة و نوافل و تواب
الليلة يا حبيبتي
كل الذنوب ستمحى بماء المطر
موسيقى عاشقة
الليلة أنت العطر
سفر ممتع في جسدك
مفاتنك قد قضت وحدتي
هيا …أسرعي…هاتي ما عندك ،
فرياحك الموسمية
و غيومك تجلب لي
أجمل الأفراح
غوصي في جسدك و أخرجي بما أوتيتي
و هاتي لي الحرية …تعالي في رقصك
أنزفيني و حريريني من الصخر
زنين ذبابة ستقلع الحرب من مفاتنها
و طنين نحلة ستتورد فيها الأرض
أنت ألهة جميلة
تجمع بخديها بين السماء و الارض
نبتة نعناع أخضر ،و حبق فاح بالجمال و بالسحر
قدماك جبال تهتز ، و نهديك براكين تتفجر
أدويسة أنت رومانية ،في أرض معارك
يشتد فيها الصهيل
موسيقى النصر ترفع على يديك
و عواء الذئاب في ليلة مقمرة تعانق الفرحة
شعرك الفحمي ، يتطاير في كل الارض
فمك قنبلة و غناؤك تشرق منه الشمس
راقصة تتمايل بين عناقيد الحب
و قمر يضيئ المكان
أرقصي ، تمخثري يمينا شمالا
فأنا الليلة عاجز عن الوصف
قصائدي ، تشجنت ,فقد أبهرتيها
جمالك لا يضاهيه أحدا
أنت البحر ….لا لا لا أنت البدر
محكوم أنا بالاعدام شنقا
و الليلة أنت منقذتي
تمردي يا إمرأة على الكل و لا تمتثلي
غوصي في جسدك و هاتي الأجمل
الموسيقى تشتد ،
صعوباتي تختنق…
صدري من وساعته يتفجر بحر
الليلة سأثمل معك بخمر الحبق
كلي جسدك و جسدي
بمضغة واحدة
و عودي لصياغتي على خصرك بلطف
تراقصي كالالماس على روحي
ميلي كالبلور في المصابيح
أنثري نفسك بين أحضاني…
أغرفي في وجهي ذاك الحلم الفضي
هدهدي و زغردي و غردي
الليلة هي لك و إفعلي ما شئتي
عودي حورية من البحر
غني على الوتر
كيري جميع طابوهاتي
و إجعليني خيط ريح
هاتي يداك عانقيني ،
إهتزي ، طيري
أخرجيني في خيباتي…أعيديني للحياة
لأموت في يديك ،
و لأعود شجرة تتمايل مع الرياح .
سيدي :
لا فائدة من الموت … سأموت في الرقص ،سأقتل نفسي بالرقص و بالقصائد و بالموسيقى ،فالليل سيعزف الكمان على ألحانه للخلود ، سينطق الناي عن أحزانه و لعل الترنيمة ستعيد الإيقاع إلى صعود الخصور الجميلة إلى الميلان في رطوبة كأغصان الشجرة … سأرقص لأعود حية ترزق ، فالرقص حياة ، أنا أؤكد وجودي لا غيابي …برقصاتي ستحدد هويتي و وطني و هويتي هي العالم ككل ، أنا مجرد ثمرة كومثرى من سلالة عميقة راقصة ، و كذلك سنبلة خضراء ستزررع يوما ٱلى الآفاق المقبلة ، سيخرج من أبنائي حضارات للرقص .
عوذيني بتعاويذ الرقص …
كنت أذكر يوما ….
ليلة طويلة جدا ، أضواء خافتة ترسم على سمائه بعض السحب . هدوء يصفع جسدي ، لكن في الحقول هناك حفلات رقص لصراصير تمتلئ بالحياة ، و من يشبهها فرحتها لا يضاهيها أحدا … هنالك المتعة في ليل صيفي قروي جميل …فإنها التراب يحضنها و نسمات الصيف تعطي نكهات يبوسة و جفاف لكن فيه تلتهب المشاعر و تغني في سعادة تامة.
