دكتور باسم أيوب.. هل مرض السكر من النوع الثاني رفيق رحلة العمر اللدود؟
هل تعلم عزيزي القارئ أن ١٠٪ تقريبا من الشعب الأمريكي يعاني من مرض السكر وأن حوالي ٩٥٪ النوع الثاني الذي يسميه البعض الآن في الوسط الطبي Diabesity لشدة ارتباطه بالسمنة التي بدورها شديدة الارتباط بالأكل الصناعي الذي لطالما وصفته ب”السعرات الفاضية” في منصات السوشيال ميديا وأحاول جاهدا أن ارفع الستار عن مساوئ بل كوارث الاكل السريع الهزيل المريع الميت وفاقد الشيء وهو الحياة فلن يعطيها!
مرضا لا نبالغ إن وصفناه بوباء العصر، وهو مكلف جدا لدرجة لا يتخيلها البعض حيث يكلف مرض السكر ومشاكله ومرض السمنة ومشاكلها معه عموما دولارا $1 من كل $4 دولارات تصرف على صحة الشعب الأمريكي الذي تخطى ال ٤ تريليون دولار وهو أكثر من ١٢ ألف دولار سنويا لكل مواطن أمريكي وما يمثل حوالي ٢٠٪ من الدخل القومي للولايات المتحدة الأمريكية GDP، ولقد تخطت التكاليف ربع التريليون دولار 250,000,000,000$ وهذا دون النظر إلي الخسارة الفادحة في الإنتاج القومي بطريقة غير مباشرة بسبب الغياب عن العمل بسبب مشاكل هذا المرض الصحية وهي خسارة أخرى حوالي ١٠٠ مليار دولار وهذا ما يتخطى ال 350,000,000,000$ و هو ما يقترب من دخل قومي لبلاد عربية منها مصر وقطر على سبيل المثال! وهذه النسبة المخيفة و التكاليف الباهظة أو بالعامية المصرية الخزعبلية بأي مقياس تتطلب أكبر قدر من الاهتمام خصوصا عندما نتكلم عن مرض ٩٥٪ منه هو مرض السكر النوع الثاني القابل للشفاء بنسب عالية! نعم عزيزي القاريء صدق عينيك لقد قرأت “قابل للشفاء” بجوار مرض السكر النوع ٢ وهذا ليس تناقض جملة Oxymoron, المرض الذي هو بمثابة القاتل الصامت لكنه يتربع على عرش الأمراض القابلة ليس للعلاج فقط بل الشفاء التام أو على الأقل الإكلينيكي Clinical Remission وأيضا في الكثير من الأحيان وتبعا للكثير من الأبحاث على الأخص في عالم التغذية Nutrition Science ، قد تتراوح نسب الشفاء من النوع الثاني من ٣٠ إلى ٧٠٪ وهذا يعتمد على عوامل كثيرة منها الطريقة والجينات والأسباب وفترة الإصابة!
للأسف الشديد ويحزنني جدا شخصيا أن يصاب معظم من مرضاي بالذهول حينما يسمعونني أبشر بطرق وأساليب الحياة التي تجعل مرض السكر يتراجع إكلينيكا ومعمليا حيث يتم تشخيصه عندما يصل يتخطى سكر الدم الصائم 126 mg/dl أو السكر التراكمي أكثر 6.5 %، حيث مع تغيير أسلوب الحياة الذي سنتكلم عنه لاحقا تتراجع النسبة التي تصل للضعف أحيانا 14% HBA1C وتنزل إلى أقل من 6.5% بل وأقل من 6.4-5.7% حيث تكون مقاومة الإنسولين ومرحلة ما قبل السكر ٢ PreDiabetes , ومثله أيضا أبشر بإمكانية شفاء مرض الضغط المرتفع و تصلب شرايين القلب والمخ والأوعية الطرفية والتهابات الأعصاب الطرفية والدهون على الكبد، حيث أتعجب جدا أن تكون أول مرة يسمع فيها مريضي عن إمكانية الشفاء من هذه الأمراض القابلة للشفاء Reversible Diseases وبكل بساطة ودون تعقيد! ولكن الحقيقة تأخذ وقتا مطولا فلطالما جلست بجوار مريضي على كرسي مخصص للعائلة! لكي أسلط الضوء على ما أدعوه مثلث