معلومة تهمك .. الأنتيكخانة
يعد المتحف المصري أو الأنتيكخانة الكائن بميدان التحرير، أحد أكبر و اشهر متاحف العالم، وذلك لكونه تحفة فنية ثقافية يحتضن بين جنباته روائع الحضارة المصرية العتيقة من كنوز أثرية نادرة و وثائق علمية قيمة، كما يعد أقدم متحف أثري في الشرق الأوسط وإفريقيا و أول متحف تم تصميمه و منذ بدء العمل به ليؤدي وظيفة المتحف خلاف ماكان شائعاً بتحويل قصور و بيوت الأمراء والنبلاء إلى متاحف ، و يضم المتحف بين جنباته أكثر من ١٥٠ ألف قطعة أثرية ترجع إلى العصور الفرعونية .. و احتفالاً بمرور ١٢٠ عاماً على افتتاحه ينظم المتحف معرضاً أثرياً مؤقتاً لكنوز بدروم المتحف.
نشأة المتحف
بدأت فكرة إنشاء المتحف مع الاهتمام العالمي الكبير بالآثار المصرية بعد فك رموز حجر رشيد بمعرفة العالم الفرنسي شامبليون ، و كانت النواة الأولى للمتحف بمنزل صغير يقع على بركة الأزبكية القديمة ، حيث أصدر محمد علي باشا أمراً بتسجيل الآثار المصرية الثابتة و نقل الآثار القديمة إلى متحف الأزبكية و ذلك في العام ١٨٣٥ م. و بعد وفاة محمد علي عادت سرقة الآثار مرة أخرى و سار خلفاءه على نهج الإهداءات ، فتضاءلت مقتنيات المتحف . و في العام ١٨٥٨ م ، تم تعيين” مارييت ” كأول مأمور لإشغال العاديات ، أي ما يقابل حالياً رئيس مصلحة الآثار ، و رأى أنه لا بد من وجود إدارة و متحف للآثار و لذلك قام باختيار منطقة بولاق لإنشاء متحف الآثار المصرية ، و نقل إليها الآثار التي تم العثور عليها أثناء التنقيب ؛ كآثار مقبرة إعح حتب.
و في العام ١٨٦٣ م أقر الخديو إسماعيل مشروع إنشاء متحف للآثار المصرية ، لكن المشروع لم يرَ النور ، و إنما اكتفى بمنح مارييت موقعاً أمام دار الأنتكخانة في بولاق لتوسعة متحفه ، لكن في العام ١٨٩٨ م ارتفع منسوب النيل حتى إغراق متحف بولاق و من ثم ضياع بعض محتوياته ، و بعدها أعيد افتتاح المتحف في العام ١٨٨١ م و في نفس العام رحل مارييت و تولى بعده “ماسبيرو” كمدير للآثار و المتاحف.
و في العام ١٨٩٠ م عندما زادت مجموعات متحف بولاق تم نقلها إلى سراي الجيزة ، و عندما تعين العالم “دي مورجان” كرئيس للمصلحة و المتحف الجديد قام بإعادة تنسيق تلك المجموعات المعروف باسم متحف الجيزة.
في الفترة ١٨٩٧ – ١٩١٤ م جاء” لوريه” كخليفة ل “دي مورجان” . ولكن عاد ماسبيرو مرة أخرى ليدير المصلحة و المتحف في الفترة ١٨٩٩ – ١٩١٤ م و في العام ١٩٠٢ م قام بنقل الآثار إلى المبنى الحالي للمتحف بميدان التحرير و كان من أكثر مساعديه نشاطاً في فترة عمله الثانية العالم المصري / أحمد باشا كمال ؛ و هو أول من تخصص في الآثار المصرية القديمة و استمر سنوات عديدة بالمتحف. و قد صمم المتخف على الطراز الكلاسيكي ، و لم يحتوِ أي تأثيرات للفن المصري القديم.
واجهة المدخل
مدخل المتحف محاط بعامودين على الطراز اليوناني كنظيريهما بمعبد فيلة ، و يعلو المدخل تمثال نِصفي للإلهة حتحور مصورة كأنثى بقرنين و بين القرنين قرص الشمس ، و على جانبي المدخل تمثالان للإلهة أيزيس ترتدي زياً إغريقياً و في الجزء العلوي يميناً و يساراً كتبت الأعوام ١٨٩٧ م ، ١٩٠١ م في إشارة لتاريخي بدء العمل و نهايته ، و أيضا يوجد حرفان” ع – ح ” كاختصار لاسم الخديو عباس حلمي الثاني.
أما أول مدير مصري للمتحف فكان ” محمود حمزة ” الذي تم تعيينه عام ١٩٥٠ م ، و قد كان للمتحف دليل موجز من وضع ماسبيرو يعود بالذاكرة إلى العام ١٨٨٣ م ؛ إلا أنه قام بعمل دليل كبير للمتحف الجديد ، تكررت طباعته منذ العام ١٩٥٠ م حتى تاريخه.
