من الأفلام الظريفة الكوميدية ظاهريا يأتي فيلم حرامية في تايلاند ضمن الأفلام الكوميدية. وحقيقة الوضع أن هذا الفيلم ليس كوميديا على الإطلاق لأسباب منها أن أغلب مشاهده تشير إلى السرقة على مستويات مختلفة متنوعة السرقة للوحة فنية غالية الثمن من أحد المتاحف المصرية ويرتادها عدد قليل جدا من الافراد وهم الذين من الطبقة المتميزة المهتمين بالثقافة وبالفنون المرسومة وليست المسموعة وبطبيعة الأمور لا يرتاد هذة النوعية من المتاحف إلا عدد قليل جدا من الطبقة المثقفة . وسرقة وتزوير إنتاج هذا الفنان الأجنبي الذي أهدى هذا العمل إلى وطننا الحبيب مصر في احدي الحقب التاريخية السابقة . وسرقة الدولة المصرية ومقتناياتها المتنوعة الذي تم إهدائها من فنانين أجانب وأيضا سرقة التراث الفني لهذة الدول واعطائه الي دولا اخري في بقاع أخرى من العالم تريد أن يدّعي بعض أفرادها أنه من الطبقة الإجتماعية والثقافية العالية التميز وسرقة فرصة المجتمع المصري المعاصر الذي أهمل تذوق الرسوم واللوحات واتجه إلى تذوق الأغاني الهابطة وغير ذات المعني وفضلت إهمال القراءة والتذوق بل أصبح من يتذوق هذة الأمور موضعا للسخرية حتى أيضا في بعض الأعمال الدرامية ومن يحافظ علي ما يمتلك من لوحات أو أي شيء ينتمي للتراث بأنه دقه قديمة واعتاد أغلب الناس القبح في الملبس والأوان وفي الشوارع وفيما يسمعونه لأنه تم سرقتهم وسرقة فرص المواطن البسيط أن يتمتع بالإطلاع على الحد الأدنى من الثقافة والفنون والآداب وأصبح لا يرتاد مسارح الدولة إلا القلة القليلة جدا من الأفراد الذين يتنفسوا الهواء العليل والأكسجين اللازم لمواجهة الحياة التي أصبحت صعبة بسبب عدم توفر الحد الأدنى اللازم للمحافظة على الذوق والرقي في التعامل
لايزال فيلم حرامية في تايلاند في كل مرة يتم عرضه علي شاشات التلفاز مثيرا لانتباه الشباب أنه من الممكن أن تكتشف لوحة فنية غالية في مكان مغمور أو لا يرتاده إلا عددا قليلا من الأفراد وهو مكان مهجور يسمح بسرقة اللوحة وتم بالفعل التمكن من سرقة اللوحة الفنية وبالفعل بدلا من توظيف الموهبة الفنية في كسب الاموال الشريفة وتنمية الذوق الفني واتاحة اللوحات بسعر مقبول تزين حواد بيوت الطبقة البرجوازية والطبقة البسيطة وتوفير فرصة لتخفيف الألم الذي يعاني منه البشر في ظل حياة طاحنة لكل من فضل الإتكال على الآخرين في تسديد احتياجاته المالية والنفسية . اقتنع الكثير من المصريين أنه لا مجال لتذوق الحد الادني من اللوحات الفنية وتوجيه الذكاء في كسب الاموال بطريقة شريفة بدلا من الاعتماد علي فرصة يتيمة في سرقة لوحة فنية وكيفية تزويرها واستبدالها بنسخة اخري مزورة ووضعها في مكانها
ويستمر السخرية من صاحب اللوحة الفنية ومن من رسمها ومن تراث دولته ومن فكرة الرقي بالذوق للشعب المصري حيث يفكر الشاب فعلا في حيلة للهروب باللوحة الفنية خارج مصر ووضعها في بطانة فستان الزواج ويستمر يبحث عن الفستان المناسب وبدلا من أن يكون لونه أبيضا بالكاد يتم العثور علي الفستان المناسب ويحتاج البطل إلى تزوير مشاعره العاطفية حينما يرتبط بجارته ويتزوجها فعلا ليس حبا فيها ولا اقتناعا بها وبشخصيتها وتفضيلها علي غيرها من الفتيات لكن من أجل استغالالها في الهروب بالفستان وهناك في تايلاند بالفعل كشف لها حقيقة مشاعره وأنها مزيفة واكتشفت أنها كانت وسيلة لتحقيق هدفه في الهروب باللوحة مع اخيه غير الشقيق من نفس الأم لكن ليس من نفس الأب
وحينما وصلوا إلى تايلاند فعلا أراد منافس للبطل في الحصول على اللوحة وبيعها بأعلى سعر لمدعي الثقافة والتذوق الفني من أصل تايلاندي وتم خطف الزوجة الشابة من أجل إجبار البطل الحصول على اللوحة الاصلية وفي هذة اللحظة يتقابل السارق و الفنان أيضا المزيف مع مواطن مصري أخر اعتاد السرقة في زمان ماضي وهرب إلى تايلاند واستقر هناك و أصبح ممنوعا من دخول مصر بطريقة شرعية وهذا المواطن العجوز حاول إقناع الشابين بالرجوع عن هذا الاتجاه وقرر سرقة اللوحة ممن اشتراها واجبرهم علي العودة الي مصر وإرجاع اللوحة إلى مكانها ولم نر توبة الشابان المعدومان لأنه تم انقاذهم علي سبيل الصدفة من احد معتادي الاجرام المقيمين في تايلاند ولم نسمع عن أي اتجاه إيجابي لهم
لقد تم تبرير السرقة لكن لم نراهم يرجعون اللوحة في مكانها ولا نعرف كيف تصرفوا فيها ولم يتم حتي القبض عليهم ومعهم اللوحة الأصلية التي تم سرقتها لقد تم تزييف وعي الجمهور في أن الرفاهية ستاتي من فرصة سرقة وتزييف وأيضا لن يتمكن أحد من القبض عليهم وان عليهم البحث عن فرصة اخري يتم اقتناصها وينجحون في السرقة وكيفية التخطيط للافلات بالغنيمة ومن العقاب وبعد ذلك نتسال لماذا اعتاد الشباب على احلام اليقظة والتراجع عن العمل والاجتهاد والالتزام وإعادة توظيف المجهود من أجل تحقيق النجاح الثابت المستقر
