الاستاذ أمجد المصرى يكتب.. مرحبًا ٢٠٢٣
مع إطلالة كل عام يأمل الناس أن يكون عامهم الجديد أفضل من سابقه . متمسكين بالأمل والرجاء . هكذا تمضي السنوات بين أحلام تحققت وآمال ما زالت معلقه تنتظر دورها .. كل عام وشعب مصر العظيم بخير وأمان وإستقرار .
لم يكن عامنا المنتهي شديد الثراء وإنما غلب على أيامه كثيرًا من المعاناه تحت وطأة الأزمه الإقتصاديه المحليه والعالميه والتي خلفت ضغوط رهيبه وغلاء مؤلم عانت منه كل طبقات وشرائح المجتمع المصرى دون إستثناء . اليوم يحلم الناس أن تتحسن الأحوال ولو تدريجيًا خلال العام الجديد بإجراءات وسياسات إقتصاديه من شأنها أن تعدل المسار . وأن تتعاظم قيمة ودور الرقابه على الأسعار في الأسواق من أجل منع كل ممارسات الجشع والإحتكار والمبالغة في زيادة اسعار السلع .
في عامنا الجديد يأمل أهل الفكر والسياسة والنخب المثقفه أن نرى تحسن في هذه الملفات الهامه وأن يخرج الحوار الوطني لنا بآليات تضمن تطوير الأداء الحزبي الراكد تمامًا منذ نهاية إنتخابات البرلمان الحالي في ٢٠٢٠ . والعمل علي تنشيط منابر الفكر والإعلام والثقافة لتمارس دورها الهام في إعادة بناء الشخصيه المصريه التي تأثرت كثيرًا في العقد الأخير بفعل عوامل متعدده أثرت بالسلب علي بعض قيم الهويه والإنتماء والذوق العام وريادة هذا البلد في مجالات الفن والثقافة . ليكن عام ٢٠٢٣ هو عام بناء الإنسان ومنح الأجيال الصاعده مزيدًا من محددات الهويه التي غابت أو كادت تندثر تحت ضربات الغزو الفكرى لعقول الصغار والكبار .
في ٢٠٢٣ نأمل أن يزداد الوعي وأن تختفي من دنيانا ظاهرة إدمان مواقع التواصل وتلك التريندات التافهه التي غرقنا في بعضها خلال العام الماضي وأن يتزايد الإهتمام بقيمة الوقت فلا مفر من زيادة العمل والتطوير فيه فنحن في عالم يعترف فقط بمن يتميز ويجتهد ويقدم الجديد . العالم يتغير وعلي شبابنا أن يكون ذكيًا في إستغلال وقته وطاقته فيما يفيد فلا مكان للكسالي أو من ينتظرون أن يطرق بابهم ساعي البريد حاملًا خطاب التعيين . فهذا زمن قد ولي وعلي الأذكياء أن يحسنوا إعداد أنفسهم لعالم يعتمد على التكنولوجيا وريادة الأعمال والميكنه أكثر مما يعتمد علي الجالسين فوق المكاتب بلا عمل أو إنتاج .
مرحبا بالعام الجديد بكل تحدياته وليسعي من يريد النجاح إلي ترجمة الأحلام بالكد والعمل إلي واقع . فلا مجال لكلمة مستحيل وإنما هو السعي وتقديم الجديد ورفع شعار (الأمل مع العمل) حتي نخرج من عنق الزجاجه ونطور من أنفسنا لنعبر ونحجز لهذا الوطن وناسه مكانًا يليق بهم تحت شمس الحياه . مزيدًا من الجرأه وتقديم أهل الفكر والكفاءه ودعم النماذج الناجحه والإصطفاف الكامل خلف الرايه والوطن من أجل غد أفضل لنا ولأجيالنا القادمه .. كل عام ومصر الحبيبه وشعبها الأبي الصابر بخير وأمان وإستقرار .