برمودا Bermuda Triangle ، وقد يكلفني هذا ساعة كاملة من يومي ولكنها المحاضرة الصغيرة Spiel اللي يحتاجها مريضي لكي يعرف مربط الفرس؟! ولكن ما هو هذا؟! لهذا أخط هذه المقالة يا عزيزي القارئ وأرسلها عبر أثير السوشيال ميديا مباشرة إليك علها تساعد أن تمنعك من الإصابة بكل هذه الأمراض أو قد أكون أكثر طموحا وتفاؤلا ولكن هذا إنما نابع من ثقتي بالعلم الحديث وخبرتي الشخصية الأن مع الألافات من المرضى التي اتبعت هذه الطريقة الحديثة وكان التحسن والتخلص من هذه الأمراض نتيجة مباشرة ملحوظة في غضون شهور قليلة! ومنهم من كان على أكثر من ٢٠ دواء وأضطر لإيقاف معظم الأدوية لعدم الاحتياج اليها مع متابعة اطبائهم وهذه دائما ما تموت مفاجأة سارة بعد سنين في قيود وغلاغيل زنزانة طب العقاقير بس! Pill For An I’ll Paradigm
عزيزي القارئ
علك تظن مع الكثيرين أن المشكلة تبدو چينات فقط وقسمة ونصيب ولكنها ليست الحقيقة كلها و غالبا معلومات مغلوطة خصوصا من وجهة نظر الطب الوظيفي والتغذية العلاجية الذين لا يعتمدون على العقاقير والأدوية فقط، فعلميا نعرف الآن أن علم التخلق Epigenetics و Gene Expression و هو بكل بساطة دور الأكل والرياضة والنوم والتلوث والتدخين والسموم والمضادات الحيوية والبيئة المحيطة في التأثير بطرق كثيرة نعرفها وأكثر نغفلها في التسبب في وجود مرض الضغط المرتفع والسرطان وتصلب الشرايين ومقاومة الإنسولين وهذا الأخير يمهد الطريق لمرض السكر النوع الثاني! وهذا تم إثباته مثلا في التوائم المتطابقة Identical Twins الذين رغم “تطابق” چيناتهم ولكن عند تعرضهم لبيئة محيطة مختلفة (مذكورة أعلاه أمثلتها الكثيرة) تكون أمراضهم وحياتهم وصحتهم وأطوالهم وأوزانهم وحتى أشكالهم بعد ٢٠-٣٠ سنة مختلفة تماما Epigenetics (القصة مش بس جينات يا حضرات)!
يتعجب الكثيرون عند سماعهم أن مقاومة الإنسولين غالبا ما تعني خصوصا في بدايات المرض الذي هو تمهيد لمرض السكر النوع ٢، أن الإنسولين متوفر بل زائد عن الطبيعي وقد يكون أضعاف الأرقام الطبيعية في الصيام أو بعد الأكل، وأن المشكلة ليست قلة هذا الهورمون الصديق “اللدود” لأنه بدون إنسولين تتوقف الحياة الأدمية ونموها كما نعرفها ولكن كما يقول المثل “الزايد عن حده يتقلب ضده” أو بالإنجليزي على رأي عملاق الأدب الإنجليزي شكسبير منذ أكثر من ٤ قرون حينما قال وعلمنا Too Much Of A Good Thing والإنسولين قد يكون يكون فعليا “صديقك اللدود” لأنه مع زيادة السكر المرعبة إلى حوالي ٥٠ ضعفا يوميا، نعم حضرتك قريت الرقم صح! ٥٠ ضعفًا يوميا وسنويا، بحث NHS كشف عن استهلاك السكر للفرد سنويا في عام ١٧٠٠ حوالي ٣ رطل سنويا والآن وصل إلى أكثر من ١٥٠ رطلا سنويا للأسف وهو ما دفع بالإنسولين عبر حافة الخطر وال Inflection Point وأصبح عدوا لدودا “تقاومه” كل خلية في أجسامنا! بسبب المشروبات الغازية والعصائر والحلويات الصناعية والبيتزا والسكر المضاف على معظم المأكولات الصناعية مثل الكاتشاب وإضافات السلطات Salad Dressing وحتى الشوربة السريعة، عزيزي القارئ قد يصعب عليك الآن أن تجد أكلا معلبا أو