شبح "المجاعة" يقترب من تونس
“تونس تختنق” ..”أزمة غذاء تلوح فى أفق تونس” ..”التونسيون يتضرعون جوعا بحثا عن السلع الأساسية ” كلها عناوين صادمة تصدرت وسائل الإعلام المختلفة بعد أن بات مشهد الرفوف الفارغة فى المتاجر والمطاعم بالأسواق واقعا مخيفا يطارد الشعب التونسي الذي سئم من نقص الغذاء والوقود فى الوقت الذى تكافح فيه الحكومة لدفع الرواتب ودعم المواد الغذائية .
الأزمة تفجرت بعد أن تآمرت تداعيات الحرب في أوكرانيا مع السوق السوداء في تونس لينجم عنها نقص كبير فى السلع الأساسية كزيت الطهى والسكر والزبد التى أصبح التقنين فى شرائها أمرا شائعا فى الوقت الذى تهيمن فيه أزمة ارتفاع الأسعار وندرة المواد الغذائية المستوردة من منتجات الألبان إلى القهوة ، مما أدى إلى تهديد بعض شركات الأغذية بالغلق.
وكشف تقرير لصحيفة”الجارديان” البريطانية أن إعلان الحكومة التونسية عن ندرة الموراد الغذائية الأساسية تسبب فى إثارة حالة من القلق والارتباك، ، كما عزت غياب المواد الغذائية الأساسية المضاربين الجشعين والمكتنزين الأنانيين إلى استغلال الظروف والأوضاع المعيشية السيئة فرفضوا بيعها بالأسعار الرسمية حتى تفاقم الوضع وأصبح مأساويا.
وتخشى العديد من المنظمات التونسية من تفاقم أزمة ندرة الغذاء مع بلوغ التضخم 8.6٪ ، وهي نسبة لم تشهدها البلاد منذ عام 1991 ، وفقا لتوقعات صادرة عن المعهد الوطني للإحصاء في تونس.
وكشف مصدر مسئول في وزارة التجارة ،رفض ذكر اسمه، أن المشكلة تكمن في عدم قدرة الدولة على الدفع للموردين الأجانب. ونتيجة لذلك ، غادرت عدة شحنات من السكر وبضائع أخرى الموانئ التونسية دون تفريغ حمولتها “.وأضاف: “الأزمة … أثرت على المصانع أيضًا ، بما في ذلك مصانع المشروبات الغازية والبسكويت ، مما يهدد وظائف عشرات العمال”.
وكانت تونس قد بدأت في دعم المواد الغذائية الأساسية في السبعينيات ، لتغطية جزء من تكلفة الدقيق والزيت والأرز من بين سلع أخرى كوسيلة لمساعدة الفقراء خلال فترة ارتفاع أسعار الغذاء العالمية. ومع ذلك ، فقد ظل النظام على مر السنين ، مما زاد الضغط على ميزانية تونس التي تتعرض لضغوط شديدة يوم يلو الآخر،فماذا بعد؟!
نهى محمد مجاهد