بحسب علم النفس التنموي الطفولة او المرحلة العمرية بين الرضاعة والبلوغ تشتمل على العديد من التقسيمات بناء على التطور العمرى للطفل اذ ان كل مرحلة تتميز بالعديد من الخصائص والسمات، وتختلف فيها طريقة التعامل مع الطفل نفسه. لذا على الوالدين معرفة كيفية تنشئة وتربية الطفل التربية السليمة التي يمكن من خلالها التعرف الى مهاراته والعمل على تنميتها. تقسيمات مراحل الطفولة المختلفة يمكن التعرف اليها خلال الفقرات التالية، حتى يمكننا التعامل مع أطفالنا بكل راحة.
تقسيم مراحل الطفولة
يمر الإنسان بثلاث مراحل مختلفة حتى يتم البلوغ ويصبح شابا، هذه المراحل الثلاث هي مرحلة الطفولة المبكرة أو مرحلة الروضة من 4 – 6 سنوات، مرحلة الطفولة المتأخرة والتي تبدأ من سن المدرسة 6 سنوات – 12 سنة، ثم بداية فترة المراهقة التي تبدأ من عمر 12 – 16 سنة.
مرحلة الطفولة المبكرة: تشهد هذه المرحلة تغيرات كثيرة تطال البنية الأساسية لجسم الإنسان، بحيث يبدأ مظهر الطفل في التغير من شكل الرضيع إلى شكل الطفل الصغير، ويظهر على الطفل تحسن كبير في قدرات الإبصار والخصائص الإدراكية ويبدأ مرحلة جديدة من القدرة على ربط الأشياء ببعضها البعض. كما يبدي الطفل في هذه المرحلة تطورا كبيرا في المشي والجري، ويستطيع القفز وصعود السلم من دون الحصول على مساعدة. ويبدأ الطفل في تكوين الجمل المفهومة مع بداية العام الثالث، على أن يبدأ في الجمل المركبة بعد ذلك.
مراحل نمو الطفولة
خلال هذه المرحلة يشهد العالم الخاص بالطفل اتساعا كبيرا، بحيث يدخل إلى عالمه العددي الكثير من الشخصيات مثل المعلمة في الحاضنة التي يتردد عليها، وزملائه فيها، ويبدأ في تكوين شبكة العلاقات الاجتماعية مع كل هؤلاء الاشخاص المحيطين به، وتتسم هذه الشبكة بالبساطة.
مرحلة الطفولة المتأخرة: تتميز هذه المرحلة بظهور الفروق الفردية في البنية الجسمية بين البنات والأولاد بحيث تبدو البنات أكثر طولا. وقد أرجع بعض العلماء ذلك لأن الذكور يبدو أن في البلوغ قبل البنات. ويفقد الطفل أسنانه اللبنية مع نهاية هذه المرحلة العمرية وتصبح الأسنان الموجودة أسنانه الثابتة.
تتحسن بشكل كبير القدرات الحركية للطفل بحيث يمكن للطفل اللعب بمختلف الألعاب الرياضية، وتكون لديه طاقة كبيرة لمزاولة أكثر من لعبة رياضية. ويتمكن الطفل بداية من السنة السادسة من عمره من الالمام بمهارات مساعدة الذات كالأكل والاستحمام واللبس.
مظاهر النمو المختلفة عبر مراحل الطفولة
تنمو الحصيلة اللغوية للأطفال بشكل كبير خلال تلك المرحلة، بحيث تظهر لديه القدرة على بناء كل أنواع الجمل، ويبدأ الطفل أيضا في الميل الى المشاركة الاجتماعية أكثر والاختلاط بشكل كبير مع الزملاء في المدرسة، ويصبح أكثر اهتمامًا بواجباته تجاه الآخرين.
يتعين على الأب والأم تأسيس مجال الحديث المشترك بينهما وبين طفلهما الذي أوشك على دخول مرحلة المراهقة حتى يستطيعا التفاهم معه بشكل مناسب.
مرحلة المراهقة: تشهد هذه المرحلة تغيرات كبيرة على الطبيعة البيولوجية بجسم الطفل الذي يتحول الى ذكر بالغ وأنثى بالغة، هذه التغيرات تشمل حجم الجسم، نسب أعضاء الجسم، نمو الخصائص الجنسية الأولية، نمو الخصائص الجنسية الثانوية، وتغيرات أخرى في الطول والوزن.
مراحل النمو في الطفولة المتوسطة
يظهر في هذه المرحلة استخدام التفكير الذي يسمى التفكير باستخدام العمليات الصورية أو الشكلية العمليات الرسمية، وهو ما يمكنه من التعامل مع العموميات المجردة من حوله كمفاهيم الحرية والعدالة.
يبدأ المراهق في هذه المرحلة في إدراك المستقبل والعمل على وضع أهداف طويلة المدى، تلك الاهداف التي تحدد مستقبله بشكل كبير. ويلاحظ على المراهق خلال تلك الفترة التخبط الاجتماعي في شبكة العلاقات الاجتماعية التي كونها خلال المرحلة الماضية، وقد يحافظ عليها بناء على التغيرات الشخصية التي طرأت عليه، إلى جانب قدرة الجماعة الاجتماعية أو الشلة الخاصة به على تلبية الحاجات التي يريدها.
تظهر لدى المراهق خلال تلك الفترات العديد من الصراعات سواء مع الأصدقاء أو الوالدين في المنزل، ويسعى خلال تلك المرحلة لأثبات صحة آرائه، ويميل إلى أن أي نقد لفكرة من أفكاره هو نقد شخصي له. يجب تدريب المراهق والوالدين على المرونة في التعامل مع الأفكار وضرورة التوصل لحل وسطي يرضي الجميع.