مكيسا أو مصنعا دون إضافة سكر إليه لأن “بيبسط الزبون” وإدمان علميا ومعمليا مما يؤدي إلى الجوع السمي Toxic Hunger رغم تخطي السعرات اليومية لضعف الاحتياج أحيانا ولكن تجد نفسك تقول “أنا لسه جعان” لأنه أكل إدمان السكريات والكربوهيدرات البسيطة والأهم من كده الخالي من كل مقومات الأكل الأخرى الطبيعية التي وضعها الخالق في “اكل ربنا” من انزيمات وفيتامينات ومعادن ومضادات أكسدة ملفوفة كهدية بيد الخالق في أروع أكل “غذاء الجسد وشافيه من كل أسقامه” والذي من شأنه طمأنة الجسم البشري على الحصول على ما يكفيه ليس فقط من السعرات الحرارية والكاربوهيدرات والبروتينات والدهون بل من المغذيات الصغيرة Micronutrients فيسبب شبعا حقيقيًا دون حرمان ودون اكل مضادات حيوية ومسرطنات ومواد حافظة ومكسبات طعم “مخسرات صحة” والعديد من المعادن الثقيلة والسموم التي لا يجب وجودها في أجسامنا أصلا!
أصبح العدو الأول لنظام الحكم في الجسم الأدمي Defacto Enemy Of The Human Body State و بعد أن كانت كل خليه من خلايا الجسم تتوق وتشتاق لما يجلبه الإنسولين هورمون النمو الشهير وحديثا Nutrient Sensor من طاقة اسمها السكر يتم تحويلها إلى طاقة في صورة عملة ال ATP Proverbial Energy Coin وهو ما لا تستطيع أي خلية أن تعيش دونه ولكن فيضان سعرات الاكل الصناعي وال ٥٠ ضعف كمية السكر اليومية والسنوية أدى إلى خلل وظيفي بالخلايا ، وللتبسيط إلى ما يمكن وصفه بتسمم سكري Gluco-toxicity بسبب فيضان السعرات وشلالات السكر التي لا تتوقف مما جعل الخلايا تكتظ بالسكر التي باتت لا تحتاجه بل تقاوم دخوله عن طريق رفض التعاون مع ناقل السكر في الدم الذي يفرزه البنكرياس المدعو هورمون الإنسولين Insulin فتقلل فتح أبواب مستقبلات الإنسولين Insulin Receptor الموجودة على جدار أو أسطح الخلايا، فترفض الفتح من جهتها من داخل الخلية خيفة عواقب دخول السكر الذي بالعامية “شخصية ملزقة وزي ما بيلزق الحاجات بره الجسم بيلزق الخلايا وكل الجسم حتى خلايا الدم البيضاء المناعية بتلزق” مما يضعف من قدرتها على القيام بوظائفها مما يؤدي إلى مشاكل مرض السكر مع الوقت كالعرضة للعدوى بالبكتيريا بسهولة! وهنا تجلت المشكلة بكل وضوح وهي ليست قلة إنسولين الذي على العكس تم زيادته أضعاف مضاعفة من البنكرياس أو للدقة على الرغم منه (بسبب إجهاده وإعيائه للعمل دون توقف إلى أن تخور قواه ويصبح للأسف غير قادر على إفرازه بعد سنين من المعاناة، البنكرياس بطل وشهيد القصة ديه) بعد مقاومة الخلايا للإنسولين وكأنها ثورة الخلايا الشبعانة قوي قوي احتجاجا على عدم احتياجها لسكر اكتر من الدم، وعجبي على التركيز الرهيب والتفنن في التخلص من السكر العالي في الدم وهو عرض لمقاومة الجسم الانسولين ورفضها لتقبل أي كميات زائدة عن احتياج الخلايا لسكر لم تعد تحتاجه بل لا تطيقه وهو بمثابة الصديق اللدود لها الآن، الإنسولين الذي مع بداية استعماله لعلاج مرض السكر النوع الثاني تشير بعض الأبحاث رغم تراجع السكر التراكمي ولكن قد تزيد مثلا أمراض الكلى والشبكية والأعصاب الطرفية بل السمنة تسوء بسببه