كينيا والصومال.. التعاون من أجل محاربة الإرهاب
الإرهاب في الصومال |
تعد كلًا من الصومال وكينيا، دولتان جارتان في القرن الأفريقي، حيث تربطهما علاقات سياسية وأمنية في ظل تحديات الإرهاب وانتشاره نتيجة تواجد عناصر حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي.
تفاصيل زيارة وزير الدفاع الكيني:
زار وزير الدفاع الكيني آدم بري دعالي الصومال لتعزيز التعاون في الحرب على الإرهاب وضمان أمن الحدود بين البلدين.
واستقبل رئيس ولاية جوبالاند الصومالية أحمد محمد إسلام وزير الدفاع الكيني أدام بري دعالي في كيسمايو جنوبي الصومال.
وبحسب بيان من رئاسة ولاية جوبالاند تهدف الزيارة إلى تفقد القوات الكينية العاملة ضمن قوة حفظ السلام الأفريقية “أتميس”، وتنسيق العمليات العسكرية ضد الإرهاب المنتظر أن تبدأ قريبا في جوبالاند.
وناقش المسؤولان الاستعدادات لإطلاق عملية عسكرية واسعة ضد حركة الشباب المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، في مناطق جوبالاند، ودعم القوات الكينية المشاركة في عملية أتميس، في الحملة المرتقبة.
الإرهاب في الصومال |
وشدد رئيس ولاية جوبالاند ووزير دفاع كينيا على ضرورة العمل بعمق وفق آليات التعاون من أجل ضمان أمن الحدود بين كينيا والصومال خلال هذه العمليات ضد الحركة الإرهابية.
وقال دعالي، في تصريحات إعلامية عقب وصوله إلى مطار مقديشو الدولي، إن حكومة بلاده تقف إلى جانب الصومال في الحرب على الإرهاب.
وأوضح أن جهود الحرب التي يقودها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود “ليست لصالح الصومال فقط بل لصالح المنطقة عموما”.
ومضى قائلا إن الرئيس الكيني وليام روتو وحلفاء نيروبي يدعمون بقوة خطط الرئيس حسن شيخ محمود للقضاء على الإرهابيين وإرساء السلام وفرض الاستقرار في ربوع البلاد.
وأشاد آدم بري دعالي بالعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الصومالي والإنجازات التي تحققت حتى الآن على أرض الواقع.
ولفت إلى أن كينيا ستسهل تأشيرات الدخول للصوماليين، وستعمل في هذا الشأن عن قرب مع السلطات الصومالية.
وفي غضون ذلك اعتقلت القوات المسلحة الصومالية عدداً من الشيوخ المحليين بتهمة التعامل مع حركة الشباب، وقال حاكم مدينة “عادادو” التابعة لإقليم “جلجدود” بولاية “جلمدج” الإقليمية فارح ديري ورسمي حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصومالية إن المعتقلين اخترقوا توجيهات الحكومة الفيدرالية بشأن الإرهاب وسيمثلون أمام العدالة وفق القوانين المرسومة للدولة.
ومن جانبه أوضح قائد الفرقة 21 بالجيش الصومالي العقيد حسن محمد أبو بكر إن الشيوخ المعتقلين تم نقلهم إلى مدينة “طوسمريب” عاصمة ولاية “جلمدج” من أجل المحاكمة، منوها بأن الحكومة الصومالية أصدرت بياناً لتجريم التعامل مع الميليشيات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
عملت الحكومة الكينية، على إجراء عدد من السياسات؛ من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف فى بلادها فعلى سبيل المثال، التدخل الكينى فى الصومال، والتى انخرطت فيه عن طريق قوات الإميصوم فى عام ٢٠١١، ودعمت ولاية جوبالاند فى جنوب الصومال؛ لتكون قادرة على مواجهة تمدد حركة الشباب فى جنوب الصومال وإبعادها عن الحدود الكينية.
فى سبتمبر ٢٠١٦، أطلقت كينيا استراتيجيتها لمكافحة التطرف والإرهاب، من خلال تجميع موارد الحكومة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص؛ من أجل دعم جهود مكافحة الإرهاب سواءً العسكرية أو غيرها.
وفى مارس ٢٠١٧، شكلت نيروبى لجنة لقيادة جهود مكافحة التطرف والإرهاب، وتعمل اللجنة على إنشاء تدابير وقائية وتأهيلية؛ لاستكمال الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب.
وفى ٢٠١٨، عملت اللجنة مع وزارة التربية والتعليم، إنشاء برامج مدرسية لمكافحة التطرف العنيف.
أنفراجة التوترات:
ومرت على الصومال وكينيا، 5 سنوات عاصفة في ظل قيادة كل من أهورو كينياتا، ومحمد عبدالله فرماجو.
وخلال تلك الفترة، صدر قرار محكمة العدل الدولية بفصل النزاع البحري وترسيم حدود بحرية بين البلدين لصالح الصومال في أكتوبر 2021، وأعلنت مقديشو احترامها وقبولها القرار بينما رفضت نيروبي القرار بشكل قاطع.
وفي سلسلة التوتر بين البلدين، نشبت اشتباكات مسلحة على الحدود البرية التي تمتد نحو 1000 كم بين الجيشين الصومالي والكيني في عام 2021.
وفي أوج التوتر، تطورت أزمة العلاقات بين البلدين إلى قطع العلاقات الدبلوماسية ووقف عمل الخطوط الجوية الكينية في الصومال بالإضافة إلى حظر الصومال تجارة القات، وهو حظر استمر نحو عامين قبل رفعه في يوليو/تموز الماضي.