د.سمير المصري يكتب.. من السودان ( انتباه ايها السادة ،،،، الفجوة تتسع … والخطر أكيد )
هل العولمة غيرت مفهوم الصواب والخطأ من خلال وسائلها التكنولوجيا المتعددة ؟
مجتمعنا العربي يشهد حاليا مجموعة من القيم والمؤثرات الثقافية المتداخلة بتعدد الجنسيات الموجودة ، لها آثار مدمرة في العلاقات الاجتماعية.
فكيف يمكن الوقوف أمام لعبة مثل “الجيم وول” وهي تعلم الطفل السرقة وتحطيم للسيارات، وكيف يهرب من الشرطي، فإن نجح فهو الفائز في النهاية؟ لقد أصبحت هذه الألعاب الكرتونية تضيف عبئا على الآباء والأمهات الذين انشغلوا عن أبنائهم، إما لتوفير حياة كريمة لهم، أو لعجزهم على مواجهة هذه المؤثرات القوية، والتي طال تأثيرها حتى الآباء والأمهات أنفسهم.
لقد ظهرت ألعاب الفيديو والألعاب الإلكترونية منذ أكثر من 30 سنة، لكن تأثيرها لم يكن بهذه القوة ، خاصة على الأطفال والشباب والمراهقين ، لأنها كانت حينها مجرد وسيلة تسلية يمارسها الآباء قبل الأبناء.
لكن مع تقدم التقنية ودخول هذه الألعاب عالما افتراضيا لا نهاية له ، أصبحت أقرب إلى العالم الحقيقي بسبب المحاكاة والتفاعل البصري والتأثير الصوتي والحركي ، فجذبت الكثيرين إليها لدرجة الإدمان ، فأصبح لها رواد ومدمنون وتحولت مجالات التسلية إلى مستشفيات ومرضى ومصحات ، واتضح أن أضرارها خطيرة للغاية .
فكيف يمكن للآباء والأمهات مواجهة كل هذه الأمراض، وفي الوقت نفسه تلقين أبنائهم العلوم والرياضيات وتوجيههم نحو الثقافة الدينية الصحيحة.
ومما يضاعف من حدة الخطر مستقبلا، أن خبراء التربية عجزوا هم أيضا عن تقديم حلول عملية ملموسة لإنقاذ ألآباء والأبناء على السواء مما هم فيه من ضيالع. فكثير منهم يشخصون العلل ويفككون المرض ولا يصفون الدواء المناسب لمواجهة هذه الظواهر.
البعض يطالب بالتعاون بين الأم والأب وتنظيم وقتهما حتى تكون هناك فرصة للجلوس من الأبناء ومعرفة مشاكلهم، والعودة الى القيم والمبادئ التي تربوا عليها، مما يجعل الأبناء ينأوون بأنفسهم عن الخارج ويفضلون الجلوس مع الوالدين والاستماع اليهما.
والبعض يدعو لاختيار الوالدين لأصدقاء أولادهم، واحترام عقلياتهم وطلباتهم التي أصبحت لا حدود لها، وأن تضع الأسرة رغبات الأبناء محل اهتمام وتناقشهم فيها بطريقة تجعلهم يستمعون ويعملون بالنصيحة، على ان يكون الاتفاق قبل الدخول في مناقشة معهم ضرورة اقناع طرف للآخر. ويوضحون ان احترام الوالدين للطفل الرضيع يختلف عن احترامهما للطفل الكبير، الذي يختلف ايضا عن احترام المراهق.
والبعض الآخر يصر على أن تعريف الأبناء بالصواب والخطأ يكون في البداية من خلال الأب والأم بشرط أن تكون العلاقة بينهما قوية حتى تستقر القيمة المطلوب ترسيخها لدى الأبناء الذين يتقبلون الكلام ويعملون به ، ويؤكدون أن قيام الوالدين بفعل عكس ما يحاولان ترسيخه لدى الأبناء يجعلهما في حالة تناقض في القول فيفقدان قيمتهما لدى أولادهما الذين ربما لن يسمعوا لهما بعد ذلك، ويتوجهون لاستقاء المعلومات من وسائل التقنية المتعددة والتحول لأصدقاء على النقيض الطبيعي للحياة وبالتالي ضياعهم وعدم قبولهم للنصيحة.