حيث قد يزيد البعض عشرات الأرطال في خلال أول سنة، وعجبي! هل هو ده فعلا مربط الفرس ولا غلطنا في الشجرة وافتكرناها الغابة على رأي المثل الإنجليزي Missing The Forest For The Trees! لأن من الواضح المشكلة كثرة سكر وليس قلة إنسولين في النوع الثاني في معظم الحالات، ولكن التركيز وكل التركيز على زيادة وحقن الإنسولين رغم الفشل الذريع في تحقيق النتائج المرغوبة والدليل الأرقام الخزعبلية المذكورة أعلاه، رغم أن العلاج بسيط جدا و ببلاش! ويمكن “ببلاش” تبقى هي ديه مربط الفرس! مين عايز يعالج حد ببلاش؟
وعلى هذا المنوال بأن أهم مصدر للطاقة لخلايا الجسم استعاريا شخصية غير مرغوب فيها داخل شقق خلايانا Persona Non Grata التي باتت “ملزقة” ومليانة سكر مش محتاجاه ولا طلبته بالكميات ديه أصلا ومسببلها مشاكل وظيفية كثيرة منها النمو الغير منقطع مما قد يؤدي إلى خلل مثلا في أهم عملية إتزان للنمو في الجسم اسمها الانتحار الخلوي المبرمج Programmed Cell Death = Apoptosis الذي عندما لا تعمل في دقة متناهية كالساعة بسبب كثرة الإنسولين هورمون النمو أو IGF-1 هورمون أخر للنمو تكون النتيجة الأورام الحميدة والخبيثة Tumors & Cancers وياليتها مشكلة نادرة مقاومة الإنسولين، الكارثة أنها تتعدي ال ٤٠٪ من البالغين في بلد مثل أمريكا مثلا! وهو مرض يصطحب معه زمرة من أشر الأمراض على رأس هذه القائمة السرطان كما أوضحت مسبقا والضغط المرتفع والسكر النوع الثاني وأمراض القلب وتصلب الشرايين والسكتات الدماغية والقلبية ومرض السمنة والزهايمر وهذا لذكر القليل من الأمراض التي تتسبب فيها مقاومة الإنسولين!
أخيرا وليس أخرا
أشارت الكثير من أبحاث التغذية الحديثة Therapeutic Nutrition والطب الوظيفي Functional Medicine أن كثرة اللحوم في الأكل والدهون المشبعة والزيوت المهدرجة والسكريات البسيطة الأحادية في الأكل الصناعي والمشروبات الغازية والحلويات والعصائر وللأسف أكثر من ٧٠٪ من معروضات السوبر ماركت Supermarkets أو المأكولات و “منتجات الأكل” Food Products وما أكبر الفرق بين أكل و “منتج أكل” التي الكثير منها غير جدير أصلا بحمل اللقب “اكل” وهو مجرد اسم Titular، لان ليس كل ما هو “اكل” في عصرنا هذا “غذاء” وهو على خلاف طبيعة “اكل ربنا” الذي كان إلى قرب مشارف القرن العشرين قد يصعب وجود اكلا ليس غذاءً ولكن قد يصعب عليك الآن يا عزيزي القارئ أن تجد “غذاء” في معظم اكلنا المعاصر، وحتى الطبيعي منه الذي “يا عيني لسه” محتفظ ببعض مكوناته ومقوماته الربانية ك “تغذية” يكون مليئا أو “محشيا” بالإضافات والمحليات والسكر والملح وال Flavoring Agents إضافات النكهة والألوان وحتى المادة التي تشعرك بغني الأكل عن طريق مستقبلات الأومامي Umami و هو “جوهر اللذة” بالياباني رغم خلو هذا الأكل من الغنى الحقيقي، على سبيل المثال الملح الصيني MSG الذي يشعرك بغنى الأكل والانتشاء العصبي اللحظي علشان “الزبون المدمن أكل صناعي فاضي يرجع تاني” ظنا من المخ نتيجة التلاعب في مكونات الأكل في “معامل كيمياء مصانع الأكل” أي والله في حاجة اسمها كده للأسف!