التصميم المعماري للمتحف
يتميز المتحف باختلاف الطراز المعماري اليوناني الروماني و الفرنسي لمبنى المتحف ، بينما يحتوي المتحف ، آثاراً فرعونية و لكن البعض يُرجِع ذلك إلى انجذاب المسئولين للعمارة الفرنسية آنذاك ، مع الاحتفاظ بالطابع الفرعوني في التصميم الداخلي لقاعات المُتحَف فهو يحتوي تأثيرات للفن القديم في تصميم حجراته و قاعاته الداخلية ، فمدخل القاعات يحاكي أضرحة المعابد المصرية ، و الحجرات تحاكي معبد إدفو جنوبي الصعيد.
و قد تم اختيار تصميم المتحف من بين ٧٣ تصميماً وكان التصميم الفائز منسوباً للمهندس الفرنسي “مارسيل دورنون ” على طراز العمارة الكلاسيكية اليونانية الرومانية ، أما واجهة المتحف صُمِّمَت على الطراز الفرنسي بعقود دائرية مزينة بلوحات رخامية لأهم و أشهر عُلَماء الآثار في العالم ، و على جانبي المدخل الخشبي تَمثالان كبيران من الحصى لسيدتين على الطراز الروماني و لكن برءوس فرعونية. و تجدُر الإشارة لاتساع القاعات الداخلية و ارتفاع الجُدران و دخول الضوء الطبيعي من خلال ألواح الزجاج على السقف و من نوافذ الدور الأرضي. و قد عُرِضَت الآثار مثلما كانت بالمعابد القديمة . و قد روعي بالمبنى التوسعات المستقبلية.
موقع المتحف
يقع المتحف إلى الجانب الشمالي من ميدان التحرير بوسط القاهرة بالقرب من محطة مترو السادات ، و قد قام الخديو عباس بافتتاح المتحف في العام ١٩٠٢ ، و قد سجل مبنى المتحف المصري على قائمة المباني التاريخية المحظور هدمها
مبنى المتحف
يتكون المتحف من طابقين رئيسين . الطابق الأرضي و يحتوي الآثار الثقيلة من توابيت و لوحات و تماثيل ضخمة و كبيرة مصنوعة من حجر جيري و رملي مثل تمثال رمسيس الثاني و سنوسرت و خفرع و أبو الهول و إخناتون و حتشبسوت.
أما الطابق العلوي ، فيضم آثار عصر الدولة الحديثة أشهرها مجموعة الفرعون الصغير، أو الذهبي ” توت عنخ آمون ” بالإضافة إلى قاعتين للمومياوات الملكية . و يضم المتحف المصري أكثر من ١٥٠ ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي تم العثور عليها في مقابر الملوك و الحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام ١٨٩٤ م ، و يضم المتحف حالياً أعظم مجموعة أثرية في العالم تعبر عن كل مراحل الناريخ المصري القديم ، و من أهم مجموعات المتحف :
١ – مجموعة عصور ماقبل التاريخ :
و هي تمثل النتاج الحضاري للإنسان المصري قبل معرفة الكتابة حيث استقر في أماكن كثيرة في مصر شمالها و وسطها و جنوبها ، و تتضمن أنواعاً متعددة من الفخار و أدوات الزينة و أدوات الصيد و متطلبات الحياة اليومية.
٢ – مجموعة الدولة القديمة :
من أهمها تماثيل زوسر و خفرع و منكاورع و شيخ البلد و القزم سنب و بيبي الأول و ابنه مري أن رع و العديد من التوابيت و تماثيل الأفراد و الصور الجدارية و مجموعة الملكة حتب حرس.
٣ – مجموعة الدول الوسطى :
و تضم العديد من الآثار و أهمها تمثال منتوحب الثاني و مجموعة تماثيل بعض ملوك الأسرة ١٢ مثل سنوسرت الأول و أمنمحات الثالث و غيرهما العديد من تماثيل الأفراد و التوابيت و الحُلِي و أدوات الحياة اليومية. و لعل أشهر ما في المجموعة تماثيل حتشبسوت و تحتمس الثالث و رمسيس الثاني ، بالإضافة إلى العجلات الحربية و البرديات و الحُلِيّ و مجموعة إخناتون و لوحة إسرائيل و تمثالي أمنحتب الثالث و زوجته تي و مجموعة التمائم و أدوات الكتابة و الزراعة ثم مجموعة المومياوات الملكية المعروضة بقاعة خاصة بها و تم افتتاحها في العام ١٩٩٤ م.
٤ – مجموعة العصور المتأخرة :
و تضم آثاراَ متنوعة من بينها كنوز تانيس التي تمثل بعض الآثار المصنوعة من الذهب و الفضة و الأحجار الكريمة و التي تم العثور عليها بمقابر بعض ملوك و ملكات الأسرتين ٢١ و ٢٢ في صان الحجر . هذا بالإضافة إلى بعض التماثيل المهمة كتمثال آمون و منتومحات و تمثال الإلهة تاروت و لوحة قرار كانوب ( أبو قير حالياَ ) و لوحة بعنخي □