حاتم الروبي يكتب .. ثقافة التطوع والفخر الاجتماعي
دوما نستهل الأعوام الجديدة ببشائر الأمل متفائلين ومتطلعين إلى تحقيق طموحات وأحلام متباينة ومتجددة؛ تختلف مع مراحلنا العمرية من شخص لآخر، فلماذا لا نستهل كل يوم من أيامنا بهذا الأمل والتفاؤل؟ نعمل ونجتهد من أجل حياة أفضل.
فلنحقق ذاتنا تحت أي ظروف؛ ولنكن دومًا علي قدر التحدي واكثر؛ علينا الإيمان بأن كل نجاح لنا هو بمثابة فخر واعتزاز ونجاح أكبر لبلادنا وأمتنا، وسنشعر وقتها بأن المستقبل قادم لنا جميعا بالأفضل.
ولنكن دومًا على يقين بأن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا ومعنا رسالة علينا إنجازها؛ كي نرى الخير يسود الجميع ، فهل من متعة بالحياة تفوق متعة نشر الخير، والمحبة، والأمل، والتفاؤل، والسرور على القلوب؟.
واليوم وحيث أصبحنا نسمع كثيرًا كلمة العمل التطوعي؛ كونها أحد أبرز عوامل بناء الأوطان؛ حيث المشاركة الفعالة والبناءة من قبل مختلف شرائح المجتمع في تنفيذ مبادرات وبرامج المسؤولية المجتمعية، كي نفتح آفاقًا جديدة من مجالات التنمية المجتمعية المستدامة، والتي تعني في مفهومها البسيط توفير احتياجات اليوم دون المساس بتطلعات الأجيال القادمة.
فالتطوع وحب العمل الخيري ينمي مشاعر الانتماء، والتقدير الاجتماعي، والفخر الذاتي بالانتماء للوطن، ويعزز من دور الفرد في المجتمع، وتعريفه بقضايا وطنه علي كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية ؛ كي يساهم المتطوع في إطار مؤسسته في خدمة مجتمعه؛ هذه هي رسالتنا السامية الكامنة في تخفيف الأعباء عن الغير، ومساعدة الجميع على العيش بكرامة ورفعة، وتعزيز رفاهية الوطن.
والهدف من هذه المقدمة هو الوصول إلى أن جوهر العمل التطوعي هو غرس مفاهيم إستراتيجية التنمية المستدامة لعام 2030، تلك الأهداف السامية الداعية إلي إرساء السياسات والتشريعات والخطط الاستراتيجية؛ لتعزيز ودعم العمل التطوعي، وحث الجميع علي خدمة أوطانهم، عبر سياسات العمل التطوعي الساعية إلي تنفيذ الأهداف التنموية للدولة، وتحقيق أسمي معاني التكافل الاجتماعي القائم علي أسس المساواة والعدالة الاجتماعية .
وفي ظل الجمهورية الجديدة، وانطلاق الحوار الوطني للدولة؛ هذا الحوار الذي اتسع كثيرًا؛ كي يشمل الجميع؛ إيمانًا بمبادئ التعددية والتنوع الفكري؛ باعتبارها مقومات بناء الدول الحديثة، وهذا ما يدعونا إلى الأمل والتفاؤل رغم كل التحديات التي تواجهنا؛ شعبًا، وحكومة، وقيادة سياسية.
ومع بداية العام الدراسي الجديد؛ نتمنى لكل أسرة مصرية أن تفرح وتسعد بنجاح أبنائها، ونتطلع أن تتجه الجهات المعنية نحو تدريس مقررات تعلمية بالمدارس والجامعات حول ثقافة العمل التطوعي، وآليات غرس معاني حب العمل الخيري، وتنمية مفاهيم الولاء والانتماء والتأييد في نفوس الطلاب المقبلين علي بناء اروقة الوطن بمختلف مجالاته التنموية.