في ظل تزايد ندرة المياه العذبة : ماذا نفعل للتحول من الري بالغمر للري المطور
في ظل تزايد ندرة المياه العذبة : ماذا نفعل للتحول من الري بالغمر للري المطور
-
د. علي إسماعيل: مصر ليست بظروف طبيعية فقد دخلنا في مستوى الفقر المائي…..ترتفع الإنتاجية الخاصة بالمزارع نتيجة تطوير الري واستخدام نظم الري الحديثة بنسبة 25% عن إنتاجه
-
د. عمرو خيري: نضع استراتيجية ممتازة جدا لعملية إدارة المياه…..تحويل الري بالغمر إلى ري مطور يتم وفقا لمقومات كل منطقة
مريان نعيم
أصبحت قضية ندرة المياه العذبة هي الخطر الأكبر الذي يستعد العالم لمواجهته خاصة مع التغيرات المناخية التي تحدث والتي تزيد من احتمالية زيادة سرعة نفادها في وقت قد يكون أبكر مما يظن الجميع، الأمر الذي دعي دول العالم وعلى رأسها مصر للمشاركة في “المنتدى العالمي للمياه” ومع بداية موسم أقصي الاحتياجات مع بداية الصيف وزيادة استخدام المياه سواء في الاستخدامات المنزلية والزراعة، والري من أهم مهدرات المياه التي تسعى الدولة لتنظيمها وترشيد المياه التي تهدر بسببها، وضعت بالفعل استراتيجية لترشيد المياه من خلالها إلا أنها بالطبع تحتاج للمزارع لتحقيقها
في هذا التقرير سوف نستعرض الوضع الراهن وفقاً لخبراء الري وما السبل لتحقيق أفضل النتائج على مستوى الدولة والعائد والمميزات التي ستعود على المواطن والمزارع منها.
في البداية يجب أن نوضح أن مصر قد بدأت بالفعل في مستوى الفقر المائي حيث أوضح دكتور علي إسماعيل أستاذ إدارة الأراضي والمياه مدير معهد بحوث الاراضي والمياه الأسبق ” أنه بالنسبة لموضوع تحديث الري أصبح موضوع هام جداً في كل مصر، بغض النظر من يعمل فيه ، لان موارد المياه لدينا موارد محدودة وخاصة مصر ليست بظروف طبيعية فقد دخلنا
في مستوى الفقر المائي نحن اقل من 500 متر مكعب في السنة وعلى 2050 سيكون 276متر مكعب او 300 متر مكعب في مع السنة، طبعا عملية قاسية جدا مع ارتفاع النمو السكاني بمعدل ٢ بالمائة ، ومع المشروعات الزراعية التي بدأنا فيها والتي تحتاج إلى كل قطرة مياه ”
دكتور علي إسماعيل
الأمر الذي جعله يرى أن هناك حتمية لتطوير منظومة الري قائلا “ومن هنا جاءت الضرورة والحتمية من أن نطور منظومة الري ، وبالفعل قد بدأنا في تطوير منظومة الري لمليون فدان من الأراضي الرملية الصح
راوية التي كانت تروى بالغمر اشتغلنا سويا وزارة الزراعة ووزارة الري بالعمل على تطويرها، أما عن الأراضي في الوادي والدلتا لدينا 3.7 مليون فدان في الوادي والدلتا وهي الاراضي القديمة، ولدينا محصولين بنحاول نشتغل عليهم قصب السكر و الأراضي المنزرعة بالبساتين كمرحلة أولى ومساحة قصب السكر حوالي 350 الف فدان هي التي تمثل التحدي الاعظم والباقي مليون فدان مزرعة بساتين تسير بالتوازي ضمن منظومة تحديث وتطوير الري “.