ثبغ صيفي …
صيف يلف أوراق ثبغه بهدوء و بغموض و بعشق يلفها في سيجارة حب و على نور القمر يدخنها ، تشتعل المتعة مع القمر تتوهج نجمة قطبية ، و على ذلك الجبل يتكلم الصمت باعلى صوته ، إنني هنا أسمعه بعمق … الليلة ليلة إيحاءات فلكلورية لكائنات لا تعرف النفاق…هنا الليل و النجم و القمر و الحب….جسدي يريد أن يقفز ..من أول شعرة إلى أخمس قدماي… جسدي يريد معانقة التراب في لذة ، قدماي حافيتان بدون حذاء و لا كعب عالي ، إني ألتمس التراب ، إني فرحة جدا بما سأقوم به ، جاذبية قسوة تملأ كل الفراغات التي تحتها الزمن ذات وقت ، أريد أن أتلولب أن أحضن التراب بدراعي ، لا يهم من أن أتعب ، رحلتي في الرقص ستبدأ لطالما تمنيت حضن الأرض و أنا حية لتشعر بهذا العشق من إبنة طين إلذي أن دائما أعطانا الحب و الحنان …فالتلاصق بين جسدي و جسد الأرض سيعطيني القوة للحياة لكي أصبح حرة قوية جميلة ، إمرأة راقصة في الوجود …لا يهم إن إتسخت فالأرض ترابها طاهر يتمم به و هو طهارة من كل جنب .أريد تكسير الطابوهات الممنوعة أريد الانطلاق إلى المستباح ،أريد أن أندمج مع نفسي الليلة..
حوليني في جسدك إلى عطر …
.
جسدي سيتحول من جسد خامل ٱلى جسد فراشة تتحرك تطير بكل عفوية يمينا شمالا فوق تحث ، تطير نحو الجبل و ترفرف فوق الحقول بالليل متاعة هواها حدسها على نور القمر ، رذاذا الإهتزاز يعلمها بٱتجاهات الجسد ، حركات دائرية و أخرى مبهمة تجسد لغة الرقص …
إنني أتمرد عن نفسي عن وطني و عن جمودي ، أريد أن أغيب عن نفسي لكي أجد نفسي التي ماتت في منذ زمن بعيد ، لعلني أخلق من جديد بين حركات الرقص الجنونية ، الليلة سأمزج العالم بين أناملي ، سيكون كثلة واحدة و روحا واحدة و جسدا واحد منا بين يدي و كأنه عجينة قمح طرية ، الليلة مزيج في عدة رقصات فلكلورية .سأتكلم عن أبجديات ضاعت مني سنينا ، بأظافري سأجثتتها من مكانها لترى الضوء ، العتمة أحيانا راحة و الرقص في العتمة متعة عارمة لا تنتهي ، جسدي كان يابسا و الليلة بين الخمر و الرقص سيرتوي كليا …سأصبح مطرا و شجرا طريا في جسد صلب ، العود سيلين على أنغام الموسيقى . العالم مضغة في جسدي ،و الرقص سراطا جميلا لا عبثا فيه ،…الليلة سأغرق بكل حبور سألتف على نفسي كالحية و أخرج منها كل ماهو مكبوت….الرقص فيه طهارة للنفس الرقص لغة من لغة الحضارات…و أنا سارقص الليلية ، من كل حضارة سيأخد لغة و يلبسها فستان مفصل على جسدي ، لغة شوق زاهية بالألوان الزيتية و الطبيعية…
دردشة ليل ، إعتقيني من اللوم….
زنين ذباب راقص في الأجواء و على المائدة قهوة سمراء ساخنة…
أنا سكران ،أنتظر أن أصحو لكي أخلد في متعتي ، جرعات من السعادة الفائقة الزائدة .
نما أمطر فإنني سأمطر رقصات على الأرض ستخضر فصلا ربيعيا جميلا .سأقتلع الحزن من الفصول .
و حينما سأمطر رقصا فإنني سأمطر لغات متعددة ولد ا فيها لشعر من مخاض سلس مرن لزج رطب و من جسد صاحب بالحياة.
صحوة موت و حياة …زلزليني…
لا أريد الصحوة ، الصحوة تقتلني ،و تعيدني إلى الوقوع في شبكة معقدة من الذكريات ٱلحزينة ،… ليل و مرايا تخترق جسدي مضيئة كالنجوم على أنغام الموسيقى ، سترفع دراعي إلى الأعلى املئي سماء الصيف بنكهات الفرح ، و من سمائه سيرقص رعدا و برقا ، الليلة متعة ، حركات إنسيابية من جسدي سيقتلع شحنة الظغوطات النفسية …..
الليلة أريد أن أرقص ، الذباب لا يعرف الجلوس في مكان جسده في كل مكان ،و أنا أريد أن أشبه ذلك الجسد الذي لا يعرف التعب ، الرقص ملائم جدا لحالتي ، الرقص متعة و لغة و سيرورة حياة .
تمتعي بين أحضان الليل
هزي كفيك…هزي خصرك
طيري بقدميك و إنسي الألم
متعة و نشوة…و جسد مرن
تشا تشا تشا…
الشاعرة المغربية الأندلسية