والسؤال هنا هل يمكن للآباء والأمهات أن يتخلوا عن هواتفهم المحمولة في سبيل إنقاذ أبنائهم من ما هم فيه؟ هل ضعف دور الأم والأب في التربية إلى درجة أنهم أصبحوا شركاء ومساهمون في الوضع الذي يعيشه أبناؤهم ؟
ان الفجوة تتسع ، والخطر أكيد ، ومع ازياد التوغل التكنولوجي لوسائل الاتصال في العصر الحديث ازدادت الفجوة بين الآباء والأبناء ، لقد أصبح الآباء والأمهات هم الحلقة الأضعف في التربية أمام هذه الوسائل، وجاء في بعض الدراسات أن تأثير الوالدين في سلوك الأطفال تراجع من 70% إلى 40% في عصرنا الحالي ، بسبب انتشار الانترنت ودخوله إلى كل بيت من دون استثناء…..
لقد كان الأب والأم في السابق هما المصدر المعرفي الوحيد لأبنائهم فكانوا يلقنوهم الأدب والأخلاق الحميدة واحترام الآخرين ومراعاة حرمة الجوار…وغيرها من القيم.
أما اليوم وقد اختلف الواقع بدأت هذه القدوة بالاضمحلال شيئاً فشيئاً ، وأصبحت سلطة الأهل على الأولاد تتراجع باستمرار ، لدرجة أن بعض الأولاد لم يعودوا يهتموا حتى بدراستهم بسبب الجلوس الطويل على الهواتف والألعاب الالكترونية مثل “البوبجي” وغيرها.
ماذا يفعل الآباء مع أبنائهم ؟
حتى يمكن الإجابة على هذا السؤال ، هل ضعف دور الأم والأب في التربية ؟
وفي مواجهة هذه الظواهر المختلفة والمتداخلة ، لابد من اتباع خطوات محددة كمحاولة لتوعية الآباء بضرورة الإسراع في إنقاذ أبنائهم من الأخطار المحدقة بهم .
تنبيه الآباء والأمهات لتخصيص جزء من وقتهم لمتابعة أبنائهم، والحديث معهم، والاستماع لمشاكلهم ، وتوعية الأهل أن هذا الزمان مختلف عن زمانهم السابق فينبغي التعامل مع الأولاد بحذر وحكمة، وفق تغير المعطيات في عصرنا الراهن.
ينبغي للآباء والأمهات أن يعينوا أولادهم على طاعتهم ،
وإخضاعهم لدورات تعليمية ورياضية لملئ أوقاتهم ، والتخفيف من استخدامهم لهذه الوسائل .
على الآباء التفطن لأضرار هذه الوسائل إجهاد الدماغ، وحب الطفل للانطوائية والعزلة، وصعوبة التأقلم مع الآخرين، وقد يؤدي ادمان الجلوس عليها للأطفال في سن مبكرة إلى التوحد.
الخلاصة
على الآباء والمربين الاهتمام بتثقيف أبنائهم من خلال تثقيف سمع الطفل باستماعه للفن الراقي ، تثقيف بصره برؤية القصص الملونة والمفيدة والتي تزيد مخزونه اللغوي ، تثقيف الطفل باللعب من خلال ألعاب الذكاء { المكعبات – الرسم ، والتلوين ، الشطرنج } .
علينا ابتكار أساليب تربوية جديدة تتناسب مع عصرنا الحالي، لأن الأساليب القديمة لم تعد تجد نفعا في زماننا.
ماهو أثر الدلال الزائد على شخصية الطفل ؟
ما حدود العدل بين الأبناء ؟ وهل يجب أن يساوي الأب في عطيته بين الذكور والإناث حال حياته ؟
هل هناك مسوغات لتخصيص أحدهم بشيء دون الآخر؟
لا بد من تعليم الطفل التسامح منذ نعومة أظفاره حتى نصل به إلى المستويات الإنمائية الراقية … لكن كيف نُعَلِّم أولادنا فن التسامح ؟
في ميدان التعليم والتربية ثمة عقدة مصطلحية ومفاهيمية تتطلب حلا.. ما العقدة المقصودة ؟ وما الفكرة المقترحة من جانبنا لحلها ؟
غدا صباح مصري جديد ،،،،،
تحياتي وتقديري واحترامي … من السودان !!!