جهود الدوله في ذلك الشأن
أما عن الجهود التي تقوم الدولة فقد أوضح د. اسماعيل أن الدولة قد قامت بتقديم قرض مدعم بدون فائدة على 10 سنوات لكن مع التغيرات الاقتصادية اضحى القرض قيمته منخفضة قليلا لكن لايزال علينا أن نحدث من أساليب الري ونستخدم نظم ري حديثة سواء ري بالرش أو ري بالتنقيط او ري مطور بيصل كفائتة ٧٠ % كل هذا الكلام يحتاج إلى أن نشجع المزارعين على ذلك ونقدم لهم الدعم والتوعية بأهمية ذلك ولفعل هذا هو يحتاج إلى أن وزارة الزراعة تستمر في تقديم الدعم الفني من خلال جهاز مشروعات تحسين الأراضي ووزارة الري تقدم دعم فني من خلال التوجيه المائي، بمعنى حينما يحتاج المزارع لتحديث الري بحقله و لتصميم شبكة ري يقوم بالتواصل مع مديرية الزراعة والذي تقوم بدورها بالتواصل وتقديم الدعم الفني من خلال جهاز تحسين الأراضي أو وزارة الري حسب المكان ويساعدهم من خلال عمليات طرح الشبكة وتسعيرها او وضع المواصفات الفنية المستلزمات المطلوبة للشبكة.
لكن الدعم المادي في صورة قرض اللي كان مقدم للفدان طبقا للظروف مع بداية المشروع قد أصبح نتيجة المتغيرات الاقتصادية وارتفاع الأسعار ، هنالك حاجة لكي يعاد النظر في هذه القيمة برفع قيمة القرض ، أو ترى الدولة أن يبقى القرض جزء في صورة منحة والباقي قرض والمزارع يكمل الباقي يعني مثلا لو قيمة القرض 15الف جنيه والذي قد يقسم مثلا على 10 سنوات بدون فوائد، من الممكن أن تعطيه الدولة كدعم للمزارع وهو يكمل الفرق حسب المساحة وقد يصل الفرق إلى 60 الف جنيه الأمر الذي قد يجعل من التكلفة الاقتصادية عائق بالنسبة للتطوير للمزارع ، لذلك نحتاج ان نساعد في هذه المنظومة لكي تتم بسرعة كما تم في مرحلة تحديث وتطوير المليون فدان في الأراضي الجديدة الصحراوية
لكنه أوضح أيضاً أن هناك مميزات عدة لاستخدام الري المطور والحديث للمزارع من ضمنها زيادة عائده المادي إلى الحد الذي قد يصل إلى 25% حيث قال “أنهم حين يعرفون المردود الاقتصادي من هذا الموضوع ، وان تحديث وتطوير الري بالنسبة له فائدة أكثر حتى من الدولة نفسها، حيث ترتفع الإنتاجية الخاصة به بحوالي 25%، ويدخل كل المساحات التي كانت تستخدم في الري من القنوات والحوال وغيرها التي تستخدم في توزيع المياه سوف ينتفع بهذه المساحة والتي تصل نسبتها حوالي من 7- 10% من مساحة أرضه في ذات الوقت يستخدم التسميد بالقدر الذي يحتاجه، كل هذه تكاليف اقتصادية ومردود اقتصادي ، أيضا يستطيع أن يتحكم في الري على حسب احتياجاته، مثل إذا ما امطرت يستطيع أن يوقف المياه أو إذا زادت الحرارة أن يروي الأرض وهكذا ، كذلك تقلل امراض العفن والتلف للثمار.
