د. عبير حلمي تكتب.. بالفن ترتقي الشعوب
بالفن ترتقي الشعوب وتتجاوز المحن والأزمات . فالفن ليس فقط للترفيه والمتعة واستثمار وقت الفراغ فقط ، وإنما الفن رسالة سامية هادفة تهدف للرقي والارتقاء بالذوق العام للمشاهد . كما أنها تشير لكثير من مشاكل المجتمع كما أنها في بعض الأحيان توجه وتقدم بعض الأفكار لحلول تلك المشاكل وأحيانا تكون بمثابة صوت الأمة تناجي أصحاب العقول للانتباه و التحذير . فقد يكون هناك أزمة بسيطة بالمجتمع وإن لم نسلط عليها الضوء وسرعة الاستجابة لمواجهة تلك الأزمة ، لأصبحت فيما بعد مشكلة كبيرة تؤرق الكثيرين . ويكون في ذلك الوقت صعوبة إيجاد الحل لها ولكن بالفن تستطيع توجيه المجتمع للسلبيات والبحث عن الإيجابيات
بالتعميم وليس التخصيص وأحيانا بالتخصيص وليس التعميم شأنها شأن المجتمعات الراقية التي تكتشف حلول التساؤلات من بعض مشاهد بالأفلام والمسلسلات وهذا حقيقي ، والأكثر من ذلك أحيانا تتنبأ بما سيحدث من عواقب الأمور وتشير لصعوبة الموقف أن لم يوجد الحل بشكل سريع ، وقد تكرر حدوث ذلك بالفعل ولكن نحن بصدد تجاهل الفن والإستفاده منه .
وهنا نُناجي أصحاب الأقلام الرفيعة والفكر المستنير والبدع أن يرتقي بما يكتب وأن يوجه الكتابة للنصوص المسرحية و السينمائية و المسلسلات والأغاني كله بما يفيد المجتمع وينهض به علمياً وفكرياً وثقافياً وأدبياً ، .
وأن يركزون على مشاكل المجتمعات والشعوب وإيجاد الحلول المناسبة المتوازنة العلمية والعملية أيضًا من وجهة نظرهم لعلّ وعسى نجد من خلالهم الإجابات للتساؤلات المطروحة للكثيرين وخصوصاً تساؤلات الشباب والجيل الصاعد . وهنا يستطيع توجيه الفن لما يناسب العصر الحديث ، وبما يخاطب الشباب ويطرح مشكلات كما يطرح بعض الحلول لها من وجهة أنظارهم كما يقدم خلاصة خبرته العلمية أو العملية أو الفكرية . وتكون بمثابة النصح والإرشاد وبمثابة البصيرة والتبصير وهكذا تتولى هذه الأقلام المسؤولية تباعاً مع كل أركان الدولة ومؤسساتها في الرقي والتقدم والحضارة . كما أننا بتلك الفنون نسجل للتاريخ كل حقبة زمنية بما لها وبما عليها وتكون تلك التسجيلات كمصادر هامة لتجنب ما وقع فيه الأخرين ويطلق عليه سجّل يا تاريخ من أحداث ومن صراعات ومن حروب .
كما سجّل يا تاريخ الانتصارات في كافة المعارك ليست فقط ، الحربية ولكن سجّل انتصار الشعوب بالفن والحافز المجتمعي المثقف الواعي على مشاكل عصره وتخطي عقبات تلك العصر بما هو متاح و أكثر . نجد في عصور سابقة التفوق العلمي والثقافي كما لو كان هم من سبقونا بسنوات وهذا ما فعله أجدادنا الفراعنة وما سجله التاريخ لنا .
سجّل يا تاريخ للتاريخ والزمن وللشعوب وللأجيال القادمة ، من خلال كل مشهد بفيلم أو مسرحية أو مسلسل . كما تسجل بالدفاتر والسجلات والصحف والمجلات فهذا لا يغني عن تلك .
ومن خلال البحوث والدراسات العليا تأكد لنا دور الفن كقوة ناعمة تحرك مقدرات الدولة وتسيطر على عقول الشباب بالعلم والعولمة . فهنا ندرك مسؤولية ما نكتب من نصوص ومسؤولية بث الأفكار في العقول ومسؤولية كل مخرج وكل منتج وكل ممثل وكل مغني فهي مسؤولية الجميع عن كل جيل والتاريخ يسجل ما لنا وما علينا
أحذر يا قلم ….أحذر ماذا تكتب ولمن وعن من تكتب
أحذر ماذا تقدم من أفكار وكيف تحلل المشهد السياسي والمجتمعي أيضاً .
أحذر العيون تترقب والأذهان تركز وتتمركز عند الحقائق والدليل والبرهان وتستوعب الخيال الذي يمكن أن يكون في يوم من الأيام حقيقة كما حدث وكان في أمور عديدة تمت رؤيتها على شاشات التلفزيون أو على خشبة المسرح وتحقق ما بها من خيال فنحن بزمن لا للمستحيل والعقل البشري أثبت على مر العصور أنه صاحب رسالة التنوير بالماضي وبالحديث و بالواقع والخيال .