“نكهات صناعية” Flavoring Agents وكأن اكل ربنا طيلة كل العصور لم يكن له “نكهة” كافية؟ وهذا اتهام كاذب و ضحك على الذقون وما أبعد أن يكون عن الحقيقة؟ كيف نستطيع أن نقول هذا عن فاكهة المانجو، والتي هي بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب رغم سكرها الكثير من مقاومة الإنسولين ومرض السكر الثاني ولكن أشارت الكثير من الأبحاث أن الفاكهة ليست فقط تساعد على منع مرض السمنة بل منع مقاومة الإنسولين ومرض السكر النوع ٢
المشكلة أننا لطالما نسأل هذا السؤال بعدما فات الأوان أو بالأحرى بعد “الفاس ما جات في الراس” كما يقول المثل بالعامية المصرية الجميلة، كيف نقول هذا على الرز الأسود؟ “الرز المحرم” “رز الملوك”؟ الكينوا؟ العدس أو التوت والبلح والعنب؟! وقد تطول هذه القائمة ولكن غرضي الإشارة الي غسيل المخ Brainwash التي يجري لنا منذ نعومة أظافرنا Surreptitiously لجذبنا للأكل الصناعي الذي يعد أهم سبب لمقاومة الإنسولين ومرض السكر النوع ٢ مع وجود العرضة الجينية Genetic Predisposition طبعا له أيضا مما يزيد الطين بله! الاكل الذي يخلو من الانزيمات والفيتامينات والمعادن ومضادات الاكسدة والالياف, لأنه ليس من شأنه أن “يغذيك” وإن إدعى بعضهم هذا الادعاء الكاذب!
“اكل ربنا” على طبيعته مليء حتى لو كان غنيا الكثير منه بالكربوهيدرات كالفاكهة والبقول والحبوب الكاملة و غنيا بالسعرات الحرارية والمكسرات ولكنه أيضا غني جدا Brimming With بالمغذيات الصغيرة التي نعرف علميا منها الان , الكثير بالمئات والالافات التي تحول دون إمتصاص الكربوهيدرات والسكريات الأحادية إن كان يبدو عدم احتياج الجسم لها وهذا في حالة التناغم المنظومي Ecosystem Harmony بين الاكل الغذاء الطبيعي الغني بالفيتامينات والانزيمات والمعادن ومضادات الأكسدة والالياف النباتية Phytonutrients وحديثها الشيق المهذب الراقي مع بكتيريا الامعاء وجدار الامعاء والدم و المخ وكل خلية (الحكاية معقدة رغم حلها البسيط = اكل ربنا)! عملية معقدة جدا حيث قد يتبادل أطراف الحديث فيها تريليونات البكتريا وتريليونات الخلايا الأدمية في أجزاء من الثانية أحيانا وهو إعجاز إلهي! “تعجز” عنه تماما كل أيد بشرية إدعت “صناعة” أكل وهو بمثابة ادعاء “الخلق” لأن النباتات والحيوانات والاسماك الطبيعية وكل “اكل ربنا” الطبيعي هو أولًا وأخيرا كائن حي يعطيك حياته فتستمر بامتدادها لك و بك و منك!
ولهذا لا يجب أن نتعجب تماما أنه بكسر هذه القاعدة البسيطة الممتنعة جدا التي تتحكم في أعقد عمليات الأيض في أجسامنا وعلم ال Metabolomics الذي بدأ الكثير من العلماء يخربشون سطح علمه حديثا! لا يجب أن نتعجب أنه نتيجة أكل “الاكل الصناعي” الذي هو طريقة وصف محترمة لا يستحقها هذا الاكل الغير محترم الذي بالعامية “يعامل الميكروبيوم وأمعائك وخلاياك كلها والجسم بتاع حضرتك بمنتهى قلة الأدب” أكل مثلا زي الهوتدوج والسلامي واللانشون والبيكون والنقانق والحلويات الصناعية والأيسكريم والبيتزا البيضاء! وعموما منتجات السموم البيضاء الثلاثة السكر الابيض والدقيق الابيض والرز الابيض التي وأن اغتنت في سعراتها ولكن كلها تفتقر الى “الحياة” التي في اكل ربنا الذي هو “اكل مفعم بالحياة” ويفعم أجسامنا بذات الحياة التي به وكله سلف ودين، حتى في الاكل!
