كيف نشرت الحرب الأوكرانية الروسية السلاح في يد الإرهابيين؟
انتشار السلاح مع الإرهابيين |
أدت الحرب الروسية الأوكرانية، إلى زيادة وانتعاشة الجماعات الإرهابية في أفريقيا وآسيا، في ظل انشغال القوى الدولية والإقليمية بالحرب وانحراف شحنات أسلحة مميزة عن مسارها في جبهة القتال إلى مخازن الإرهابيين.
وجعلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أوروبا وواشنطن تهملان ملف الإرهاب الذي عاود الانتشار بقوة في عام 2022، ويواصل تهديداته مع مطلع 2023، مع الانتشار المكثف لتنظيماته في غرب إفريقيا، وضربات داعش في العراق وأفغانستان الأيام الأخيرة.
وتواصل النظيمات الإرهابية تهديداتها مع مطلع 2023، مع الانتشار المكثف لها غرب إفريقيا، وضربات داعش في العراق وأفغانستان الأيام الأخيرة، فيما يعاني العالم انقسام دولي حاد لم يحدث منذ انتهاء الحرب الباردة، ما بين جبهتي روسيا والغرب، واستنزاف اقتصاد دول العالم بينهما.
تزحف الحرب الروسية الأوكرانية، التي بدأت فبراير 2022، نحو عامها الأول على وقع انقسام دولي حاد لم يحدث منذ انتهاء الحرب الباردة، ما بين جبهتي روسيا والغرب، واستنزاف اقتصاد دول العالم بينهما.
وتأتى الحروب وما يترتب عليها من آثار اقتصادية وأمنية على رأس العوامل التى تصب فى صالح التنظيمات الإرهابية، لا سيما مع قدرة الجماعات الجهادية وغير الجهادية على توظيف الأزمات لصالحها، مستغلة تضارب مصالح الدول الكبرى، ومن خلال الحروب تضعف الدول عن مراقبة حدودها، وتنشغل أجهزة الأمن والاستخبارات بالحروب، فيتأخر الاهتمام بمكافحة التطرف والإرهاب.
وعلى أثر هذه الحرب، فتحت أوكرانيا أبوابها للمقاتلين الأجانب أو ما يسمون «المرتزقة» للقتال إلى جانب الجيش الأوكرانى، وهو ما رفضته ألمانيا حين قالت إن السفر إلى منطقة الصراع بشكل غير قانونى يُزيد من سفر المتطرفين ومكوثهم هناك، وهذا ما يثير تساؤلات حول مستقبل الإرهاب بشأن القبلة أو الوجهة للمقاتلين الأجانب بعد أن تضع الحرب أوزارها، فهل يذهبون إلى طالبان أو ينضمون إلى داعش فى سوريا أو العراق أو أوروبا؟ سؤال يشغل الباحثين.
يمكن القول بملء الفم بأن القارة الإفريقية وأفغانستان، إلى جانب العراق، صارت أرض العمليات المركزية لـ”داعش” في العام المنتهي 2022، وخلال العام الجديد 2023.
وبدلًا من أن يستغل العالم وقواه الدولية الفاعلة، ومنها أمريكا، حالة الاقتتال بين داعش والقاعدة على النفوذ في بعض المناطق مثل الساحل الإفريقي جنوبي الصحراء، انغمست واشنطن في حرب أوكرانيا “كأنه تعمد لصنع أزمات أكثر قوة عالميا، تضاف لأوجاع الحرب”.
جميع صفقات السلاح التي وصلت إلى كييف وقعت ضحية لمافيا السلاح وبيعت للجماعات والتنظيمات الإرهابية، وعملت الجماعات الإرهابية على الاستفادة من سلاح واشنطن بطريقة غير مباشرة لتقوية فروعها وأذرعها؛ ما يسمح لأميركا بالتدخل في شؤون الدول مرة أخرى وبالأخص إفريقيا.
هذا الوضع في استمرارية الحرب يعني استمرار حالة التأزم في عدة دول، لا سيما في منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا؛ بما يوفر بيئة خصبة لنمو النشاط العملياتي لتنظيمات العنف والإرهاب.
الحرب الروسية الأوكرانية |
ارتفاع معدلات هجمات داعش:
ارتفاع معدلات هجمات داعش في وسط إفريقيا وفي الجنوب الإفريقي، خاصةً موزمبيق، بمعدل 50 بالمئة في عام 2022 مقارنةً بسنوات سابقة.
ارتفاع نسبة عمليات تنظيم داعش في مناطق غرب إفريقيا بواقع 20 بالمئة.
يمتلك تنظيم داعش أكثر من فرع في غرب إفريقيا وآخر في منطقة الساحل والصحراء الكبرى، وفي الجنوب الجماعات التي بايعت داعش في موزمبيق.
يحذر محللون أميركيون من يوصف بـ”الإهمال الاستراتيجي” من الولايات المتحدة وحلفائها لتهديدات عودة داعش والقاعدة.
خروج فرنسا العسكري من غرب ووسط إفريقيا وانشغال روسيا بحربها ضد أوكرانيا جعلا الساحة شبه خالية لداعش وبقية التنظيمات المتطرفة في مواجهة مليشيات وجيوش إفريقية.
مع اقتراب المعارك في أوكرانيا من سيناريو الحرب طويلة الأمد، تلوح دول الغرب بمواجهة أزمة في حجم الأسلحة الموجودة في مخازن دول حلف الناتو؛ وهو ما ينعكس مستقبلا على قدرتها على مواجهة التهديدات الإرهابية داخلها وفي الخارج.