كاتب بريطاني: محطة زابوروجيا النووية أخطر بقعة على وجه الأرض
كاتب بريطاني: محطة زابوروجيا النووية أخطر بقعة على وجه الأرض |
قال الكاتب البريطاني جوليان بورجر، في مقال نشر في صحيفة “الجارديان” البريطانية” إن القصف المتكرر لمحطة زابوروجيا النووية يعرض سلامتها للخطر ويجعلها أخطر بقعة على وجه الأرض”.
وأضاف الكاتب في مقاله أن سلامة المحطة النووية، التي تعد أكبر محطة نووية في أوروبا بأسرها، أصبحت في الوقت الراهن غير مؤكدة ولاسيما في ظل النقص الذي تعاني منه في الأيدي العاملة وانقطاع التيار الكهربي عنها بسبب الهجمات التي تتعرض لها المحطة النووية خلال الحرب المشتعلة حاليا بين القوات الروسية والأوكرانية.
وأوضح الكاتب أن المحطة، بما تحويه من ستة مفاعلات نووية وبعد تعرضها لعدة مرات للقصف الجوي بعد أن أصبحت على خط المواجهة بين القوات الروسية والأوكرانية، باتت تمثل خطورة بالغة خشية أي تسرب إشعاعي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.
ويتناول الكاتب موقف كل من روسيا وأوكرانيا من القصف على المحطة النووية حيث يتبادل كلا الطرفين الاتهامات بشأن من المسؤول منهما عن تعريض سلامة المحطة النووية للخطر، ففي الوقت الذي يتهم فيه الجانب الأوكراني القوات الروسية باستهداف المنشأة النووية يعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن أوكرانيا تمارس “إرهابًا نوويًا” من خلال استهدافها للمحطة النووية.
ويسلط الكاتب الضوء على تصريحات خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين يقومون بزيارة المحطة للوقوف على مدى سلامتها، والتي يؤكدون فيها أن المنشأة النووية لم تتعرض لأي قصف منذ العشرين من الشهر الماضي إلا أنه تم إطلاق نيران مدفعية في محيطها.
ويشير الكاتب إلى أنه لا يوجد أي دليل على صحة أي من الاتهامات التي يتبادلها الطرفان موضحًا في نفس الوقت أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبذل قصارى جهدها في الوقت الحالي لإقامة منطقة حظر جوي فوق المحطة النووية وهو الاقتراح الذي تعارضه كييف بشدة قبل انسحاب القوات الروسية من المحطة النووية بينما ترفض موسكو تحقيق ذلك المطلب لأوكرانيا.
ويشير الكاتب إلى نوع آخر من المخاطر يهدد المحطة النووية وهو تناقص أعداد العاملين داخلها على مدار العشرة أشهر الماضية منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حيث أدت الحرب هناك إلى فرار العديد من العاملين بها حفاظًا على سلامتهم وأرواحهم، موضحًا أن أعداد العاملين في المحطة النووية وصلت في الوقت الحالي إلى 4،000 فقط في مقابل 11،000 عامل قبل بداية الحرب.
ويضيف الكاتب أنه من المحتمل أن يزداد الموقف سوءًا على ضوء ارتباط المحطة النووية بالشبكة القومية للطاقة في أوكرانيا والتي أصبحت هدفًا للقوات الروسية مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المنشأة النووية في بعض الأحيان واضطرار العاملين بها لاستخدام مولدات كهرباء تعمل بزيت الديزل للحفاظ على نظام التبريد بها خشية حدوث تسرب إشعاعي.
ويختتم الكاتب المقال محذرا من خطورة تلك الحالة التي باتت عليها المحطة النووية حيث إن مولدات الكهرباء الاحتياطية التي يلجأ إليها العاملون في حالة انقطاع التيار الكهربي غير مجهزة للعمل فترات طويلة، إلى جانب أنها في حاجة لإجراء أعمال صيانة، موضحا أنه في حالة تعطل تلك المولدات سيحدث تسرب إشعاعي في غضون ساعات قليلة منذرًا بكارثة نووية.