آراء حرة

د.عبير حلمي تكتب.. يوميّات في عُمر الزهور اليانعة

 


من النادر جدا أن نبحث في يوميّات عُمر الزهور اليانعة لنكتشف حقيقة جيل كامل به الإيجابيات والسلبيات ،


فنجد البعض يقضي الوقت بين الترفيه والمتعة والضحك واللعب .و البعض يقضي وقته بين الدّراسة والبحث العلمي والتطور والإبداع والرياضة . والبعض الأخر يقضي وقته بالتصفح على الانترنت لخلق علاقات جديدة منها ما يفيد ومنها ما يضر،

 

وهنا نجد الضرر هو السائد بما يوحي أنه عالم افتراضي الحقيقة به غائبة فهناك أسماء وهمية وشخصيات مُبهمة والبيانات غير صادقة وشريف يدّعي نفسه شريفة والعكس بالعكس أحياناً،

 

فنجد ما أغرب من الخيال في القصص والحكايات الواقعية للأسف . وهنا البعض يجد المتعة بالبحث في عالم الموضة والمكياج والطبخ ..الخ ،


وأيضا نجد من هم مشغول بالأفلام والمسلسلات وأحياناً كثيراً برامج التوك شو …الخ،


وأخر كل ذلك من يبحث عن عالم المفاجأت في برامج الكاميرا الخفيّة والمقالب وبرامج السُّخرية والنقد،

 

وكل ذلك دون أدنى رقابة من الأسرة وكأن ذلك العالم الافتراضي واقع وفرض نفسه على كل بيت مصري وعربي 

وهنا يجب أن نحذر الجميع صغير وكبير .


ابحث وتجول كما تشاء داخل هذا العالم ولكن لا تصدق كل ما به وكن أكثر حرصا وحذرا ،


ولتعلم جيداً هناك مفارقات كثيرة والنصائح أصبحت اسفاف وغير مؤمّنة وخذ كذا وجرب كذا وأصبحنا حقل وفئران للتجارب …،


وأخطر من كل ذلك الهاشتاج وما به من صورتك وأنت صغير وصورتك مع ابنك وصورتك يوم زفافك …الخ ،


وبرامج شوف مستقبل وشكلك وأنت صغير وشكلك وأنت بأخر العمر ولعل وعسي التنبؤ بالمستقبل وأفضل مهنة لك، ومميزاتك وصفاتك وهكذا تجد نفسك في اختراق بإرادتك لكل أسرارك والعالم كله يعلم ويتعرف عليك وعلى مميزاتك وعيوبك وصفاتك …الخ،


هل كل ذلك من أجل المتعة والضحك والتسلية فقط 

أم هناك أهداف أخرى لم تكتشف بعد ونصبح تحت سيطرة و استعباد عالم بأثره لا نعلم عنه شيء ولا ندرك هدفه في المستقبل ،


 هذا بخلاف وقتك المهدور وهذا الوقت الثمين الغالي . العالم

بأجمعه يستغله للثقافة والعلم والتطوير وهكذا تتقدم شعوب وتتأخر شعوب ،


احذر من ضياع وقتك وعمرك والسيطرة على عقلك وتوجيهك بدون إرادتك لعالم افتراضي لا تعلم ماذا يريد منك ؟


ولا تعلم عنه إلا الذي يريدك أن تعرفه وتنشغل به فقط ،


عمر الزهور هو شباب اليوم والغد

هو المستقبل هو الحلم والحياة

هو المعطيات والهبة والمنح بعقول مزيّنة بالإبداع من الخالق العظيم ،


كيف تستغل؟ وكيف تدار؟ 

 وكيف تهدر بلا نفع ؟.


إيَّاك أن تترك نفسك فريسة سهلة وتترك عقلك لغسيل مخ مشبع بهاجس التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي ويضيع عمر الزهور اليانعة بلا نفع أو فائدة 

أو يستدرك إلي الحصول على ما به من فكر وإبداع وتطور بخدع كثيرة وما أكثرها،


اكتشف نفسك وقدراتك واسعى للتطوير والتقدم لتحصد ما زرعت 

ليكون غداً مشرق بك وحلمك يصبح حقيقة تفيد و تستفيد 

أما العلاقات والمتعة والتسّلية تكون من خلال من تعرفهم وتثق بهم ومن تشعر معهم بالأمان والصدق ومن تجد فيهم الإخلاص والوفاء لك،


غير ذلك سوف تحصد الاستغلال والقهر والفتن والتسلط والإذلال ….وهكذا فأنت فريسة والصيَّاد يلاحظ ويراقب لفترات طويلة جدا ولديه من الصبر ما يكفي أن يكتشف كل شيء،


 ويستغل الوقت المناسب للهجوم على الفريسة والإيقاع بها والله أعلم من الهدف وهل ستنجو الفريسة أم تصبح في ذاكرة النسيان.

احذر من الاستغلال وهدر الوقت بلا نفع والمعلومات الخاطئة وتشتت الذهن بين الصواب و الخطأ . كن واعيَّا أنك في عالم افتراضي لاغير .


هناك شخصيات يرتدون أقنعة مزيفة كاذبة يستخدمون أسماءا و صورا لشخصيات عامة مشهورة و ليس بهم صلة من الأساس و هكذا يتم الخداع بصورة أو بأخرى،


وهناك سرقة مجهود الآخرين أيضا، و نسب الأعمال الفنية و الكتابية و المبتكرات لهم ، مما يؤدي إلى ضياع الملكية الفكرية بين أيدي جهلاء لا يفقهون شيئا و تنكشف الأمور بمجرد مناقشتهم،


وهناك التكريمات الكاذبة والألقاب الكاذبة أيضا، ولكن ما يخصنا هنا الأنتباه كل الأنتباه من الاستغلال بمعنى لو ناجح ومشهور ولك أعمال جيدة تكرم عليها يكون ذلك بشهادات موثقة وبدون مقابل مادي فمن يدفع ثمن تكريمه ليس بِمُكرّم أصلا،


عليك التركيز في طريقك و التخطيط لمستقبل أفضل 

لتصبح كما تحلم وتتمنى بمجهودك الشخصي ، فيكن لك مستقبل باهر وتكون عضو فعال في المجتمع مؤثر وله تاريخ ،


ابحث في ساعاتك اليومية عن المفيد والنافع لك وجدد من نفسك وتعلم لغة التطوير و حياة التنوير من خلال القراءة والإطلاع ،


العلم ثم العلم …..


استخدم النت لما هو مفيد

في الأبحاث العلمية 

في التَعلُّم والتَطور 

في المعرفة والتكنولوجيا

في الإبداع بكافة صوره المختلفة

وهنا يصبح لوقتك ثمن ولحياتك هدف ومعنى ويصبح لك بصمة في الحياة بإنجازاتك ،


يوميات في عُمر الزهور لكل شاب ولكل شابه ،

والشباب ليس بالسن وإنما بالعطاء …..شباب القلب والروح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى