الكاتبة السورية / فاديا الصالح تكتب..اعترافات امرأة
دفنت كل الصرخات داخلها و مضت ..مضت تطارد أسراب الفراشات .. و تحوم بخيالها الحالم فوق الغيوم .. تنفض عن روحها المتعبة رياح تشرين اللاذعة ..
مضت تشعل شموعا في مسارات أيام أفلت قناديلها باكرا ..
و غادرتها الأنوار فيها بحثا عن عصافير نيسان ..
كانت بكل عزيمتها تهرول إليه .. تسلك كل الدروب المؤدية إلى ضياء عينيها ..
تهرول إليه بقلبها لا بقدميها ..
تسرع إليه بكلها ..و تدفن ألف حكاية بصدرها المظلم ..الذي لم يعد يتسع لكل مافيها من ضجيج ..
تناديه بقلبها ..و تلفظ اسمه كل ثانية بصمتها و كأنها تجتاز ظلمات طالما تاهت بها لتشعر بأفياء اسمه بدفء أخر .. يقودها لعالم أخر.
لم تكن تلك الشموع المشتعلة في مساءاتها إلا أقاحي تستظل بها كلما غزا التعب وجنتيها ..و كلما صالت ذكريات الماضي بذاكرتها قبل معرفتها به .. تلوذ إليه من عواصف الماض الأسي .. كانت تحاكيه بصمتها ….و طالما انتحرت الكلمات على شفاهها دون علمه .. و استباحت العواطف تغمرها و الحنين يقتلها… لتقرأه سطرا عابرا في رواية ..
أو تخطه حبلاً طويلاً من النجوم ..