اكل صناعي = اكل ميت = ؟! معظم أمراض العصر
ولا يجب أن نغفل دور “الحركة بركة” وهو كلام علمي جدا خصوصا حينما نعلم الأن أن حوالي ٨٠٪ من سكر بعد الاكل مباشرة Post Prandial يذهب مباشرة الى العضلات! ولكنها للأسف هي بدورها تعاني من مقاومة انسولين مع قلة الاستعمال وقد لا تستطيع أو للدقة العلمية لا تحتاج لكل هذا السكر فيرتفع السكر في الدم بطريقتين زيادة مباشرة لأضعاف مضاعفة للكميات في الاكل الصناعي وقلة الالياف النباتية التي من شأنها أن تحجم من مشكلة الامتصاص السريع للسكر في الامعاء إلى الدم، ولكن أيضا باتت العضلات غير قادرة على استيعاب كل هذا الفيضان من السكر أولا لكثرته وثانيا لقلة حركتها التي هي مهمة جدا جدا للخلايا العضلية، لدرجة أنه أشارت بعض الأبحاث أن الجلوس على مكتب “فقط” ٣ ساعات يوميا وهو أقل مما يحدث مع المليارات من الناس في عصرنا هذا! يتسبب في موت حوالي نصف مليون بني أدم سنويا عالميا، وأشارت أبحاث اخرى أنه بعد الجلوس ساكنا لمدة ٤٠ دقيقة تبدأ العضلات في مقاومة الإنسولين بدرجات متفاوتة والأغرب أن بحث أخر قد أشار أنه بعد كسر عظام الرجل و”التجبير أو التجبيس” لأسابيع و “فك الجبيرة أو الجبس” تصير هذه الرجل نتيجة عدم الحركة لأسابيع مقاومة للإنسولين لأسابيع عديده وقد تأخذ بضعة شهور لتعود لترحابها بالانسولين مرة أخرى كالرجل الأخرى! و كأنها مجازيا أصيبت بمرض السكر دون باقي الجسم لقلة الحركة؟! إذن “الحركة بركة” فعلا وتجلت حكمة الخالق في خلقه وكلما اراد الأنسان أن “يرتاح” كلما أتعب نفسه صحيا على المدى البعيد محاولا “جاهدا” الراحة الوقتية البائدة سريعا لأنها بكل بساطة الحركة الدؤوبة شبه الدائمة هي الفطرة التي فطرنا عليها الخالق الذي أيضا ولا يجب أنا ننسى أبدًا خلق لنا أروع غذاء لتفادي معظم أمراض العصر ومنها مرض السكر الثاني.
أكل ربنا بترتيب قوته في منع وشفاء الكثير من الأمراض سابقة الذكر:
١- الخضروات
٢.البقول
٣.البذور الصحية (بذور الكتان والشيا والكينوا والسمسم)
٤.الحبوب الكاملة
٥.الفاكهة بجميع أنواعها ولكن أفضلها التوت الأزرق والرمان والجريبفروت والأفوكادو
٥.الزيوت الصحية (زيت الزيتون والأفوكادو)
٦.المكسرات الخام الصحية على رأسها عين الجمل والجوز واللوز
٧.وأخير وقصدا أخرا اللحوم بجميع أنواعها وأروعها طعما وأجودها وطبعا دون مضادات حيوية وإضافات ملح ومواد حافظة كالأسماك واللحوم الحمراء والضأن والطيور والبيض الالبان (مرتين أسبوعيا على الأكثر) لأنها ثبت علميا فقر اللحوم في بند المغذيات الصغيرة Micronutrients رغم غناها بالبروتين الحيواني الذي بات حديثا مشكوكا في علاقته بزيادة نسب بعض أنواع السرطان لزيارة هورمون النمو IGF-1 بنسب غير طبيعية.