على الجانب الأخر أوضح أن هناك العديد من الأمور التي يجب الانتباه إليها والتي من ضمنها رفع قيمة القرض المقدم للمزارع والذي كي يكفي قيمة تحديث الري وشراء مستلزمات شبكة الري والطاقة ، بحيث تكون هناك حوافز لتشجيعه في الدخول لهذا المسار ، في ذات الوقت تكون قد دبرت له التمويل اللازم لعملية التحديث من جهة أخري هذه الموضوعات مرتبطة كذلك بالطاقة فالري الحديث سيحتاج للكهرباء والطاقة الشمسية تكلفتها أعلى ، كل هذه الأمور نحن في حاجة لإعادة حساباتها والعمل عليها خاصة ونحن في اتجاهنا للزراعة الخضراء ، كما أن توفير كمية المياه سيكون مجزي للدولة، فالأمر أيضا مجزي لدعم هذه المشروعات في ظل دعمها لمشروعات معالجة المياه وتدويرها وإنفاق مليارات الجنيهات الذي قد يصبح لا حاجة له إذا ما قمنا بالحفاظ على هذه المياه وترشيدها دون الإسراف فيها وتعظيم الاستفادة من وحدة المياه مع وحدة الارض مع دعم هذه المشروعات وبالتالي توفير هذه المياه لاستخدامها في استصلاح للأراضي الأخرى التي سوف تدخل في خطة الاستصلاح التي تنفذها الدولة . وان الممارسات الزراعية الجيدة تؤدي إلى ترشيد وتوفير المياه التسوية بالليزر والزراعة على مصاطب وخطوط وغيرها من الممارسات وتربية الأصناف قصيرة العمر الأرز والذرة وغيرها تساعد على توفير المياه ونري الأرز الجاف والهجين الذي يستمر ٩٠الي ١٠٠ يوم بدلا من ١٥٠ يوم والذرة الشاميه الي تستمر ١٠٥ يوم بدلا من ١٤٠ يوم.
أنواع الري والاستراتيجية التي تضعها الدولة
أما عن أنواع الري والإستراتيجية التي تضعها الدولة فقد أشاد الدكتور عمرو خيري أستاذ الاحتياجات المائية والري بمركز بحوث الصحراء بهذه الإستراتيجية قائلا “أن مصر تضع استراتيجية ممتازة تهدف الي تعظيم عملية إدارة المياه سواء التي تقوم بها وزارة الموارد المائية والري ووزارة الزراعة و التي تتوافق مع رؤية مصر 2030 والتي تهدف فيها إلى تطوير الري الحقلي وتحويل الري بالغمر إلى ري حديث والذي بدورة يؤدي لزيادة المساحة المستغلة فعلياً فى الزراعة والمملوكة للمزارعين- فى أراضى الوادى والدلتا- بنسبة تقترب من 8-10% كنتيجة لتطوير نظم الرى الحقلى، وهى المساحات التى تشغلها حالياً قنوات الرى والمجارى المائية الفرعية ( المسائي و المراوي ) هذا بالاضافة الي رفع متوسط كفاءه الري الحقلي لتصل الي 75% .و حين نتحدث عن الري الحديث لا نقصد به الري بالتنقيط والرش فقط لكن تندرج تحتها نظم ري عديدة جدا مثل الري السطحي المطور باستخدام المواسير المبوبة والري النافوري ( الببلر ) والذي يتميز بارتفاع معدل التصرف مما يتناسب في ري الأشجار المعمرة مثل النخيل والمانجو في الأراضي القديمة، هذا الي جانب الري المحوري و الذي يتم مشاهدتة بمشاريع الاستصلاح القومية بمنطقة العوينات وتوشكى و الدلتا الجديدة وهذا النوع من الري ( الري المحوري ) يصعب تطبيقة بالاراضي القديمة و الدلتا .إذن نحن بالفعل نسير في اتجاه ترشيد المياه لكي نحافظ على كل قطرة مياه حيث سيتم تطوير الري الحقلي بكافة الاراضي القديمة وتحويل الري بالغمر إلى ري مطور وفقا لمقومات كل منطقة، ولكل منطقة لها استراتيجية معينة في عملية التحول.
التحول من الري بالغمر إلى الري المطور أصبح مسألة وقت وأمر حتمي على الجميع التكاتف معاً لتحقيق أقصى الإستفادة منه
حفظ الله شعبنا وبلدنا الحبيبة مصر
في ظل تزايد ندرة المياه العذبة : ماذا نفعل للتحول من الري بالغمر للري المطور