الكاتبة / صفاء كروش تكتب.. هل سيطول الانتظار؟!
على رصيف الحياة انتظرت أنا ومن يشبهنى وهم قليل، ترى هل سننتظر كثيراً؟! إن الحياة فى عصرنا الحالى، لا تلتفت لنا بل إنها لا تشعر حتى بأمثالنا.
وتحت عجلاتها تلفظ آمالنا أنفاسها الأخيرة؛ إن قطار الحياة يسير بلا مكابح، ولا معنى لوقوفنا فى وجه الريح دون التكاتف إلا معنى واحد هو الانتحار.
إن الحلم بالتغيير إن لم يصاحبه حقائب مسيرة صحيحة فلن يتأتى أو يطل علينا بنظرة إهتمام.
والمثير للدهشة حقاً الآن، اختلاف الآراء حول قيم ومبادئ كانت بالأمس القريب رواسخ شامخة، لا تزعزعها رياح وعواصف الحياة، كانت جذورها أبية نقية ضاربة في عمق التاريخ بكل عنوة، كفى بك الآن، إذا كنت حسن النية بالآخرين أن تُنعت بالسذاجة،
وهذا أقل ما سيصيبك، فتبعاتها وخيمة ستورثك إما الاكتئاب والانعزال عن المجتمع خشية تلقي نفس الصفعة من جديد أو ارتداء قناع لا ينم عن بواطنك ولا تنتمي له بأي صلة، أو مسايرة ما يدور حولك بأريحية الكذب والنفاق، إن ما نعيشه الآن من تدهور أخلاقي وقيمي، لهو من عظائم الأمور ومنغصات الحياة لمن هم يتفكرون ويحلمون بها أن تكون ملاذهم ومبتغاهم لحياة كريمة لهم ولأبنائهم، وينشدون فيها تغاريد الأمل والجمال؛ لتكون وبحق سبيلهم للوصول إلى راحة بالهم واعتدال أمزجتهم، وأن تتحقق لهم ولو بنسبة مُرضية دار سكينة وأمان، نعم نحن نعلم تماماً أنها دار شقاء، وأنها فانية لكن هل نرضى أن تكون على هذا النحو البغيض؟! الذي لا معنى من استمراره إلا الإتجاه وبقوة إلى هوة سحيقة، فانهيار الأخلاق هو ما يؤدي وبقوة إلى انهيار الأمم، علينا أن نفيق قبل فوات الأوان.
أَعلم أنه ليس بالشيء الهين ولا البسيط، فبناء الأمم ومحاولة إنقاذها من الهلاك؛ قد يُنهك أجيالاً من العمل الشاق وعلى كل الأصعدة والنواحي أيضاً.
لكن لنعلم أنه إذا صلُحت الأخلاق؛ صلحت كل الأحوال، اقتصاديا، اجتماعياً وأيضاً سياسياً.
ولنبدأ بأنفسنا فالتغيير الاجتماعي الذي يبدأ من قاعدة الهرم هو الأقدر على الاستمرارية والأدوم أثراً؛ برغم تأخر نتائجه.
فالمسؤولية مسؤولية كل فرد منا ولنتجاوز عن ذلات بعضنا ولنحمل لبعضنا حقائب نسيان الزلات ولنحتمي ببعضنا البعض وننشُر المحبة والوئام،
ولنُعلي من قيم التسامح والعلم والعمل والأخلاق القويمة، والعودة إلى كل ما هو جميل وأصيل.
ولا تستهن عزيزي القارئ إذا قلت لك أيضاً العودة إلى الفن الإبداعي، فالفنون الراقية لها دورُ أصيل في بناء الإنسان ومن ثم الأمم، فبتضافُر كل الجهود وكل العوامل المؤدية لنهضة أُمتنا فيقيناً سنصل إلى مبتغانا بإذن الله