عماد بخيت يكتب.. بناء الإنسان
هل يتم بناء الإنسان .كما يتم بناء الجدار ؟
وماهى مواد البناء ؟وماهى الأدوات المستخدمة فى البناء ؟
ومن الذى يبنى ؟
وهل الأرض تصلح للبناء عليها ؟؟؟؟؟؟
أسئلة كثيرة اجتهدت فى الإجابة على بعض منها فى هذه القصة القصيرة .. حتى لا أطيل عليكم
جاء الإبن بعد غياب فى إجازة من القوات المسلحة . استقبله الأب والأم وأخوته بفرحة عارمة . واسرعت الأم فى إعداد الطعام للأسرة . جلس الإبن بجوار أبيه وهو بالزى العسكرى . ونظر بجواره فوجد هاتف أبيه . فقال لأبيه بعد إذن حضرتك يا أبي ممكن الهاتف أجرى مكالمة .. قال الأب تفضل يا بني .. أخذ الشاب الهاتف ودخل غرفتة وأغلق الباب على نفسه .. استغرق مايقرب من ربع الساعة شعر الأب بالقلق وبدأ يحدث نفسه ..ويقول لماذا أغلق ابنى باب الغرفة على نفسه .. ولماذا هذه العجلة فى استخدام الهاتف وهو مازال بالزى العسكري وخاف على ابنه أن يستخدم الهاتف فى شيء خطأ..بحكم أنه شاب
ثم عاد يقول فى نفسه ، لا لا ، ابنى يصلى ويعرف الصح والخطأ.. يجب أن اتماسك قليلا حتى يخرج واسأله .. فهو لايكذب . ربما .. ربما .. يكون يحاول الاطمئنان على صديق من أصدقائه
خرج الابن واعطى الهاتف لوالده .. نظر الأب لإبنه وقال له مبتسما .. أنت مازلت بالملابس العسكرية حتى الآن .. ضحك الابن وقال نعم نعم يا أبي سأقوم بتغيير ملابسي
ضحك الأب وقال له كنت تتحدث مع من ؟
قال الأبن .. لاتشغل بالك يا أبي، محاولة منه لتغيير الموضوع . أهم شيء أنت بصحة جيدة والحمد لله
قال الأب : الحمد لله نحن فى نعمة كبيرة وفضل من الله يابني .. ثم قال للإبن لماذا لم تجب على سؤالي
ابتسم الابن وقال لأبيه: أنت يا أبي تخاف علينا كثيرا .
يا أبي كنت أتحدث مع بعض الأصدقاء لكى أجد عمل أثناء هذه الأجازة .
تعجب الاب .. ثم قال عمل !! تبحث عن عمل وأنت مازلت مرتديا الزي العسكري ولم ترتاح من مشقة السفر .. لماذا يا بني
ألست انا موجود أعطيك ماتحتاجه من نقود ؟؟
قال الإبن يا أبى أنت حبيبي ( يكفيك .. مافيك ) النفقة على البيت من توفير مايلزم من طعام وشراب وتعليم أخوتى وملابسهم وأدويتك وأنت أنجبت رجلا، غدا سيكون مسئولا عن أسرة بأكملها وأنا شاب بصحة جيدة والحمد لله . وأنت علمتنى من صغري أن اعتمد على نفسي لماذا يرق قلبك الآن .. كلماتك يا أبي ونصائحك التى علمتنى اياها كالأجراس اسمعها وأنا في الخدمة و أنا أحمل سلاحى ليلا فى سكون الليل .. أسمعك تقول .. ( السماء لاتمطر ذهبا ولا فضة ) .. وأسمعك تقول .. (من تعب فى صغره ارتاح فى كبره.. والعكس صحيح ). وأسمعك تقول ( من زرع حصد ) ( كن كالنخيل المرتفع إذاا اشتدت عليه العواصف تمايل يمينا ويسارا ثم عاد كما كان )
كن كالجواد إذا نزل ميدان السباق كانت لدية العزيمة للوصول أولا حتى يصفق له الجميع ويرتفع ثمنه ) أليست هذه كلماتك يا أبي .. وعندما لحقت بالقوات المسلحة المصرية تعلمت أشياءً كثيرة جدا كانت غائبة عني .. ولو لم التحق بالقوات المسلحة لن أتعلمها طوال حياتي
كلمات قادتي يا أبى مثل كلماتك .. كلمات تجعل الإنسان قويا، عنده إرادة وتحدي ، تعلمت من قادتي يا أبى أن الثانية لها أهمية كبيرة
شكرا لك يا أبى وكل الشكر لقادتي بالقوات المسلحة المصرية
علموا الأبناء الإعتماد على النفس نحن معهم اليوم ؛ وغدا هم مع أبنائهم