آراء حرة

شريف سمير يكتب.. عجائب “كورونا” السبعة (١)

العجيبة الأولى .. “الأيدى الخشنة” فى “لاو” الشعبية!

نعلم جميعا عجائب الدنيا السبعة ونعلمها لأبنائنا ونُخزِّن ذاكرتهم بالمعلومات الكافية عن عالمها المبهر .. أما فيروس “كورونا” الضئيل، رغم أنه يتلاشى وتضعف قواه لاجئا للتحور من حين لآخر ليهدد ويتوعد الملايين من الشعوب، فقد ترك وراءه “عجائب بشرية” لاتقل إبداعا وإعجازا عن “الحجر المصنوع”، وأرغمت مؤسسة ضخمة كالبنك الدولى على المساهمة بملياراته من الدولارات فى الرعاية واحتضان ثمار “الإرادة الإنسانية”.. ونتوقف عند كل عجيبة مذهلة لنقرأ سطورها ونتمعن معانيها ورسائلها!.

العجيبة الأولى .. بطلتها قرية “فيلوم” بجمهورية “لاو” الديمقراطية الشعبية .. حيث ذاع صيت شبكة الصناع المهرة للأعمال الخشبية بالقرية، وكانوا يحترفون توريد التحف والمقتنيات التذكارية للسائحين .. وأسس الزعيم فوراشيت كوكسايوفونج شركة من ٢٣ عاملا وفرت وظائف مجدية ومستدامة فى مجتمعه المحلى .. ومع تفشى جائحة كورونا وانهيار حركة السياحة، تضرر الصناع المهرة فى القرية بشدة، شأنهم شأن المشروعات الأخرى الصغيرة والمتوسطة فى جمهورية لاو .. وقاوم فوراشيت ورواد الأعمال الآخرون من أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة فى أنحاء البلاد إلى أن أطلق البنك الدولى مبادرته لحصول مشروعات فوراشيت ورفاقه على التمويل الرسمى .. وتدريجيا استردت “أخشاب” زعيم العمال والحرفيين عافيتها بعد أن تخلت المشروعات “العصامية” عن قروض غير رسمية ذات أسعار فائدة مرتفعة بجنون، وانتزعت احترام البنك الدولى، ليمنحها “أنبوبة أوكسجين” تتنفس بها وتنتعش اقتصاديا للتغلب على تداعيات محنة كورونا وأبرزها القيود على السفر وإصابة حركة السياحة العالمية بالشلل.

– وهكذا تحولت قرية “فيلوم” إلى مزار تاريخى يروى قصة “الأيدى الخشنة” المضادة لأى فيروس، وأصابعها أقوى مصل .. وعرقها أنفع مُطهِّر!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى